Al Jazirah NewsPaper Friday  03/04/2009 G Issue 13336
الجمعة 07 ربيع الثاني 1430   العدد  13336
أمام مؤتمر عالمي للتعليم بألمانيا
د. السبتي: الرهان على التعليم لتحقيق التنمية المستدامة والسلام العالمي

 

الجزيرة - عبدالرحمن اليوسف:

ألقى معالي الدكتور خالد بن عبدالله السبتي نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين أمس كلمة المجموعة العربية أمام مؤتمر اليونسكو العالمي بشأن (التعليم من أجل التنمية المستدامة) الذي يختتم أعماله اليوم الخميس في ألمانيا بحضور أكثر من 700 من الخبراء والمعنيين بالتنمية والتعليم بينهم 36 وزير تربية وتعليم وبحث علمي عبر العالم.

وشدد معاليه في الكلمة التي ألقاها نيابة عن سمو وزير التربية والتعليم على أن الرهان على التعليم لتحقيق التنمية المستدامة بكل تفاصيلها يعد أمراً إيجابياً مع ما يعيشه العالم من تحولات كبرى برزت بقوة ووضوح مع مطلع الألفية الثالثة الحالية (ألفية المعرفة والثورة التقنية) وما صاحبها على المستوى الاقتصادي فيما يعرف بالاقتصاد المعرفي والمعلوماتي؛ ذلك أن من شأن تطوير التعليم واستثمار إمكاناته الإسهام في ردم الهوّة بين من يملكون ومن لا يملكون، ومن ثم تحسين ظروف المجتمعات، وإيجاد أجيال مبدعة منفتحة فكرياً وثقافياً، قادرة على اكتساب المعارف والمهارات، وعلى حل المشكلات، والنقد الإيجابي للظواهر المحيطة، مسلحة بعلوم العصر المنتجة والنافعة. ودعا معاليه إلى مشروع كوني جديد شعاره (معرفة تزرع بذور الأمل)، مشيراً إلى أن من شأن هذا المشروع أن يؤدي إلى السلام المستدام الحقيقي حول العالم الذي يعتبر البوصلة الحقيقية للتنمية، هذا (السلام التنموي) الجديد ينصهر في العقل الرشيد، وهذا لن يكون إلا بالعمل على استثمار الطاقات وتوجيه الأفكار المبدعة والمواهب الخلاقة لبناء الشعوب والحضارات وتنمية موارد الكون.. مشيراً معاليه إلى دور التربويين وعلماء البحث والفكر والتنمية في رسم خيارات وبدائل تناسب الظروف المقبلة التي من شأنها تغذية قيم الإنتاج، ونبذ الحروب والنزاعات، وتحصين الناشئة ضد مفسدات صُنّاع التنمية المستدامة؛ كالمخدرات والإرهاب والاتجار بالبشر ومواقع ضرب الأخلاق واستلاب حقوق وكرامة البشرية.

وأشار إلى الجهود المبذولة على مستوى الوطن العربي نحو عملية تجويد التعليم العام والعالي في خطوة جوهرية لإصلاح وتطوير نوعي يحقق مخرجاً تعليمياً يواكب الطموحات للتحول نحو (مجتمع المعرفة) والسعي الحثيث لتمكين قواعده وترسيخ أركانه القائمة على الموهبة والإبداع والابتكار، ومن تلك الرؤية (التنمو معرفية) انطلقت جملة من الإستراتيجيات المتخصصة من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليسكو) وأحدثها الإستراتيجية العربية للموهبة والإبداع في التعليم العام التي أقرت أواخر عام 2008 وهي تتكامل مع الإستراتيجيات العربية الأخرى التي في المجال التربوي من أبرزها: إستراتيجية تطوير التربية العربية، وإستراتيجية تعليم الكبار في الوطن العربي، وإستراتيجية العلوم والتقنية، وإستراتيجية الطفولة المبكرة، وإستراتيجية تطوير التعليم العالي، والخطة الشاملة للثقافة العربية.. وتستهدف في مجملها العناية بالجوهر والروح الحقيقية للعملية التربوية التي تؤصل لثقافة الإنتاجوالالتزام بمبادئ الحقوق والواجبات، وتغليب العقل لتنمية الجوانب العلمية القائمة على الإبداع والتميّز.

وأشار معاليه إلى أن هذا المؤتمر ينعقد في وقت يمر فيه العالم بظروف قاسية جراء الأزمة المالية التي أثّرت على كل ما له صلة بالتنمية في الدول كافة، مسببة تناثر الخطط والإستراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى في مختلف المجالات بما في ذلك (التعليم) الذي يعد البوصلة الرئيسة المحركة لعجلة التنمية، وعلى الرغم من محاولات السيطرة على مسبباتها إلا أن المؤشرات تدل على أن تبعاتها قد تمتد أطول من المتوقع، بعد أن تشكّلت فجوة كبرى بين ما كان مخططاً له وما سوف ينفّذ على أرض الواقع، وخاصة في الدول الفقيرة والنامية، حيث تصاعدت حدة القلق العالمي من تعميق مشكلات الفقر والبطالة والأمية وما ينطوي تحتها من مخاطر أمنية واجتماعية واقتصادية تهدد المشروع التنموي العالمي برمّته وتؤثر على مشروع السلام الذي يُعد عماد التنمية المستدامة.

وعبر عن دعم الدول العربية لكل جهد دولي من شأنه أن يحقق رسالة (اليونسكو) المتمثلة في بناء المجتمعات عن طريق التربية والعلم والمعرفة والثقافة والاتصال.. وتعظيم أعمدة السلام في عقول البشر بمواجهة كل أشكال السيطرة والإقصاء والتطرف في العالم بكل الوسائل المتاحة ومنها (حوار الحضارات) الذي أصبح أحد موجهات الألفية الجديدة ومكاسبها النشطة والفعالة العابرة للقارات؛ المؤدي إلى تبادل الخبرات والمعارف والتجارب الناجحة ووصل الإنسان بالإنسان، مما سيؤدي بالضرورة إلى إيجاد مجتمعات تنعم بالوفرة والتنمية المستدامة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد