Al Jazirah NewsPaper Friday  03/04/2009 G Issue 13336
الجمعة 07 ربيع الثاني 1430   العدد  13336
شاب يلقى حتفه في حادث مروري قبل استخراجه لبطاقة الهوية مع والده في اليوم التالي

 

جدة - فهد العيسى

لم يكن الشاب أحمد يعلم ما يخبئه له القدر؛ فقد كان فرحاً في ذلك اليوم (الأربعاء الماضي)؛ لأن والده وافق أخيراً على استخراج بطاقة أحوال مدنية له لبلوغه سن الثامنة عشرة، ولم يكن يعلم أن هذا اليوم سيكون يوم انتهاء عمره وأجله، وبالتالي سوف يُمنح شهادة وفاة بدلاً من بطاقة أحوال.

وقبل الموعد بيوم كان والد الشاب في مقر عمله ومر عليه أحد معارفه ويعمل في إدارة الأحوال المدنية، وأبلغ الرجل موظف الأحوال المدنية بأنه يرغب في إصدار بطاقة أحوال لابنه، ووافق الموظف على تقديم كل ما يساعد في الأمر، واتفقا على أن يلتقيا في اليوم التالي لإتمام المعاملة. وعند عودة الأب إلى منزله قال لابنه (أبشر يا بني سنذهب يوم غد للأحوال المدنية لنمنحك بطاقة أحوال)، وفرح الابن بذلك وذهب لكي يجهز نفسه للتصوير ويجهز ملفه فذهب إلى الحلاق لتهذيب ذقنه وشعره ثم استخرج الصور اللازمة وأكد على صاحب المغسلة أنه سوف يأتيه غداً صباحاً لأخذ ملابسه، ثم عاد إلى المنزل ليخلد إلى النوم لمهمة الغد، وأي غد؛ فقد كان ذلك اليوم الأخير في حياته، وعندما توجه إلى سريره كانت هناك بضع ساعات فقط أمامه في هذه الدنيا الفانية.

واستيقظ الشاب في ذلك اليوم بكل حيوية ونشاط، وأدى ووالده صلاة الفجر، ثم استأذن والده كي يجلب ملابسه من المغسلة، غير أن الوالد وافق على مضض؛ إذ إنه لم يكن يرغب في تركه يأخذ السيارة بمفرده لخوفه عليه.

ونام والد الشاب فترة من الوقت لحين عودة ابنه، وعندما استيقظ من النوم بحث عن ابنه فلم يجده في المنزل، فقد تأخر الشاب، فاتصل عليه بالجوال فلم يرد، ووجد جواله في الشاحن داخل غرفته، وبدأ القلق يساور والد الشاب لماذا تأخر؟ وماذا حدث؟ وكان الوقت يمضى فقد كانت التاسعة صباحاً، وإذا بالجوال يرن، ولكن الرقم غريب، فما كان من والد الشاب إلا الرد وهو قلق وخائف، وإذا بالمتصل يخبره بأن ابنه حصل له حادث وهو حالياً في المستشفى.

وعند وصوله إلى المستشفى تلقى الخبر الصاعق.. لقد توفي ابنه في أحد الشوارع الرئيسية بسبب السرعة، وكانت بالفعل صدمة كبيرة للوالد وأسرته.

ولكن والد الشاب احتسب وصبر وتمت إجراءات غسله وتكفينه بسرعة وبعد صلاة الظهر من اليوم نفسه تم دفنه، وبذلك سجل هذا اليوم نهاية الابن بعد أن كان يأمل أن يكون بالنسبة له حياه جديدة وميلاداً جديداً بحصوله على بطاقة أحوال مدنية لم تكتب له.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد