أصدرت أوقاف جامعة الملك سعود العدد الأول من مجلة أوقاف الجامعة تزامناً مع إطلاق المرحلة الأولى من مشروع أوقاف الجامعة، وقد اشتملت المجلة على عدد من المواضيع واللقاءات والمقالات المهمة التي تدور حول الوقف بشكل عام والوقف الجامعي بصفة خاصة. وقد تصدر المجلة لقاء مع معالي مدير الجامعة أ.د. عبدالله العثمان سلط فيه الضوء على مفهوم وفلسفة الوقف الجامعي حيث ذكر أن جامعة الملك سعود تخطط لأن تكون خلال الـ 20 أو 25 سنة القادمة واحدة من الجامعات الرائدة عالمياً ولكن ذلك يتطلب استقرار الموارد المالية والوسيلة شبه الوحيدة لاستقرار الموارد المالية تحتم وجود وقف كبير جداً، بحيث يساعد على تغطية 30% على الأقل من مصروفات الجامعة السنوية ليسبق الخصائص الأخرى للجامعة الرائدة والتي منها قدرة الجامعة على استقطاب الأستاذ المتميز والباحث المتميز وطالب الدراسات العليا المتميز وكل هؤلاء يحتاجون إلى مخصصات مالية يجب أن يكون لدى الجامعة قدرة على توفيرها.
وقد شرح الدور المتوقع لبرنامج الأوقاف في دعم العملية التعليمية في الجامعة فقال: جزء من رؤية جامعة الملك سعود أن تكون جامعة بحثية متميزة وبالتالي الصرف الرئيسي لهذا الوقف سيركز بدرجة رئيسية على الأبحاث المرتبطة بخدمة الإنسانية فالجامعة تنوي تخصيص قرابة 60% من ريع الأوقاف ليذهب في خدمة الأبحاث العلمية التي فيها خدمة للإنسانية. علاوة على ذلك فإن قرابة 25% من ريع الأوقاف سيخصص كدعم للمستشفيات الجامعية، خاصة في معالجة الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي والسكري وغيرها. وسيخصص ما نسبته 15% تقريباً لأعمال البر داخل الجامعة سواء لمنسوبيها من أعضاء هيئة تدريس وطلاب وموظفين، بما يساهم في تعزيز الولاء والانتماء للجامعة ويرسخ العلاقة مع الجميع.
وفي كلمته الافتتاحية ذكر أمين عام أوقاف الجامعة الدكتور عبدالرحمن بن حمد الحركان أنه انطلاقاً من دورها الريادي وتماشياً مع تطلعات القيادة الرشيدة أنشأت جامعة الملك سعود برنامج أوقاف الجامعة بدعم مشكور من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس اللجنة العليا لأوقاف الجامعة لتحقيق جملة من الأهداف من أهمها بناء نموذج وقف تعليمي ناجح يعزز دور الجامعة في تطوير الأرضية العلمية والثقافية المناسبة لتأهيل الأجيال وقيادة التعليم العالي إلى مستويات عالية من التميز والإبداع..
وأضاف ومشروع أوقاف الجامعة ينطلق اليوم ليسهم في تعزيز القدرات المالية للجامعة ويمكنها من القيام بدورها المنوط في جو من الاستقرار المالي في ظل دعم مستمر من وزارة التعليم العالي وإدارة الجامعة والمتبرعين الأخيار.
وقد استعرضت المجلة مشروع أوقاف الجامعة الجديد ودوره في دعم التعليم الجامعي وذلك من خلال:
- استقطاب كوادر تعليمية وبحثية على قدر كبير من الكفاءة والتميز، وبهذا تستطيع الجامعة تزويد المجتمع بمخرجات تعليمية أفضل.
- دعم وتوسيع البنية التحتية دون إثقال كاهل ميزانية الجامعة.
- توفير الدعم المادي لتطوير أعضاء هيئة التدريس، من خلال عمل الدورات المتخصصة فيما يستجد من تقنيات التعليم الحديثة.
- استقطاب طلاب المنح الموهوبين والمتميزين.
- تأمين أعضاء هيئة تدريس جدد لسد احتياجات المقررات التي يتجاوز التسجيل فيها النسب المقررة، وبالتالي تحسين العملية التعليمية بشكل كبير.
بالإضافة إلى توسيع واستحداث مصارف جديدة ومهمة في التكافل ومساعدة المعوزين وفقاً لمرئيات الجامعة، ومنها:
- مساعدة المرضى في المستشفيات الجامعية.
- استقطاب طلاب المنح الموهوبين والمتميزين.
- مساعدة الأيتام والأرامل من منسوبي الجامعة.
وفي باب -نماذج وقفية- استعرضت مجلة أوقاف الجامعة وقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين حيث يعتبر مشروع أبراج البيت المطل على المسجد الحرام أحد أضخم المشاريع المعمارية في العالم، وقد تم تصنيفه كأكبر مبنى هندسي عمراني من حيث المساحة الإجمالية على وجه المعمورة. ويقع المشروع أمام باب الملك عبدالعزيز (أحد أبواب الحرم المكي)، ويتكون من سبعة أبراج، وأساسي يسمى «بوديوم». والبوديوم يتكون من 12 دوراً، و5 أدوار للسوق، و5 أدوار للمواقف، ودورين للخدمات. ويسمى البرجان الأولان بالصفا والمروة، ويتكونان من 26 دوراً وبرجان آخران يتكونان من 30 دوراً واثنان آخران يتكونان من 50 دوراً.
وقد حوت مجلة «أوقاف جامعة الملك سعود» العديد من المواضيع المميزة مثل موضوع «التنقيب عن مناشط الوقف في كتب التراث» و «دور الوقف الإسلامي في تنمية المجتمع المحلي »ومقال عن الأزمة المالية العالمية ومواضيع أخرى تهتم بالإدارة وتطوير الموارد البشرية أما موضوع «حوكمة الأوقاف» فقد تم التطرق فيه إلى النظام الإسلامي لإدارة الأوقاف ومدى توافقه مع آليات ومبادئ حوكمة الشركات التي ظهرت إلى الوجود في نهاية القرن العشرين.