بعض العبارات تُصاغ للتعبير عن الجهة التي تُمثِّلها، تقتضي التوقف للتمعن في دلالتها، وعند المتعاملين مع الجهة يكون التمعن استرجاعاً لجوانب تطابق العبارة مع أداءات الجهة.. تغدو تلك الصياغات شعارات إما في التعبير الصادق عما تمثله، أو المحك لطرح الأسئلة، فهناك مؤسسات خدمية تصوغ شعاراتها بعبارات بعيدة في الخيال، ولا تطابق أو تماثل ما تقدمه جهات تمثيلها منها المصحات التي توحي بخدمات مميزة ورعاية فائقة، حتى إذا ما عمل شعارها بمفعوله فجذب إليه المرضى، داهمهم الندم بعد أن يكونوا خسروا الوقت والمال ولم يلاقوا إلا الإهمال والاستنزاف المادي، وكثيرا ما ضاعت جهود وأموال المتعاملين مع بعض مكاتب الاستخدام وقد جذبتهم صياغات الشعارات الموحية بخدمات سريعة ويسيرة ومعتدلة؛ فيقعوا في فخ التلاعب، والروح الجشعة، ناهيك عن كل نتيجة في موقع أو شركة أو مؤسسة تدعي شعاراتها ما ليس في قدرة عناصرها أن تقدمه يحقق معنى الصياغة وموحياته الدلالية.. وحينها لا يكون الذنب على اللغة فهي حينئذ أداة تطوعت للمقتدر على صياغاتها، فروح الإنسان وما وراء هذه الروح من إمكانات ذهنية متلاحمة مع محركات نوايا وحدها ما يقضي بلون الحروف وشكل تراكيبها وهيئة صياغاتها وما تحمله من المدلول الذي هو محرك للإنسان في الإقبال عليه قناعة بأداءاته حين التعايش مع ممارسته عملياً في مؤسسته أو الجهة التي يعبر عنها،أو الإدبار عنه حين يكون مجرد رماد يذر في العيون بعد التعايش مع مدلوله البخاري في أرض الواقع.. أوحى لي بفكرة هذا الموضوع مفاجأة الجزيرة في موقعها الإلكتروني حين واجه عيني الشكل الجديد لمتصفح مركز اتصالاتها، عند نافذة كتابها في تطوره وتحديثه مساء البارحة، وفي زاويته اليسرى (الجزيرة تكفيك).. إذ لم تكن الكفاية هنا لقارئ يجد في جهود الجزيرة ودأبها المتواصل وملاحقتها تطوير الأداءات المهنية بما فيها منافذها الإلكترونية، ومنهجها التقييمي لمقدراتها فالأخذ بكل جديد من أجل انتشارها وتغذيتها بعناصر جيدة جنبا مع إمكاناتها الفنية، بل أيضا محاولة مس هذه الكفاية لذائقة كتابها، ومجال إحساسهم بالراحة والرضا، عندها لا يكون المقابل المادي هو معيار الرضا والانتماء بينها وبينهم،بل الاطمئنان؛ لأن جهودهم موضع اهتمام ليكون التواصل يسيرا بينهم وبين قرائهم كما هو بينهم وبين الجزيرة وطاقمها من الرئيس إلى الفني. فالجزيرة تكفيك حين يكون العمل فيها ليس لها فقط بل لك قارئاً وكاتباً على حد سواء. أبارك لمركز الاتصالات فيها تحديثاته الأخيرة وحسن دأبه في متابعة احتياجات كُتّاب الجزيرة.