Al Jazirah NewsPaper Friday  03/04/2009 G Issue 13336
الجمعة 07 ربيع الثاني 1430   العدد  13336
قطرة ندى
حرية إبداء الرأي.. دعهم يعبرون

 

ذكرت بعبارتها اللطيفة: أنها أبدت ملاحظة لها على أمر ما لمديرها، فما كان من المدير إلا أن وصف ذلك بأنه (قلة أدب)!!

لعلنا نقول تعليقاً على ما سبق كما قال، قري (جاك ولش): (إن حرية التعبير عن الرأي من أهم وسائل نجاح المؤسسات).

ولذا فإن إتاحة الفرصة للموظف لإبداء رأيه يلقح الأفكار، وينمي الأرباح ويستثمر الطاقات، بالإضافة إلى أنه يقود تلك المؤسسات للنجاح الحقيقي.

إن بعضاً من القادة يعتقد بعقليته المتحجرة أن فتح المجال أمام موظفيه لإبداء آرائهم يخل بهيبته القيادية.

لكن دعونا سوياً نعود بالذاكرة لمنهج قائد الأمة محمد بن عبد الله - صلوات ربي وسلامه عليه - كيف كان يتقبل رأي الصغير قبل الكبير، والمرأة قبل الرجل بصدر رحب وتحفيز دؤوب، بل كان - بأبي هو وأمي - مثالاً يحتذى به في فن القيادة الفكرية، مما جعل الصحابة يبدون آراءهم بكل أريحية وانسجام دون حواجز تعسفية أو خطابات رسمية، ففكرة سلمان الفارسي الإبداعية بحفر الخندق في غزوة الأحزاب لم تأتِ من فراغ، لولا أنها وجدت عقلية ناضجة تتقبل الرأي الآخر، وتحفز على المشاركة البناءة، بل اعتبر ذلك واجباً للأخ على أخيه المسلم فقال - صلى الله عليه وسلم -: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ....).

وها هو عمر بن الخطاب القائد الرشيد، والنموذج الفريد، يعترف بخطئه ويقر بصواب امرأة، يوم أن وقفت تلك المرأة أمام الناس وأبدت رأيها، فما غضب ولا نهر ولا انتقم (كما يفعل بعض المديرين اليوم مع الموظف الذي يبدي رأيه في الصحف، وكأن سمعة منشأته أهم من تطوير العمل)، بل قال بشجاعته الفذة وقيادته النموذجية: (أخطأ عمر وأصابت امرأة). فأين لنا اليوم بقادة من أمثال عمر؟!

بل حتى نبي الله سليمان عليه السلام: استمع لرأي طائر (الهدهد)، عندما جاءه بخبر ملكة سبأ (بلقيس) وعندما أكمل حديثه حول ما رآه قرر سليمان قراره بشأنها.

فإلى أمثال أولئك النقاد كم نحتاج؟؟ (من ينقد لتطوير العمل لا ينقد لإشفاء غليله).

وقفة:

كيف يكون قائداً من لم يقد مؤسسته برأي وفكر موظفيه؟!

م. ندى البكر


n-a-b@msn.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد