يعتبر المدح أفضل رافع للمعنويات وتثبيت للإيجابيات وترسيخ للقيم المقبولة والمحبوبة ولذلك يعد مدح الطفل وسيلة تربوية أساسية بها تشبع حاجة إنسانية كامنة.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم المعلم الأول في كمال مدحه لصحابته وصغارهم بفضل الألقاب والصفات، والمدح لا يكون فيما نراه لدى الطفل، بل أيضاً فيما نحب أن يتصف به من صفات وخلق وذلك من التشجيع له نحو التحلي بأطيب الأفعال والأقوال.
ولعل الكثير من الآباء والأمهات يلاحظون أن قول كلمة: أحسنت أو ما شاء الله عليك ممتاز سريعاً ما يكون مفعولها ظاهراً على الطفل وتجعله يبحث عن الأحسن.
وللأسف تظهر فئة من الآباء والأمهات يمتهنون القدح بأبنائهم ويبخلون بالمدح ولكن تجدهم سّباقين إلى التوبيخ واللوم لو رأوا ما لا يرضيهم من أبنائهم ويظهر تركيزهم على أخطاء الأبناء وسوء تصرفاتهم بدل التركيز على الإيجابيات والأعمال الحسنة.
إلا أن للمدح إيجابيات عظيمة تتحقق بعدة خطوات مهمة وهي:
1- ركز على الإنجاز لا على الشخص لذاته:
مثلا استخدم ما أروعك لأنك هادئ -كم أحبك لعملك الطيب- تستحق هدية لأنك مجد في دراستك.
2- امتدح المحالات ولو لم تكن إنجازاً: فالطفل منذ بدايات نموه يحاول فينجح أحيانا ولا ينجز أحيانا أخر ولذا تمتدح الإنجازات وتشجع المحاولات لئلا يصاب الطفل بيأس.
3- مدح ابنك يدل على رغبتك فيه:
إن مدح ابنك يزرع لديه الشعور بأنه مرغوب فيه ويهم مدح الوالدين بالدرجة الأولى لأنه يحقق الطمأنينة لديه. كما أن غياب مدحك لأبنائك يدل على أنك لا تحبهم ولا يهمك أمرهم إن كان سهوا منك إلا أن ذلك يعد احتياجاً أساسياً بالنسبة لهم.
4- امدح بقناعة ولا تجامل:
الطفل يعرف بإحساسه وذكائه متى تكون صادقاً في مدحك ومتى تكون مبالغاً ومجاملاً لذلك احرص على مدح كل ما تراه صالحاً فيه ولو صغر وكل محاولة صالحة لديه ولو لم تتم وابتعد عن أسلوب المدح للمدح أو التفاخر أو المبالغة المضرة.
5- اتبع أسلوب التشجيع في مواقف التشجيع:
من حاول ولم ينجح يحتاج إلى تشجيع وبناء طموح نحو النجاح وهي فرص يتعلم بها الطفل أن السقوط ليس نهاية المطاف.
6- كن جاهزاً للمدح ولا تتأخر:
الإنجاز يتعزز لو أسرعت المدح ساعة تحقيقه وهو أحسن المدح وأكثره إيجابية، كما أن لحظة الإنجاز عادة ما ترافقها مشاعر السعادة والفرح وهي لحظات مهمة لربط الطفل بكلمات إيجابية تصبح جزءاً من دوافعه الإيجابية على مر الزمن.