حائل - خاص بـ(الجزيرة)
نبّه رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة حائل الشيخ إبراهيم بن عبد المحسن العامر من التخلف في السبق لاستثمار عصر الاتصال السريع وثورة المعلومات بشكل إيجابي وتسخيرها لخدمة كتاب الله وإيصال رسائل الخير إلى القلوب وللإفهام، وهو واجب العاملين في الجمعيات.. ولا يتأتى ذلك إلا من خلال تدريب الكوادر العاملة فيها بشكل مستمر ليواكبوا كل جديد.
وأكد العامر في حديث لـ(الجزيرة) أن الواقع في هذا العصر يفرض استخدام التقنيات الحديثة في تعليم القرآن، فالطالب في هذا العصر قد عاش هذه الوسائل في تعليمه في مدرسته وفي منزله، وأخذ القائمون على التعليم بوسائل التشويق في العرض لإيصال المعلومة والحكمة تقتضي الاستفادة من كل ما هو نافع ومفيد، ومن الواجب التنسيق بين الجمعيات والتواصل بينها للاستفادة، وتبادل الخبرات فيما بينها ومع المؤسسات التربوية والتعليمية وتدريب العاملين مع كل جديد في هذا.
وأبان رئيس تحفيظ حائل أن المتأمل في واقع المنتمين لحلقات تحفيظ القرآن الكريم طلاباً وطالبات، بتأمل سلوكهم وأخلاقهم يجد أثر هذا الانتماء - بحمد لله- جلياً ببركة هذا الكتاب في توسيع المدارك، وتحقيق المناعة -بإذن الله- عن سبل الانحراف، ومنها الانحرافات السلوكية والأخلاقية، أو الانحرافات العقدية، ومن ذلك الغلو والتطرف، وتحقيق بناء المعتقد، وتهذيب السلوك، وما يهدف إليه القرآن من الوسطية والاعتدال، وكفى بقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً) منهجاً لهم.
وتناول العامر في حديثه عدد الدارسين والدارسات بالجمعية، حيث تحتضن الجمعية حالياً ما مجموعه (5155) دارساً ودارسة، منهم (1834) دارسة، ويدرسون في (105) حلقات، و(9) مراكز، و(23) دوراً نسائية، ويقوم بتعليمهم (285) معلماً ومعلمة، منهم (107) معلمات، كما أنشأت الجمعية أخيراً معهدين للقرآن الكريم رجالاً ونساءً.
ومن الجديد في تنفيذ الجمعية لرسالتها القرآنية، التأكيد على الطموحات على المدى البعيد في تحقيق الاعتماد بعد الله على موارد مالية ثابتة من خلال المشروعات الوقفية، والعمل في إيجاد كوادر وظيفية ثابتة، مبيناً أن الجمعية لديها مشروعات تطويرية وتوسعية ستكون من خلال إقامة المشروعات الوقفية الطموحة وفق تخطيط سليم بالتواصل مع هذا المجتمع الطيب الكريم في عطائه في القليل والكثير، وذلك يتطلب تأهيل كوادر من الشباب لديها في مجال العلاقات والاتصالات؛ لتحقيق قناعة المجتمع بأثر هذه الجمعيات في حياة هذا المجتمع ليواصل الدعم.
ولفت رئيس جمعية تحفيظ القرآن في حائل النظر إلى أن أكبر الصعوبات التي تواجه الجمعيات في تنفيذ خططها الموارد المالية، ثم الكفاءات والكوادر الوظيفية المدربة، وتحقيق استقرارها إذ إن الجمعيات تعاني كثيراً من عدم ثبات واستمرار العاملين فيها، حيث إن العاملين فيها إما متطوعون، أو متطلعون إلى العمل في القطاع الحكومي فهي لا تعدو أن تكون مرحلة تدريب لما سواها، مؤكداً أنه من خلال التوجيهات من المشرفين على هذه الجمعيات ومعلمي الحلقات من ارتباط تعلُّم كتاب الله بالالتزام بأخلاق القرآن وآدابه وتعامل المسلم وعمله لتكون أخلاق قارئ القرآن وحافظه شاهداً على عظمة هذا الكتاب وأثره في حياة أهله.