الرياض - (الجزيرة)
يفتتح معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عدداً من اللقاءات المغلقة للمختصين في مجالات تعبير الرؤى والرقية الشرعية والطب النفسي، وتستهل هذه اللقاءات (التي تنظمها وكالة الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد) بعقد اللقاء الأول لمعبري الرؤى والأحلام، وذلك في مقر الوزارة بالرياض في الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر الجاري.
صرح بذلك فضيلة وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، وقال: إن هذا اللقاء يعقد لأول مرة، حيث سيشارك فيه نخبة من أصحاب الفضيلة والأكاديميين والأطباء النفسيين والمختصين في هذا الأمر بهدف دراسة واقع تعبير الرؤى، ومعالجة السلبيات وتقديم ضوابط شرعية وتنظيمية للمعبرين تحت إشراف الوزارة، وسيدور اللقاء حول أربعة محاور هي: (تحرير المصطلحات وتحديد المفاهيم)، و(الرؤى والأحلام: نظرة شرعية)، و(الرؤى والأحلام: نظرة دعوية اجتماعية)، و(الرؤى والأحلام وتعبيرها: نظرة طبية ونفسية)، و(تعبير الرؤى والأحلام: علمه وتاريخه وواقعه).
وأكد فضيلته أن هذا اللقاء الذي يستمر يوماً واحداً يأتي في إطار الحرص الذي يبديه معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ لكل ما له صلة برسالة الوزارة من قريب أو بعيد، واهتماماً منه وفقه الله لكل ما من شأنه أن يجعل المسلم على بصيرة في كل ما يتعلق بدينه وعقيدته الإسلامية، والبعد به عن كل شائبة أو عمل يؤثر على عقيدته وصفائها، وفي نفس الوقت يبعده عن كل عمل يخل بعقيدته أو يدفعه للاتجاه إلى السحرة والمشعوذين أو المتاجرين بمشاعر وعواطف الناس.
وفي ذات السياق، يؤكد عدد من أصحاب الفضيلة من الدعاة وطلبة العلم على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات والندوات تجاه تبصير المسلم والمسلمة في أمور دينهم ودنياهم وتحذيرهم في نفس الوقت من الذهاب إلى المشعوذين، وقليلي العلم، وأجمعوا على أنه يجب على كل مسلم عاقل ولاسيما النساء وضعاف الإيمان الحذر من مدعي التعبير من المتعالين، والجهال، وأهل الكذب والشعوذة والخرافة الذين يدون علم الغيب، ويروجونه على الناس بدعوى تعبير المنام، كما دعوا المسلم ألا يعرض على ما تشدد الحاجة إلى تعبير من منامه إلا على أهل العلم والصدق والخبرة والديانة فقط والحذر من سواهم أشد.
وحذر أصحاب الفضيلة من ظاهرة الفوضى في تعبير الرؤى التي كثرت في السنوات القليلة الماضية، مشددين على أهمية اتخاذ عدد من الأمور لعلاجها ومن ذلك تنبيه الناس ألا يقصوا رؤاهم إلا على من يعرف بالعلم والنصح، وتذكير من ولج في هذا الباب وهو لا يحسن بالتخلي عنه، وأن يتبنى من يعرف بهذا العلم مع خشيته وإخلاصه ومعرفته اجتماعاً شهرياً وليكن في رئاسة الإفتاء مثلاً، أو في وزارة الشؤون الإسلامية واختبار بعض الأشخاص ومن ثم إعلان أسمائهم وأرقام هواتفهم حتى لا يذهب الناس وخاصة العامة إلا لمن يوثق به وبتأويله وتنبيه عامة الناس إلى أنه لا ينبغي التحدث بكل ما يكون في النوم وأن هناك تحزينا من الشيطان لأهل الإيمان، جاء في الصحيح أن رجلاً قال يا رسول الله رأيت كأن رأسي يتدحرج وأنا ألحق به فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يتلاعب الشيطان بأحدكم فإذا رأى مثل ذلك فلينفث عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان وينقلب على جنبه الآخر ولا يحدث به أحداً فإنها لا تضره).
وأهابوا بأهل العلم أن تكون لهم مشاركة قوية وفاعلة في التنبيه على خطورة هذه المسألة وذلك من خلال الخطب والمحاضرات ومن خلال المشاركة في وسائل الإعلام المختلفة وغيرها من الوسائل المشروعة للناس يميزون من خلالها بين الرغوة والصريح، والصادق والكاذب من المعبرين، وأن تكون هناك رقابة على هؤلاء المعبرين من غير العلماء الذين وهبهم الله علم التعبير، أما غيرهم فينبغي امتحانه من قبل أهل الاختصاص ومعرفة مدى قدرتهم على التعبير.