Al Jazirah NewsPaper Friday  03/04/2009 G Issue 13336
الجمعة 07 ربيع الثاني 1430   العدد  13336
رياض الفكر
أسماء الأمهات.. أسرار عسكرية!!
سلمان بن محمد العُمري

 

لم أتعجب كثيراً عندما قرأت في إحدى الصحف خبراً عن شاب يطعن صديقه بسكين؛ لأنه تجرأ وتلفظ باسم أمه.. بعد أن عرف به من إحدى قريباته، أو بأي طريقة أخرى، لم أتعجب لذلك، لأن اسم الأم والزوجة وحتى الابنة في مجتمعنا لا يزال أشبه بالأسرار العسكرية التي لا يجوز ذكرها، حتى في أفراحنا نسجل وصف (كريمة فلان) حتى لا نصرح باسم العروس حتى في ذلك اليوم السعيد من حياتها.

ولا أستطيع أن أقول: إن مثل هذا السلوك هو من مخلفات الجهل والجاهلية أو بسبب ضعف مستوى التعليم، حيث نجد رجالاً في أرفع المناصب يخشون أن يعرف أحد أسماء أمهاتهم أو زوجاتهم أو شقيقاتهم، بل إنني شخصياً وجدت لوماً من أحد أبنائي عند نشر كتاب قمت بإعداده بالتعاون مع زوجتي، وحمل غلافه اسمها إلى جانب اسمي.

ولأنني أعلم جيداً أن غضب الابن يرجع إلى عدم رغبته في أن يعرف زملاؤه أو أصدقاؤه اسم والدته، وخوفه من أن يصبح هذا الاسم مادة للتندر عليه، في مجتمع يرفض تسمية نسائه، قررت أن أقارعه بالحجة، فسألته هل أمك أفضل من أمهات المؤمنين عائشة بنت الصديق، أو حفصة بنت عمر، أو زينب بنت جحش، وغيرهن من الصحابيات اللاتي خلدت أسماؤهن في كتب الحديث والسيرة والتاريخ الإسلامي، وذكرت دون أدنى حرج أو خجل، فسكت للحظات، وانصرف ربما غير مقتنع، أو لنقل: إنه اقتنع لكنه لا يريد أن يكون غريباً أو مخالفاً لما هو سائد في المجتمع، لكنه ما لبث أن أدرك أن اسم أمه ليس عورة أو شيئاً يجب ستره.

وأنه ليس سراً عسكرياً يجازى من يذكره أو يتفوه به، وهذا ما يجب أن نسعى لتهيئة النشء له وتقبله، والتأكيد على أنه لا يوجد ما يخالف الدين أو التقاليد الصحيحة في ذكر اسم الأم، فهل نبدأ هذا النوع من التوعية قبل أن نسمع عن جرائم أخرى اندلعت لمجرد أن طالباً وقف في فناء المدرسة، وراح يردد اسم أم أو أمهات طلاب آخرين! واسم الأم ولو لم يكن الجهر به عيباً إلا أن البعض يريد منا أن نرده ولو بدون سبب!!



alomari1420@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد