جاء الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء تتويجاً لعطاءات سموه الكريم وتعبيراً عما يملكه خادم الحرمين من نظرة ثاقبة وبراعة وحكمة وحنكة.
وقد سرني سموه كعادته عندما بين في تصريحه بهذه المناسبة: (أنه سعيد بأن التهنئة له هي بالثقة أكثر مما هي بالعمل مرجعاً سموه ذلك لأن ثقة قائدنا خادم الحرمين الشريفين هي الأهم)، وهنا تأتي المعاني والدلالات كالعادة من سموه سامية ذات دلائل متألقة، فالثقة السامية هي بالفعل كما بين سموه الغاية وهي الوسام.
وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف شخصية ورثت المجد كابراً عن كابر، فجده الإمام محمد بن سعود ووالده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمهما الله - وهما إمامان جليلان كما هم أئمتنا آل سعود لهم في سجل المجد والفخار والبطولات مآثر سجلها التاريخ بمداد من ذهب، لذا ورث سموه القيادة والحنكة والحكمة والتؤدة وبعد النظر بل تأصلت في سموه تلك المعاني ولا غرابة فهو رجل له باع طويل وخبرة كبيرة جداً في ميادين العطاء وعلى رأسها الميدان الأمني حيث برع سموه في ذلك الميدان رغم حساسية ذلك الميدان وأهميته وأثره على شتى مناحي الحياة والنجاح في المجال الأمني جاء قريناً لنجاح سموه في المجال الاجتماعي الأمني ،فقد نجح في رعاية السجناء وإصلاحهم وكذلك رعاية أسرهم إضافة إلى حسن نجاح سموه في التعامل مع الفكر الضال سواء بالضرب بيد من حديد أو بالإصلاح من خلال لجان المناصحة وهذا النجاح أبهر العقلاء في العالم إلى درجة أنهم أصبحوا ينهلون من التجربة السعودية في هذا المجال المهم جدا، كما أن لسموه نجاحاً إدارياً من خلال إدارته وبكل نجاح تلك الوزارة المهمة والحساسة ألا وهي وزارة الداخلية!!.
ومن يستعرض سيرة سموه فلسموه نجاحات أخرى وبالذات في المجال الإنساني فسموه المشرف العام على حملات الإغاثة السعودية التي بفضل الله ثم بفضل حسن إدارة سموه لها آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا، وإن جئنا لجانب دعم العلم والعلماء ومنابر العطاء العلمي فسموه علم يشار إليه بالبنان وعطاؤه تلهج به الألسن وتتناقله وسائل البيان فلسموه جائزة عالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية والتي في هذه الأيام تمر بدورتها الرابعة. وقد اختار سموه الكريم أن يكون مقرها في مدينة خير البرية محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - المدينة المنورة وهذا الاختيار من سموه لمقر هذه الجائز التي تمول من حسابه الخاص لاشك له دلائل سامية تذكر فتشكر.
وإن جئنا لمواقف سموه ودعمه الكبير للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وللدعوة إلى الله فسنقف أمام كم كبير جدا من المواقف التي يعتز بها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والتي لايتسع المجال لذكرها، غير أني أتذكر بكل فخر واعتزاز كلمات سموه التي أشاد فيها بدور الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمروف والنهي عن المنكر وتوجها - رعاه الله - بتوجيهاته الكريمة وذلك عندما تشرفت شخصياً بشرح محتويات المعرض الدائم بالرئاسة لسموه فقد كان محاوراً رائعاً ومستمعاً متميزاً يغمرك بأدبه واهتمامه واحترامه وذلك تميز به سموه ويشهد به كل من قابله!!.
أعلم أنني لن أحيط في هذه العجالة بنجاحات سمو النائب الثاني وزير الداخلية غير أنني وددت ذكر شيء منها في ثنايا حديثي عن الأمر الملكي الكريم بتعيين سموه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، والله أسأل أن يمد على طاعته جل وعلا في عمر خادم الحرمين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني.. ويطيب لي أن أختم بالتهنئة لسموه بهذه الثقة الغالية، والله أسأل أن يسدد سموه في القول والعمل آمين.
amalijardan@gmail.com