اطلعت في الصحف كغيري على ما رفعه معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحمين من شكره وشكر جميع منسوبي الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وذلك بمناسبة الموافقة السامية على إقامة الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ندوة بعنوان (الحسبة وعناية المملكة العربية السعودية بها) وذلك -بمشيئة الله تعالى- في مطلع العام الهجري القادم 1431هـ.
والحقيقة ليس بغريب على المملكة بقادتها منذ الأزل أن تكون شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي من أكبر اهتمامهم، وهم يتمثلون قول الله تعالى{الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِِ}إن أهمية إقامة مثل هذه الندوة والعمل على أن تكون بصمة ناصعة مثمرة هو المؤمل والمرجو عبر تعاون وتكاتف الجميع من كل منتسب لهذا الجهاز في أي مكان وبأي منصب كان، حيث إن التطوير المنشود من العقلاء لن يكون إلا من هذا الباب الواسع المرعي من قبل أعلى سلطة تفخر بمثله البلاد في هذا الزمن جزاه الله خيراً.
والمتأمل لأهداف الندوة وهي (الحسبة في الشريعة الإسلامية) و(أساليب الحسبة ووسائلها بين الواقع والمأمول) والثالث (رعاية المملكة للحسبة منذ التأسيس وحتى وقتنا الحاضر) والرابع (الحسبة في أنظمة المملكة) والخامس (نظام الهيئة وعلاقته بالأنظمة العدلية والأمنية وغيرها) والسادس (أثر الحسبة وجهود الهيئة في حماية ثوابت الأمة وتحقيق الأمن ومكافحة الجريمة وحفظ حقوق الإنسان) والسابع (علاقة الهيئة بالأجهزة الحكومية والأهلية والمجتمع بين الواقع والمأمول)، أما المحور الثامن والأخير فهو بعنوان (الاستشراف المستقبلي لجالات الاحتساب في المملكة) أقول إن المتأمل لهذه الموضوعات يستبشر بنتائج ومكاسب كبيرة جداً وبالمستقبل المشرق -بإذن الله سبحانه- وهو مستقبل يبشر بخير وهو كذلك ما دام الجميع يرعون ويقومون على هذا الجهاز بإخلاص ومتابعة وحكمة وحنكة، تنمية وتطوير وتجديد، وضبط وتوجيه، ومواكبة لمستجدات العصر بما يوافق ولا يتعارض مع التوجيه الرباني لإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر -بإذن الله تعالى- عاقبته حميدة، والاستفادة من سنن الحياة في التنظيم والتحسين وكسب الخبرات وتجنب المضار في مثل هذا الجهاز من القائمين عليه، حقاً هاهي الفرص مواتية بين أيدينا يقدمها لنا ولاة الأمر -حفظهم الله تعالى- بأيد حانية لكل محب لهذه البلاد وشريعتها، فلنتهيأ لمثل هذه الندوة بالرأي والمشورة، وتقديم كل ما من شأنه نجاحها -بإذن الله تعالى- استمراراً لنهج الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنسوبيها ومن مر عليها وتعاقب عبر الأيام والسنين، وسياسة شرعية محكمة لم يهزها ريح ولم تعصف بها زوابع، حيث تتابع عليها رجال مخلصون يقودون السفينة ويحفظونها من عبث العابثين حتى تصل -بإذن الله- إلى شاطئ الأمان والفلاح والفوز في الدارين في ظل رعاية وعناية الله جل وعلا ثم ولاة أمرنا -أيدهم الله-.
فبارك الله في خادم الحرمين الشريفين على هذه البادرة غير المستغربة وشكراً لمعالي الرئيس فضيلة الشيخ عبدالعزيز الحمين، وشكراً لكل مسؤول وزميل في الهيئة، ونسأل الله تعالى أن يحقق المرجو ويسدد الخطى ويبارك في الجهود (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
رئيس مركز هيئة تمير
jljly4@hotmail.com