لك يا بحر الأماني فيض خاطر |
إنني في موجك العالي مسافر |
أسروني فيك أحلامي وقلبي |
فتسامت ذدنيتي فيك تبادر |
ولقد رِمتُ بنفسي في صفاءٍ |
نحو أعماقك أستهوي المخاطر |
وتوكلت على الله وإني |
أدرك الأخطار لكني مغامر |
فتهاديت بروحي في عباب |
زورقي قلبي وزادي من خواطر |
وأحاسيسي وأشواقي شراع |
ومسيري في رذاذٍ متناثر |
والرؤى حولي أطياف جمالٍ |
والمنى ترقص في نفسي مشاعر |
وتسامت لُجة الماء رويداً |
في هدوءٍ وانبلاج الضوء باهر |
داعبتها نسمة الفجر صباحاً |
بغرامٍ فاتنٍ خافٍ وظاهر |
فارتدت من حسنها أبهى وشاحٍ |
أزرق اللون سماوي وساحر |
وغدت في ثوبها تزهو بهاءً |
ومن الشمس تحلت بالجواهر |
ورنت تهفو إلى قلبي بحب |
مستفيضٍ، صافي الوجدان طاهر |
أيقظت فيه تباشير حياةٍ |
وحنيناً كان في الأزمان فاتر |
فاستفاق القلب واهتز غراماً |
يستشف الوجد من تلك المناظر |
وتعالت لوعة الحب سريعاً |
وتجلت في فؤادي دون ساتر |
وبها أوشكت بوحاً.. غير أني |
قد تخوفت فآثرت السرائر |
ونما في داخلي فحوى سؤالٍ |
وتسامى وسط أفكاري مبادر |
يا جمالاً كيف أصبحت جميلاً |
زاهي الإشراق معشوق النظائر؟ |
إنني يا بحر قد جئت مليئاً |
بهمومٍ، والأسى في النفس قاهر |
إن ترى في هيكلي أعضاء إنسٍ |
إنما في داخلي قلب لطائر |
وفؤاد فاقد الحيل ضعيف |
وحزين في مدى الأيام حائر |
إنني يا بحر طير مستكين |
في حياتي لفحة النار تهاجر |
في معاناتي وفي همي غريق |
وكياني في ظلام الليل ساهر |
جئت أرمي فيك أكداري وهمي |
وأفيض الدمع من بين المحاجر |
فلتجد عطفاً على قلبٍ أسيرٍ |
ولتخفف من همومي وتشاطر |
فلعل النفس في مائك تصفو |
ومرادي يمسي بالأفراح عامر! |
ولعلي فوق شطآنك أرسو |
غانماً من رحلتي أقوى الأواصر! |
محمد حسن بوكر - جازان |
|