الجزيرة - معن الغضية:
كشف د. عبد الكريم بن عبد الرحمن الزيد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض وأستاذ المكتبات والمعلومات المساعد بجامعة الأمام محمد بن سعود عن امتلاك المملكة لأكثر من 27% من مجموع المخطوطات العربية والإسلامية الأصلية في الدول العربية. وأثنى د. الزيد في دراسة حول جهود المملكة في حفظ المخطوطات الإسلامية والعناية بها على الدور الكبير الذي قامت به المملكة خلال الخمسين عاماً الماضية في جمع المخطوطات الإسلامية الأصلية وترميمها وإصدار الفهارس المطبوعة لها وذلك من خلال ما تقوم به الجامعات السعودية والمكتبات والمراكز المتخصصة.. إضافة إلى ما تملكه الأفراد..
وأشار د. الزيد في دراسته والتي اعتمدت مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض نموذجاً, لجهود المملكة في مجال العناية بالمخطوطات العربية والإسلامية ان إصدار نظام حماية التراث المخطوط بالمملكة وتكليف مكتبة الملك فهد الوطنية بتطبيقه يمثل علاقة مهمة في حماية المخطوطات العربية والتي يقدر عددها في المملكة بأكثر من 150 ألف مخطوطة أصلية 188 ألف مخطوط مصور على أوراق أو أفلام وتغطى الفترة من القرن الرابع الهجري إلى القرن الثالث عشر. ولخص د. الزيد في دراسته ملامح عناية المملكة بالمخطوطات الإسلامية والعربية في إنشاء أقسام مستقلة للمخطوطات في معظم المكتبات السعودية وإنشاء معامل للترميم والصيانة لجميع المخطوطات باستخدام أحدث التقنيان، وتوفير معمل متنقل لصيانة المخطوطات في جميع أنحاء المملكة تحت إشراف مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية بالإضافة إلى تشجيع تحقيق ونشر المخطوطات عن طريق دعم برامج الدراسات العليا في الجامعات, وإتاحة فهارس المخطوطات آليا لجميع الباحثين من داخل المملكة وخارجها. وتوقفت الدراسة عند غاية مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالمخطوطات العربية والإسلامية والذي يتمثل في اقتنائها لأكثر من 12 ألف مخطوطة منها ما يزيد عن 6500 مخطوطاً أصلياً، وإتاحة فهارسها على شبكة الانترنت، كذلك تصوير جميع المخطوطات بنصوصها الكاملة رقمياً وإتاحتها على شبكة المعلومات الدولية في أكثر من 2 مليون صفحة يمكن للباحثين والمهتمين تصفحها بكل يسر وسهولة، وهو ما يمنح المكتبة موقع الريادة على الصعيدين العربي والعالمي في هذا الشأن. ورصد د. الزيد في دراسته توزيع المخطوطات الإسلامية والعربية والتي يصل عددها إلى أكثر من أربعة ملايين مخطوط موجودة في أكثر من 100 دولة، تتصدرها تركيا والتي تمتلك ما يزيد عن 250 ألف مخطوط عربي وفارسي وتركي ثم إيران وفيها ما يزيد عن 100 ألف مخطوط، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المخطوطات في مكتبات الدول الأوروبية، وبخاصة المخطوطات العلمية، ومن أمثلة هذه المخطوطات المصحف الوحيد في العالم بخط ابن البواب والذي كتب عام 391هـ. ويؤكد د. الزيد في دراسته إلى أن المخطوطات الإسلامية تضررت كثيراً بفعل الفتن الداخلية والخلافات المذهبية والغزو الخارجي لكثير من الدول العربية والإسلامية، والاستعمار الأجنبي لعدد منها بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية والعوامل المناخية، وتأخر جهود الصيانة والترميم والفهرسة والتحقيق والتكشيف لعقود طويلة.