نجران - حمد آل شرية:
رغم مرور آلاف السنين ما زالت هناك حضارة تاريخية تتحدث بأفواه حجرية عن ماض بعيد تملؤه المأساة، فعظام أصحاب الأخدود الذين قتلوا حرقاً قبل قرون ما زالت بقاياها تحكي قصة لن تنتهي فصولها. مدينة (الأخدود) القريبة من نجران، امتدت إليها مؤخراً يد الاهتمام بعد أن غلفتها ردحاً من الزمان سحائب الإهمال.
بين جدران (الأخدود) وبقايا العظام المتناثرة والطين والركام، تكاد تسمع همساً ينبعث من كل الزوايا وترتسم في المخيلة صور لفعل جسيم أصاب أهلها وأسرار تركوها خلفهم، ولا جدال في أن تكثيف عمليات البحث، وتأمين الاعتمادات المالية لتمويل أعمال التنقيب والدراسة والتحليل بات ملحاً، ولهذا تأتي جهود الهيئة العامة للسياحة.. دالة على مؤشرات حقيقية وإيجابية لتنفيذ مشروع ضخم يتحول الأخدود معها إلى متحف مفتوح، يقصده السياح من كافة بقاع العالم، لكونها واحدة من أجمل المدن الأثرية.. لطبيعتها ومعماريتها الدقيقة، وللتقنيات المستخدمة في بنائها.
قائد فريق البحث بالموقع الدكتور عوض الزهراني قال لنا: إنهم عثروا مؤخراًعلى آثار ذات قيمة تاريخية مهمة، بيد أن الوقت المخصص للعمل في تنقيب مشروع كهذا.. لا يكفي مع قلة عدد المتخصصين، ولربما أنهم يحتاجون لثلاثة عقود على الأقل من العمل الجاد للكشف عن خفايا (الأخدود)..!!