الرجال يعرفون بأفكارهم ومواقفهم وجسامة المسؤولية الملقاة على عواتقهم ومدى سدادهم في التصدي لها.. فهم يعملون بعزم ويفكرون بحزم ولا ينفكون حتى ينالوا ما يطلبون.. لقد وفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الحق؛ فاتخذ خطوات عملاقة وجبارة تضيف الإنجاز تلو الإنجاز لخير هذه البلاد وخير أبنائها.
ويواصل عهده الزاهر اختزال الزمن واختصار المسافات، بعد أن جاب البلاد طولاً وعرضاً وشمالاً وجنوباً ووضع يده المتوضئة على حاجاتها وآمالها وطموحاتها وترجمها إلى واقع ملموس ومشروعات حيوية ضخمة وميزانية هي الأكبر تاريخياً، وفائض حقق الاطمئنان والتفاؤل بالمستقبل.
ويستمر المليك في خطواته المباركة تحفه عناية الله ويحيطه حب أبنائه وإخوانه المواطنين ليسطر تاريخاً من العزة والمنعة لهذه الدولة العظيمة.. يؤثر ألا يرتاح قبل أن يرتاح الناس، يعود المريض ويساعد المحتاج، ويطلق المبادرات التي تلم الشمل وتحافظ على الوحدة وتنبذ الفرقة بين أفراد الوطن الواحد؛ كما حدث في اتفاق مكة بين أبناء فلسطين، وبين الدول والزعامات وكما رأينا مؤخراً في قمة الكويت، كل ذلك ببساطة الحكماء وحنكتهم وقوة القادة وشجاعتهم ونبل الفرسان وتضحيتهم، مؤثراً مصلحة الأمة ومتعالياً على الصغائر والأحقاد.
وإن كان هذا ديدن ولي أمرنا وراعي نهضتنا وأمننا الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي فإن إخوانه العظام كل في موقعه يواصلون معه يداً بيد الجود بالجهد والعرق والفكر والإبداع حتى تواصل سفينة البلاد رحلتها إلى بر الأمان والسلام في منظومة متناغمة متضافرة متكاملة.
والأمن أحد أهم ركائز التنمية والتطوير وتحقيق الأهداف التي اهتم بها خادم الحرمين منذ اعتلائه مسؤولية هذه البلاد واتبع في ذلك أسلوباً حكيماً أنتج وأثمر استقراراً وهدوءاً جنب البلاد والعباد كوارث ما كان ليعلم مداها إلا الله عز وجل.
وهنا يطيب لي أن أتقدم بخالص التهاني لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بمناسبة صدور الأمر الملكي الكريم بتعيينه نائباً ثانياً لرئاسة مجلس الوزراء، وهو أمر بلا ريب يترجم الحكمة والسياسة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين ويجسد نظرته الثاقبة لتوظيف ما يتمتع به سمو النائب الثاني من خبرةٍ كبيرة كرجل دولة أخذ على عاتقه أمن الوطن من خلال توليه منصب وزير الداخلية وقاد بنفسه حرباً لا هوادة فيها ضد التطرف والإرهاب ومهربي المخدرات وتجارها حمايةً لشباب الوطن، كما أسهم سموه في تطوير ورفع أداء رجال الأمن من خلال التدريب والتعليم المستمر.
فعلى عاتق رجل الأمن الأول في المملكة الأمير نايف ومساعديه كانت مسؤولية هذه المهمة الجليلة فاستعانوا فيها بتوفيق الله وقدرته للقضاء على ما يحاك ضد مملكتنا الحبيبة من مصائب ونوائب، وكانوا جميعاً في سباق مع الزمن لوضع الخطط وتنفيذها وتقييمها ومواصلة الخطوات الأمنية الاستباقية والعمليات الجراحية الناجحة لاستئصال شأفة الفئات الضالة التي انحرفت عن المسار القويم، وحاولت خلخلة استقرار البلاد وتهديد أمن العباد على أكثر من صعيد، ولولا عناية الله ثم العين الساهرة لجنودنا البواسل المجاهدين في وزارة الداخلية وأجهزة الأمن لما كانت لتحدث هذه النجاحات المتتالية.
والكل يعلم أن الفئة الضالة كانت تحاول أن تجعل من حماسة شبابنا وقوداً مستعراً وحطباً لنيران ليست في محلها الصحيح مخالفة ومعارضة بذلك صحيح الدين وتعاليمه وقيمه وفرائضه، وسعت لتوجيه طاقة شبابنا إلى الهدم بدلاً من البناء، وإلى الحقد والضغينة بدلاً من الألفة والمحبة، وإلى الفرقة بدلاً من الوحدة، وإلى الاغتراب بدلاً من الانتماء.
***
والحق يقال فإن تعيين الأمير نايف نائباً ثانياً لرئاسة مجلس الوزراء مع ما لديه من أعباء كثيرة خير برهان على رجاحة عقله ونجاحه في قيادة دفة الأمن والأمان، وتمكنه من القيام بالأعمال الكبار التي لا يقوم بها ولا يتحملها إلا من لامست همته عنان السماء، فهنيئاً لسموه على هذه الثقة الغالية وهنيئاً لشعب المملكة به واحداً من كبار رجال الدولة، فجميعنا يدرك القاصي منا والداني أن سموه تولى حقيبة الداخلية بكل كفاءة واقتدار، وكان له دور مشهود في حماية ثغور البلاد وتخومها اعترفت به وشهدت جميع الدول والجامعات فمنحته أرفع أوسمتها ودرجات الدكتوراه الفخرية.
ولابد في هذه العجالة أن أشير إلى الجهد الكبير الذي يبذله ويواصل بذله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية الذي واكب الأحداث وأدرك بمسؤوليته وصدق حدسه الضرر المحدق بهذه البلاد فاستنفر جهود رجاله وعزائمهم وواصل معهم الليل بالنهار مفتوحي الأعين والعقول متأهبين لنزال الفئات الضالة واستنزافها والقضاء عليها حفاظاً على حياة المواطنين وأمنهم على أنفسهم وأولادهم وأموالهم.
وواصل الأمير محمد معالجة شطحات الضعفاء والمغرر بهم مستعيناً بكافة الحلول، الأمنية منها والاجتماعية والدينية على هدي من الشرع الحنيف والسنة المطهرة، فما يمكن أن يصلحه النصح والإرشاد ويجنب البلاد شراً مستطيراً أخذ به وإلا نال الخارج عن السرب والشاق لعصا الجماعة العقاب الشرعي الحاسم.
محمد بن نايف أحد الجنود الكبار في ساحة الجهاد الأمني والكفاح لظواهر لم يعتدها مجتمعنا المحافظ القائم دستوره على القرآن والسنة، ولم يكن بخافٍ أن هذه الظواهر الإرهابية الدخيلة علينا أحدثت في حينها أزمة وارتباكاً وعطلت مصالح الخاصة والعامة، وألجأت مسؤولي الأمن إلى اتخاذ إجراءات واحتياطات هدفت إلى حماية الأمن والسلم العام، وأكدت قياداتنا الأمنية صدق توجهها وقدرتها الكبيرة على تحمل هذه المسؤولية الشاقة التي كانت ولا تزال ركيزة مهمة من ركائز الاستقرار والتطور والتنمية التي تواصل بلادنا الحبيبة تحقيقها تحت راية لا إله إلا الله.
وفي الختام ندعو إلى أن يوفق قادتنا لما فيه الخير للوطن والمواطنين.
مدير عام المركز العربي