الرياض - (الجزيرة)
يرى البعض أن هاتف آي فون جعل الهاتف الجوال أشبه بكمبيوتر الجيب. ويستفيد الجميع من هذه التحديات التي يقدمها آي فون لهم، فهناك منافسة حامية حالياً مع نظام تشغيل ويندوز للهاتف الجوال وكذلك الحال مع نظام تشغيل الهاتف والمسمى أندرويد الذي أطلقته غوغل. فلا يكتفي هذا الأخير بتقديم الابتكارات في مزايا الجوال، بل يتفوق أحياناً على ما يقدمه آي فون.
ومثلاً، تؤمن لك ميزة الموقع في نظام هاتف أندرويد Android Locale، القدرة على تحديد الأماكن التي ترغب في إيقاف رنين الهاتف فيها، مثل الجامع أو المكتبة وغيرهما. وبمجرد دخولك إلى أي من هذه الأماكن سيتولى الهاتف تلقائياً تعطيل الرنين عند تلقي المكالمات ليوفر عليك موقفاً محرجاً كان يتكرر معك سابقاً ليكتفي بالتبليغ عن المكالمات الواردة بالاهتزاز فقط. ويتيح أندرويد أيضاً إرسال تبليغات عن موقعك الحالي خلال أسفارك وجولاتك.
ولتوفير استهلاك البطارية في الجوال يمكنك بسهولة تعطيل المزايا الإضافية مثل نظام تحديد المواقع وميزة الشبكات اللا سلكية واي فاي في مناطق تحددها مسبقاً أيضاً.
وكانت مايكروسوفت قد عرضت إلى جانب ويندوز 7 نظام تشغيل الهواتف الجوالة ويندوز موبايل Windows Mobile 7 والذي سيصدر في العام الحالي ويقدم مزايا جديدة مثل اللمس المتعدد والتعرف على الحركة gestures ومزايا تشغيل الموسيقى.
أما على صعيد الكمبيوتر الشخصي فإن ويندوز 7 يحمل قدرات واعدة.. فهل تستعيد مايكروسوفت به تفوقها؟ بضوء الحماس الذي شهدته عمليات تنزيل الإصدار التجريبي من ويندوز 7، وما يحمله فعلاً من مزايا، يبدو أن ويندوز 7 سينجح في استعادة مايكروسوفت على هيمنتها على أنظمة تشغيل الكمبيوتر الشخصي بدون منازع، بعد أن فقدت القليل أمام ماكنتوش من أبل ولينوكس.
لكن الاهتمام بويندوز 7 له أبعاد أخرى، فمن خلال تقديم إصدار تجريبي للجميع فإن مايكروسوفت تسترد أيضاً تفاعلها مع مستخدمي الكمبيوتر وهو أقوى إستراتيجية في التسويق. إذ يكاد الحماس الحالي للنظام الجديد يماثل تفاعل مستخدمي الكمبيوتر قبيل إطلاق ويندوز 95 قبل 14 سنة.
وتتسم الانطباعات الأولية عن ويندوز 7 بالإيجابية. وكانت أولى جهود التسويق تسرب، أو تسريب إصدار بيتا عبر الإنترنت لتوليد ضجة واهتمام أمام المتحمسين لأنظمة التشغيل ويندوز، وذلك قبيل مؤتمر ماك وورلد الخاص بأنظمة ماكنتوش وقبيل معرض الإلكترونيات الاستهلاكية.
جاء بعدها الإعلان بتقييد عمليات تنزيل إصدار بيتا بعدد لا يتجاوز مليونين ونصف، ثم كانت أزمة انهيار موقع مايكروسوفت أمام الطلب الكبير لتنزيل نظام التشغيل التجريبي. وسواء كان الأمر مرتبطاً بتسريب كود النظام أو تقييد عمليات التنزيل أو حتى انهيار موقع مايكروسوفت بسبب الطلب الشديد على تنزيل النظام الجديد.
وظهر أن مايكروسوفت اضطرت لفك قيود الأعداد المحددة لعمليات التنزيل (أعلنت الشركة عن نيتها السماح لأول مليونين ونصف ممن يود تحميله) ليتمكن بعد ذلك أي كان من تنزيله من دون خوف من العدد المحدد لعمليات التنزيل.
العديد من خبراء التسويق يرون في كل هذه عبارة عن خطط وجهود تسويق مدروسة وعثرات مقصودة لإثارة الاهتمام بنظام التشغيل الجديد.
ومن جهة أخرى، نالت تقنية نظام تحديد المواقع GPS دفعاً قوياً من خلال تطوير المزيد من الأجهزة والبرامج والخدمات التي تستفيد منها من خلال تبسيط استعمالها أمام الجميع.
ومثلاً، بدأت شركات عديدة بطرح منتجات صغيرة لتتبع الأجهزة والسيارات وحتى الأشخاص. فهناك شركة بريطانية تقدم في ساعة يد صغيرة جهاز تتبع اسمه نيو إم إيت Nu.M8، لمنع ضياع الصغار عن عائلاتهم.
وبمجرد ابتعاد الصغار مسافة عشرة أقدام عن ذويهم سينطلق تنبيه قوي في جهاز صغير آخر لدى الأهل. وفي حال محاولة أحدهم نزع الساعة عنوة سينطلق تنبيه قوي أيضاً.
ويتيح الجهاز الاتصال بخدمة عبر الإنترنت لمراقبة تنقلات الصغار أيضاً من خلال موقع خاص بكل مشترك بالخدمة ويحدد مكان الطفل بدقة تصل إلى ثلاثة أمتار فقط.
وبمجرد طباعة عبارة مختصر فحواها السؤال عن مكان الصغير وهي (wru) برسالة نص قصيرة، أو الضغط على صفحة الويب الخاصة على عبارة (where r you) ستظهر خرائط غوغل وعنوان الشارع إن توفر في الشاشة.
يمكن للأهل تحديد دوائر على الخريطة لجعلها تحت تصنيف المناطق الآمنة التي لا تستدعي التنبيه ليعمل الجهاز على إرسال التنبيه عند خروج الصغار من تلك المناطق المحددة. وفي نهاية العام 2008 أعلنت أبل على موقع تطبيقات أب ستور المخصصة لعائلة أي فون وأي بود عن تجاوز عدد البرامج المتوفرة فيه على 15 ألف برنامج مع نجاح عدد كبير من عمليات تنزيل تلك البرامج بحيث تجاوزت 500 مليون عملية تنزيل.
ويرى البعض أن تنامي تطبيقات وخدمات الموسيقى للهواتف الجوالة قد يسهم في تلاشي أجهزة الموسيقى المحمولة من مشغلات إم بي ثري ليصبح الهاتف الجوال الجهاز المثالي للاستمتاع بالموسيقى. وحدث بلا حرج عن الوصول إلى خدمات مثل فيسبوك ويوتيوب عبر الجوال.
أما المعضلة التي لا تزال تؤرق الجميع هنا في المنطقة العربية، فهو صعوبة توفر خدمات الاتصال بالإنترنت من خلال الجوال بسرعات معقولة وأسعار مناسبة، فضلاً عن ضعف تطوير البرامج والخدمات المحلية التي تستفيد فعلاً من التقنيات (الخام) مثل نظام تحديد المواقع، وحتى الموسيقى وباقي ما يسمى بالمحتوى الرقمي أي البرامج والألعاب وغيرها.