لم يكن الانتصار الثمين والمثير على المنتخب الايراني على أرضه وأمام رئيس الدولة أحمدي نجاد وأكثر من مائة ألف متفرج سوى تأكيد على أن الأخضر بإمكاناته ونجومه وتاريخه قادر على أن يقهر المستحيل ويصنع الإنجاز تحت أي ظرف وفي أي مكان متى ما توفر له العقل التدريبي الذي يجيد صياغة وتوظيف هذه العوامل، وهو ما رأيناه تماماً يوم أمس الأول بقيادة المدرب (بوسيرو) رغم غياب أبرز النجوم وأخطاء التحكيم وصعوبة المباراة.
قبل بدء التصفيات وبعد الاستغناء عن (انجوس) قلنا إن مهمة المنافسة على التأهل الخامس للمونديال تحتاج لمدرب بمستوى مرحلة مصيرية وحاسمة كهذه، كما أنها لا تقبل المكابرة والمغامرة والمراهنة على حسابات خاطئة وغير واقعية، مثلما حدث للأخضر في مباريات الذهاب، وكدنا بسببها أن نفقد أمل المنافسة بسبب تصرفات ونتائج لا تليق بمكانة الأخضر ولا بحماس وطموح وتطلعات القيادة الرياضية والملايين والجماهير السعودية.
لاحظوا الفرق الكبير بين المستوى المتهالك للمنتخب وخروجه متعادلاً على أرضنا وبين جماهيرنا، وبين الفوز القوي والمستوى الرائع والأداء المبهر هناك في طهران.. لاحظوا حجم التغيير والتطوير والثقة بالنفس بعد مجيء (بوسيرو) وخلال فترة زمنية محدودة، وكيف استطاع بعد توفيق الله أن يعيد التوازن ويعوض ما خسرناه من نقاط الذهاب بانتصار زرع في نفوسنا الأمل، وبنجومنا الحافز وتجدد الفرصة في نيل بطاقة التأهل لمونديال 2010م.
هناك مع (بوسيرو) كان الفرق واضحاً وشاسعاً، وكان منتخبنا يبدع ويمتع ويقاتل ويتفوق على ظروفه وعلى كوارث الحكم الياباني، لم يستسلم أو يتباكى أو يضع نفسه في مأزق التبرير ودوامة الأعذار.. هناك في طهران شاهدنا الأخضر الحقيقي.. لا نقولها من باب العاطفة وفي أجواء الانتصار وإنما باعتبارها نقلة إيجابية وخطوة متقدمة على الطريق الصحيح..
المرجفون الجدد!
جاءت محاضرة سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بعنوان: (الأضرار والأخطار المترتبة على نشر الإشاعات المغرضة بين أفراد المجتمع) وألقاها يوم الجمعة الماضي في جامع الإمام تركي بن عبدالله ونشرت (الحياة) أجزاءً منها جاءت بمضامينها وقيمتها وتوقيتها ومصدرها لتكشف خطورة الإشاعات والإثم الكبير على مروجيها وناشريها، وخصوصاً أصحاب المواقع الإلكترونية الذين وصفهم سماحته ب(المرجفين) وهم مشيعو الكذب والباطل.
بالنسبة لنا ليس جديداً القول إن غالبية هذه المواقع باتت واقعاً مأساوياً ضرره أكبر بكثير من نفعه، وتزداد المخاطر والأضرار عندما تتحول إلى ثقافة مجتمع، وأحد مصادر وأسباب تشكيل الرأي العام، وبموجبها ومن خلالها يجد (المرجفون) فرصتهم في بث الإشاعات ونشر الأكاذيب، وإهانة البشر والتجني عليهم دون وازع ديني أو رادع أخلاقي.
الأكيد أن الافتراء الأخير ببشاعته وتأثيره ومغالطاته وأحقاده جسد الصورة الحقيقية والسائدة في التعامل مع الأحداث وترويج الإشعاعات، وبالتالي ساهم في إعادة قراءة وفهم هذا الواقع ومعرفة بالضبط (ماله وما عليه) بأسلوب موضوعي بعيداً عن المجاملات والعواطف، كما فضح أهداف وعقليات القائمين على الكثير من المواقع الإلكترونية والمدافعين عنها.
يتساءل الرائع جداً محمد الرطيان: (هل نحن شعب يتلذذ بالفضيحة، ويعشق المصائب ويطاردها أينما حلت..؟! ويضيف: (ما إن تنطلق صفارات سيارات الإطفاء، حتى تنطلق وراءها عشرات السيارات، بحثاً عن المصيبة (الحريقة).. ويختتم كلامه المعبر بدعوة ومناشدة يقول فيها: (نظفوا جوالاتكم، وقبلها: نظفوا أرواحكم).
حتى لا تكون (قص ولزق)..
الأسوأ من أضحوكة الجدل الدائر حول تعداد بطولات هذا النادي أو ذاك، هو أن تمارس الجهات المعنية في اتحاد الكرة صمتها حيال ما ينسب لها ويندرج ضمن مسؤولياتها.. فمن غير المعقول أن يأتي أحدهم ويتحدث بلسان اتحاد الكرة ويتولى توثيق وتصنيف بل واعتماد بطولات لمجرد زيادة رصيد بطولات ناديه.
لقطع دابر هذه الفوضى، وكي لا تهدر حقوق وتضيع إنجازات في معمعة الأهواء والصراعات الشخصية والحروب الكلامية.. مطلوب من اتحاد الكرة أن يسارع إلى وضع لائحة وإقرار معايير يتم على ضوئها إعلان أعداد وأسماء البطولات الرسمية المعتمدة، وتحديد مسمى البطولات، وهل تشمل بطولة المنطقة أو على مستوى المملكة؟! وماذا عن بطولات دوري الدرجة الثانية والأولى؟! وكذلك بطولات الدوري الممتاز للناشئين والشباب وبطولة الخليج للناشئين التي كانت تقام موسمياً قبل سنوات..؟!
نعم يجب أن لا تترك الأمور دون حسم وبلا ضوابط، وكل يبحث أو يخترع بطولة على مزاجه..!
***
* أفضل وأجمل وأشمل وصف للعملاق محمد الدعيع هو ما كتبه الزميل الأستاذ أحمد الرشيد واختصره بعبارة: (الدعيع حضارة كروية).
* لكل المتأزمين أصحاب الأفكار الشريرة نقول: يظل الأخضر منتخب كل الوطن وفوق كل الأسماء والألوان سواء كان قائده نور أو ياسر أو عطيف.
* حصول المدافع الشاب محمد نامي على جائزة أفضل لاعب في أول مباراة له مع المنتخب الأول دليل على حسن اختيار وبراعة وشجاعة المدرب (بوسيرو).
* النجم نايف هزازي تحرك وهدد وسجل وعوض بقوة غياب ياسر ومالك..
* أثبت محمد نور جدارته وأهمية عودته للمنتخب..
* احترام المنافسين أمر مطلوب في المباريات الثلاث المتبقية، وخصوصاً بعد غد الأربعاء أمام الإماراتي الشقيق هنا في الرياض.
* كعادته.. حفظ الأخضر ماء وجه الكرة الخليجية فكسب التعاطف واستحق إعجاب الجميع.
* هل ستتم محاسبة الحكم الياباني على عدم احتسابه ضربة جزاء صحيحة لمنتخبنا وطرد للحارس الإيراني..؟!
* البديل الجاهز والمؤهل في جميع المراكز من السمات الفنية النادرة التي تنفرد بها الكرة السعودية عن باقي الدول الخليجية وكثير من الآسيوية.
* إذا لم يتوفر مدرب أجنبي بحجم ومكانة وشهرة واستحقاقات الهلال، فالأفضل أن يتولى المهمة السعودي الخبير والمتمرس والناجح عبد اللطيف الحسيني.
* منتهى الإحباط والإساءة والتجريح والظلم والإهانة عندما يطالب فهد الهريفي بتسريح جميع لاعبي النصر.