ربما لم نكن بحاجة إلى إعادة ما سبق أن قلناه من أنه من المتعارف والمتفق عليه بأن ثمة عينات من الناس الذين (تبروزهم وتبرزهم) الصفات الشرفية والألقاب الاجتماعية، وبالتالي تكسبهم قدراً من الوجاهة بصرف النظر عن المحتوى.
** يقابلهم على الطرف الآخر من المعادلة عينات من (العصاميين) الذين يمنحون المناصب والمسميات والألقاب قيمة عالية مستمدة من الأفعال والشواهد الموثقة في سجلات التاريخ التي لا تكذب ولا تتجمل.
** والشيخ (عبد الرحمن بن سعيد) متعه الله بالصحة والعافية، وجزاه الله عما قدمه لوطنه ومجتمعه من أعمال وعطاءات جليلة خير الجزاء.. هو أنموذج نادر للرجل العصامي الذي لم يدلف إلى هذه الدنيا وفي فمه ملعقة من ذهب.. وإنما جاء يحمل في وجدانه هماً كبيراً يتعلق بمستقبل أجيال قادمة من حقها العيش وسط أجواء رياضية نظيفة مبنية على أسس صحيحة تنطلق منها إلى أبعد مدى ممكن، وهو ما تحقق ولله الحمد.
** وهنا لست في معرض سرد منجزات ومآثر شيخنا الوقور (أبو مساعد).. ذلك لأنها من الشموخ والتوثيق في وجدان وأذهان الرجال الأنقياء قبل أن توثق في سجلات وصفحات التاريخ الناصع.. بحيث لا تحتاج إلى إعادة تذكير أو سرد.
** فالذي أنا بصدده هنا هو فقط سؤال أولئك الذين حاولوا ويحاولون عبثاً الانتقاص من أقيام مآثر الشيخ ابن سعيد.. ماذا قدموا هم للمجتمع الرياضي غير التنافر والشحناء بين منسوبي الأندية الرياضية.. بل ماذا قدموا لأنفسهم من منجزات يمكن أن تذكر فتشكر (؟!!).
** أما (شيخ الرياضيين) فلن يضيره أن يكون هناك من تستعر في دواخلهم نيران الحقد والحسد تجاه الناجحين وبالتالي هم لا يجدون غضاضة في محاولات النيل منهم وتشويه نجاحاتهم دون وجه حق وبأي شكل لأن ذلك هو ديدنهم (؟!!).
** كنا سنحترم هؤلاء لو أن الذاكرة تحتفظ لهم ولو بالحد الأدنى من مقومات تقييم قامة مثل قامة ابن سعيد، أو حتى من هم أقل شأناً منه، أو أنهم على الأقل التزموا بأدب الاختلاف دون تطاول أو مساس برمزية هذا العملاق الذي تتضاءل الألقاب أمام منجزاته وتضحياته وعطاءاته.. وكنا سنجد لهم بعض العذر لو أنه سبق للشيخ أن ناكفهم أو تعرض لهم بسوء من أي نوع (؟!!).
عذراً يا (مساء الرياضية)؟!
** أحترم كثيراً الأستاذ (عادل عصام الدين) سواء لشخصه أو كقدرة إعلامية تستحق التقدير.. كما أحترم صديق الجميع الأستاذ الزميل (سلمان المطيويع) كأنموذج للشاب المثقف القادر على الجمع بين ميزة كسب ود الجميع دون استثناء، مع المحافظة على أكبر قدر من فن ممارسة المهنية المفترضة.
** وبما أن برنامج (مساء الرياضية) أضحى هو الأول الذي يحظى بأكبر قدر من المتابعة الجماهيرية عطفاً على ما أضحى يشكله ويتسم به من جاذبية، ومن تنوع في محاور النقاش الدائر على مدى زمن البرنامج.. هذا في بداياته.
** أي عندما كان ضيوف البرنامج جميعهم يمثلون فئات متقاربة رياضياً وفكرياً ومهنياً، وحتى ثقافياً.. وبالتالي سريان روح الاحترام المتبادل بينهم إلى حد بعيد، وانعكاس ذلك إيجابياً لصالح البرنامج، وخروج المتابع في نهاية الأمر بالفائدة المتوخاة أصلاً من استحداثه.. فما الذي حدث (؟!!).
** الذي حدث أن البرنامج أخذ يفقد الكثير من مميزاته مع مرور الوقت كنتيجة طبيعية للخلل الذي طرأ مؤخراً على تركيبة الطاقم العناصري المستقطب لمناقشة القضايا المطروحة للنقاش.. مع كامل الاحترام والتقدير للجميع.
** إذ ليس من مصلحة البرنامج ولا من مصلحة المشاهد فرض بعض الضيوف ممن يحضرون وفي أذهانهم أن حضورهم يوفر ويمنح البرنامج قيمة ما، وبالتالي فإن من حقهم وحدهم الاستحواذ على أكبر مساحة من الوقت للحديث على حساب بقية الضيوف.. ناهيك عن إصرار هؤلاء على أنهم وحدهم من يتنفسون الحقيقة التي لا تقبل النقاش أو الجدال (؟!!).
** وكوني أحد الذين يتمسكون بضرورة استمرار البرنامج لأطول مدة ممكنة، ودرءاً لما بات يحدث في جنباته من تجاوزات وإساءات بحق الكيانات الرياضية وحق رموز وشخصيات محترمة ما كان يجب ذكرها إلا بكل خير.. أرى التالي:
** تخصيص حلقة للإداريين فقط، وحلقة للشرفيين دون سواهم، وحلقة للإعلاميين والمثقفين لا يشاركهم فيها أحد.. وهنا ستستقيم المعادلات وتتحقق الفائدة (إن شاء الله).
السؤال الذي لم يُطرح!
** على مدى أكثر من اثني عشر عاماً ظل خلالها خط دفاع منتخبنا الأول يئن تحت وطأة معضلة عدم القدرة على التعامل الأمثل مع الكرات العرضية.. ذلك الذي استوطن المنطقة الخلفية للأخضر طوال تلك المدة.. رغم تعاقب أكثر من مدرب على تدريبه والإشراف عليه، بمن فيهم الكابتن ناصر الجوهر لمرتين.. إلى درجة بات معها هذا الداء يلتهم مكتسبات الخطوط الأخرى (؟!!).
** إلا أننا ومنذ سنتين تقريباً، بدأنا نطمئن كثيراً إلى أن هذا الهاجس أضحى بكل مراراته من ذكريات الماضي، وأن خطنا الدفاعي أصبح أقوى الخطوط وأكثرها قدرة على التعامل مع المباريات بكل ثقة وشجاعة.
** الغريب حقيقة أن أحداً من النقاد والمتابعين - على كثرتهم -.. لم يسأل مجرد سؤال.. لمن كان الفضل بعد الله في هذا التحول الجذري، وفي القضاء على ذلك الهاجس الذي ظل يؤرقنا زمناً طويلاً (؟!).
منحنى:
(يا أمان الخائفين).