في عيد الفطر المبارك سنة 1428هـ، ذهبت مع ولدي وأبنائه إلى الباحة عبر الطريق الساحلي، ثم من المظيلف إلى الباحة وهو أقصر طريق، وفي العودة سلكنا طريق الباحة - الطائف وهو أطول مسافة.. وعبر هذا الخط كان هناك بعض الأنفاق لكنها مظلمة، وهي تحتاج إلى إضاءة تؤخذ من الشمس عبر أجهزة يعرفها المختصون وهي ضرورية دفعاً للأذى من تصادم المركبات يؤدي إلى الأضرار والخسائر، وودت أن يكون ذلك لدى تجهيز هذه الطريق، غير أنه متاح اليوم لتيسر الإضاءة الصناعية، للمرور عبر هذه الأنفاق المرور السالم بمشيئة الله، لذلك أرجو أن يشرع في إنجاز هذا الجزء المكمل من قِبل وزارة النقل، وأحسب أن ذلك من اختصاصها!
واللافت للنظر أننا حين دخلنا على منطقة الطائف لم نجد أي إشارة تدلنا إذا أردنا دخول الطائف أو التوجه إلى أم القرى أو جدة عبر مكة المكرمة.. ولم نجد سوى محطة للوقود عند مفرق الطريقين، وكان أي من في المحطة من هدانا إلى ما نريد من العمالة الأجنبية التي هي في كثيرٍ من الأحيان لا تكاد تبين.. وأحسب أن هذا التقصير جاء من إدارة المرور وكذلك من محافظة الطائف، غفلاً عن استدراك ما أشرت إليه لييسر على السالكين ليلاً ونهاراً الانتقال من مسار إلى مسار دون الحاجة إلى السؤال بعد التوقف الاضطراري، لأن الحاجة دفعت إلى ذلك.. وأرجو أن يتاح للناس استكمال هذا النقص، على أمل أن أعبر من هذه الطرق وأمامي وأمام غيري سبل تغني عن تلمس الدليل الموصل إلى ما يقصده السائل في مدننا وقرانا!
وكان يحدثني ابني عن طريق جدة - الرياض، وهو طريق طويل، لكنه خال أو شبه خال من الخدمات التي تستجيب لحاجة المسافر.. ولعل في مقدمة ذلك المساجد ودورات المياه، فهي كما حدثني رديئة، وهذه الطريق الطويلة تتطلب الضرورات وقد أشرت إلى أهمها، وتبقى الاستراحات التي تلبي ما ينبغي أن يكون فيها من نظافة وطعام وسبل التبريد، ذلك أن الطريق الطويلة يفتش فيها المسافر بأسرته عن وسائل مريحة نظيفة، وكذلك من تتعطل وسائل نقله ويضطر إلى البقاء ساعات، وربما إلى المبيت.. وعهدي بالطرق الطويلة في البلاد المتقدمة أنها مريحة، ذلك أن فيها كل سبل الراحة والخدمات وبعضها مجاني، وإذا كان المناخ معيناً هناك، فهو أقل عندنا أن تهتم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ببيوت الله لتكون في خير حال من المفروشات والتنظيف والتبريد، وتعنى وزارة النقل بما عليها من صيانة هذه الطريق صيانة عالية ووضع الإشارات وكل لوازمها التي من اختصاصها، وكذلك إدارة المرور في جانب الأمن ومراقبة السرعة والتجاوز فيها، وأن تكون هذه الطريق فيها مختلف ما يحتاج إليه المسافر، وفي المناطق التي فيها سكان، مراعاة توفر المستوصفات والإسعافات، ومتابعة أو حضور المرور في طول هذه المسار مهم وضروري، وكذلك سير الشاحنات ومراقبة كل ما هو من اختصاص المرور وسواه من جهات الاختصاص.