Al Jazirah NewsPaper Monday  30/03/2009 G Issue 13332
الأثنين 03 ربيع الثاني 1430   العدد  13332
دفق قلم
بلادنا وعوامل التفوق
عبد الرحمن بن صالح العشماوي

 

حينماأتأمل جوانب الفطرة الصافية التي يمتلكها الناس في بلادنا، وأرى تلك السمات الكريمة التي تؤهل أصحابها للرقي والعطاء المتميز، ومن أهمها الكرم والوفاء، وحب الخير، أشعر أننا نملك من عوامل التفوق والتميز ما يجب أن نشكر الله عليه شكراً خالصاً ليزيدنا منه، وأن نحرص عليه، ونتفانى في تطبيقه ونشره، وإهدائه إلى من نستطيع أن نخاطبه أو نتعامل معه من البشر.

المتفوقون من أبنائنا وبناتنا كثيرون، والقدوات من رجالنا ونسائنا كثيرون، ولكننا بحاجة إلى بيان قدراتهم وإبداعاتهم وآثارهم، ونشرها بين الناس، والعمل على توحيد الخطاب الإعلامي والعلمي والثقافي لتحقيق الانسجام بين أجزاء الصورة المشرقة التي تستحق أن تبرز ليراها العالم.

نلتقي بمهندسين، وأطباء، ورياضيين، وإعلاميين، وأكاديميين، وباحثين، ودعاةٍ، وعلماء في مناسبات متعددة، فنرى منهم إبداعاً وإتقاناً، ونلمس فيهم حماسةً وحرصاً واجتهاداً، ونطلَّع على إنتاج متميز لكل منهم في مجاله، نفاجأ به مع أنه موجود منذ زمن، ثم نبحث عن أثر ذلك له في الساحة الإعلامية والثقافية فلا نجد له أثراً واضحاً، ولا نرى حرصاً على إبرازه وتقديمه للناس بالصورة التي تجعلهم قادرين على الرؤية الكاملة لأجزاء الصورة وجوانبها المتعددة.

إن خطابنا الثقافي والإعلامي ما زال قاصراً عن مواكبة شمولية خطابنا السياسي، ففي الوقت الذي نرى فيه قدراً كبيراً من التوافق والانسجام في الخطاب السياسي السعودي الموجه إلى العالم، نرى اضطراباً وعدم إنسجام في الخطاب الثقافي والإعلامي غالباً، جعل الرؤية غير واضحة عند الآخرين الذين نخاطبهم بوسائل متعددة من خلال نوافذ إعلامية وثقافية متعددة مختلفة.

كنت مع بعض الأدباء والمثقفين من ضيوف الجنادرية، وكان الحديث عن المملكة وعوامل التفوق الديني والاقتصادي والعلمي فيها، وقد فوجئت بعدم قدرة أولئك الأدباء والمثقفين على رؤية الصورة المتكاملة لبلادنا رؤية شاملة سليمة، وقد تمثل ذلك في سؤال طرحه أحدهم ووافقه الجميع عليه يقول: لقد تابعت الصحف ووسائل الإعلام السعودية، كما تابعت بعض اللقاءات مع أدباء ومثقفين سعوديين في أكثر من قناة فضائية فسمعت خطابات متعارضة وغير منسجمة وربما كانت متناقضة أحياناً؛ فهذا خطاب إسلامي صرف، وذلك خطاب ليبرالي صرف، وكأن كل واحد من المتحدثين ينتمي إلى بلد بعيدٍ كل البعد عن بلد صاحبه فلماذا؟

قلت له: مسألة الاختلاف بين الناس في الأفكار والثقافات واردة، وليست المملكة بدعاً بين دول العالم في هذا الأمر، ولكنني أوافقك الرأي في حاجتنا إلى تنسيق يتحقق به عرض الصورة كاملة عرضاً ينسجم مع الصورة الحقيقية لبلادنا التي تتكون من الرؤية الإسلامية الشرعية التي ينقلها إلى العالم بوضوح خطابنا السياسي، وتبقى مظاهر الاختلاف في الرأي موجودة داخل الإطار، دون تأثير سلبي على الصورة المتكاملة التي يراها الناس.واتفق أولئك الأدباء على أن في المملكة عوامل تفوق كثيرة، وأن الصورة الروحية المتألقة التي تتم فيها المواءمة والانسجام بين القيم الثابتة وما يجد من متطلبات العصر هي الصورة الأبرز في المملكة لكونها مهبط الوحي وقبلة المسلمين وفيها المشاعر المقدسة التي يحج إليها ملايين المسلمين كلَّ عام.

إشارة

ما أحوجنا إلى خطاب ثقافي إعلامي منسجم متكامل!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد