Al Jazirah NewsPaper Monday  30/03/2009 G Issue 13332
الأثنين 03 ربيع الثاني 1430   العدد  13332
الرأي السديد والرجل المناسب
عبدالرحمن بن إبراهيم أبو حيمد

 

مع كل شمس يوم يطالعنا رائد الإصلاح والتطوير خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بمراسم، وأوامر، وقرارات، وتوجيهات تصب في خدمة ديننا الحنيف ووطننا الغالي، وشعبنا الوفي، وليس بكثير ذلك من رجل عرف عنه حبه لدينه ووطنه وشعبه وتفانيه في خدمتهم.. لا تكاد فرحة المواطن تخف أو تهدأ من حدث مفرح، إلا ويأتي الحدث الآخر ليجدد الفرحة، ويشعل الآمال والطموحات والتطلعات. ولو حاولت رصد بعض من هذه المراسم أو القرارات لاتسع المقال أكثر مما تسمح به الظروف، ولكن من آخر هذه القرارات هو تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء. لقد جاء هذا القرار صائباً في الاختيار وفي التوقيت، فاختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف لهذا المنصب المهم والحساس جداً جاء ليضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

فالأمير نايف من خريجي بيت ومدرسة مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ذلك البيت والمدرسة التي عرفت بالتمسك بالدين والقيم، والمبادئ والمثل العربية، وبحب الوطن، وبالكفاءات القيادية في كل الميادين. وهو المواطن السعودي الغيور المخلص لدينه ومليكه ووطنه، وهو رجل الأمن الأول الذي حمل عبء مسؤولية الأمن الوطني وكل ما يتعلق به ويرتبط به، تلك المسؤولية الجسيمة والثقيلة والمهمة. أمضى حتى الآن أربعين سنة في وزارة الداخلية مرت على المملكة خلالها قضايا عديدة، وأمور كثيرة شأنها شأن أي بلد. وقد كانت حكمة الأمير نايف السبيل إلى الخروج من هذه القضايا والأمور ومحاصرة سلبياتها، وبل وتحويل بعضها إلى إيجابيات، وليس أصدق في ذلك من النجاح الكبير الذي حققته أجهزة الأمن بالقضاء على الإرهاب واستباق مخططاته وإبطال مفعولها والقبض على المتسببين فيها. ذلك النجاح الذي سبقت فيه المملكة كثيراً من دول العالم، وصارت المملكة وتجربتها في التصدي للإرهاب نموذجاً ومثالاً يحتذى. ومع أن سمو الأمير نايف رجل الأمن الأول ذلك المنصب الذي يتطلب الحزم والصرامة في كثير من الأحيان، إلا أن ذلك لم يؤثر على حسه الإنساني.

وعطفه وأبوته لمن يحتاج إلى ذلك من المواطنين. عرف عن سموه رغبته الصادقة في مقابلة المواطن وتلمس احتياجاته وتلبيتها على قدر المستطاع لذلك فصدره دائماً مفتوح، وأذكر أنني قابلت سموه مرة مع أعضاء مجلس صحيفة الجزيرة لأخذ موافقة سموه على إصدار مجلة نسائية. وكنا نطمع بعشر دقائق من وقت سموه، فما كان إلا أن منحنا أكثر من ساعة وناقش معنا - حفظه الله - أموراً عدة دلت على رغبته في اطلاع المواطن على ما يدور واستطلاع ما لديه من رأي.

والقصص عن سموه في تلبية احتياجات المواطن كثيرة ومتشعبة. وخبرة سمو الأمير نايف لا تنحصر في المجال الأمني والداخلي فقط بل لديه خبرة واسعة في شؤون الحكم والإدارة. كما أن سموه يتمتع بعلاقات قوية مع العديد من القيادات في الداخل والخارج. ومنذ نعومة أظفاره وهو يشارك في القرارات المهمة والاستراتيجية في المملكة. ومثل المملكة في العديد من المحافل والمؤتمرات والندوات الدولية. وبحكم معاصرته للشؤون الداخلية عن كثب لمدة تزيد على أربعين عاماً فهو الخبير في الأمور الداخلية، وفي تركيبة النسيج الداخلي للمملكة.

وسموه يؤمن بضرورة مشاركة المواطن في حفظ هذا البلد وأمنه، بل ويعتبره رجل الأمن الأول، وهو المعني بالمحافظة على تراث هذا الوطن ومكتسباته، والمواطن هو هدف التنمية وهو وسيلتها. هذا التعيين جاء ليعبر عن الثقة الكبيرة التي يوليها قائد مسيرة التطوير والإصلاح، قائد هذا الكيان الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمد الله في عمرهما ومنحهما الصحة والعافية والتوفيق لصاحب السمو الملكي الأمير نايف تقديراً وتتويجاً لمنجزاته وعطاءاته وكفاحه، واعترافاً بقدراته وإمكانياته، أبارك لسمو الأمير نايف بهذا الاختيار، وأبتهل إلى الله العلي القدير أن يطيل في عمره وأن يمده بالصحة والعافية والتوفيق، وأن ينعم على هذه البلاد وأهلها والمقيمين عليها بالأمن والرخاء والاستقرار في ظل القيادة الحكيمة. وأهنئ نفسي وكل مواطن في هذه البلاد بحكمة القيادة وصواب قراراتها، وسهرها لمصلحة الجميع. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

وكيل الحرس الوطني سابقاً عضو مجلس الشورى سابقاً



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد