Al Jazirah NewsPaper Monday  30/03/2009 G Issue 13332
الأثنين 03 ربيع الثاني 1430   العدد  13332
أضواء
التوبة.. هل تعزز المصالحة؟
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

لأننا اعتدنا أن تحقق مؤتمرات القمة العربية اختراقاً لهمومنا العربية وتعالج الإشكالات والمشاكل المزمنة فإننا كنا ولا زلنا نطمح أن يستثمر القادة العرب قمة الدوحة لإزاحة بعض الهموم والمشاكل عن كاهلنا.

هكذا كلنا نأمل خاصة وأن قمة الدوحة قد سبقتها تحركات للقادة العرب منها قمة الرياض التي جمعت أربعة من القادة المؤثرين هم خادم الحرمين الشريفين والرئيسان المصري والسوري وأمير دولة الكويت، والتي حققت اختراقاً لجهود تحقيق المصالحة العربية، ثم أعقبت تلك القمة لقاءات ثنائية للقادة وجميعها استهدفت دفع مسيرة المصالحة التي أصبحت مطلباً ملحاً خاصة في ظل تكالب القوى الإقليمية والأجنبية واستغلالها الخلافات والثغرات في علاقات القادة العرب مع بعضهم البعض وبناء مواقف مع ذلك الزعيم العربي على حساب المصالح العربية العليا.

ولقد أوضح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته أمام القمة الاقتصادية العربية في الكويت التي أحدثت (انتفاضة في الوجدان العربي) بأنه لا توجد خلافات بين أبناء الأمة العربية، وأن الخلافات محصورة بين القادة أنفسهم أو بين نظام وآخر، ومعظم الخلافات بسبب تدخلات قوى إقليمية وأجنبية لا تريد الخير لأمة العرب.

انتفاضة خادم الحرمين الشريفين في الكويت أحدثت تغييراً، وحركت المياه الراكدة بين الدول العربية، وشهدنا لقاءات واجتماعات، إلا أن عدم توجه الرئيس محمد حسني مبارك إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية الحادية والعشرين تشير بأن المصالحة العربية لم تنضج بعد.. وهذه المصالحة وإن قطعت شوطاً كبيراً إلا أنها لم تكتمل بعد، ولهذا فإن أبناء الدول العربية تأمل من قمة الدوحة أن تستكمل هذه المهمة خاصة بعد تهيئة الأجواء المناسبة وإبعاد كل ما يعكر صفو الاجتماعات بعد أن حصرت الدوحة الدعوة بالقادة العرب فقط. حيث قال سمو رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر، بأن قطر لم تدع أحمدي نجاد -الرئيس الإيراني- للقمة.. وقال ضاحكاً (التوبة) تعلمنا من اجتماع الدوحة لدعم غزة.. وضم يديه مردداً.. التوبة.. التوبة..!!



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد