كتب - عمار العمار
من الظلم أن يخرج منتخبنا متعادلاً في لقاء الأمس أمام المنتخب الإيراني بعد المستوى الكبير الذي قدمه نجومنا وقادته الروح الكبيرة للاعبيه والثقة إلى تحقيق فوز مستحق وغالي على مستضيفه المنتخب الإيراني على أرضه بملعب أزادي بطهران ووسط حشد جماهيري كبير وصل إلى 100 ألف متفرج، ولم يكن منتخبنا بحاجة لهدف صحيح ألغاه الحكم الياباني ولم يكن بحاجة كذلك لضربة جزاء غير محتسبة تغافل عنها كذلك الحكم الياباني بعدما ظهر نجوم الأخضر بمستواهم المعروف وحلق صقورنا الخضر فوق سماء طهران وقلبوا التأخر بهدف إلى فوز بهدفين عن طريق نايف هزازي وأسامة المولد في المباراة الصعبة والعصيبة التي انتزع فيها منتخبنا الإعجاب وأهدى العرب الفوز الوحيد في اليوم الذي خسرت فيها المنتخبات العربية الأخرى (الإمارات والبحرين وقطر) وذكر منتخبنا بقية المنتخبات بهوية البطل السعودي الذي يخرج في الأوقات الحرجة.
دخل منتخبنا الأخضر اللقاء بتشكيل مكون من وليد عبدالله وعبدالله الزوري وأسامة هوساوي وأسامة المولد ومحمد نامي وأحمد عطيف وصاحب العبدالله ومحمد نور وعبده عطيف ونايف هزازي وناصر الشمراني، فيما دخل المنتخب الإيراني بتشكيل مكون من رحمتي في حراسة المرمى وحسيني وعقيلي وكعبي وشاري حسين وجواد نيكونام ومهكاي ومهديفيكيا وكاظمي وزاري ومسعود شجاعي..
بدأ اللقاء على غير العادة فضغط المنتخب الإيراني بشكل مكثف واستحوذ لاعبوه على الكرة وسط تحفظ مشوب بارتباك من لاعبي منتخبنا ومن خطأ دفاعي استغل نيكونام كرة ساقطة خلف نامي عكسها على خط المرمى تجد الزوري الذي أبعد الخطر إلى ركنية ووسط رغبة إيرانية بالفوز شدد لاعبوه قبضتهم على المباراة واستغلوا سوء التنظيم لمنتخبنا ولكن لم تسنح أي كرة خطرة أخرى للمنتخب الإيراني في الربع ساعة الأولى فيما حضر محمد نور لمنتخبنا بأول كرة على المرمى الإيراني بتسديدة من خارج الـ18 ذهبت سهلة لحارس المرمى، وأعطت هذه الفرصة الجرأة للاعبينا وتقدموا للأمام متخلين عن الانكماش ورتبوا الأوراق ومعها كاد نايف هزازي أن يفتتح التسجيل من كرة رأسية ولكن كرته اعتلت العارضة في الدقيقة 19 ليهدأ اللعب بعدها وسط الملعب إلى أن هدد المنتخب الإيراني مرمى وليد عبدالله من العمق بكرة خطرة جداً عن طريق انفراد لمهديفيكيا تعامل معها وليد عبدالله ببراعة وخلصها إلى ركنية وذلك في الدقيقة 26 من هذا الشوط وأعادت هذه الفرصة المنتخب الإيراني للمباراة مرة أخرى فكثف هجومه عن طريق الأطراف وسط فراغ دفاعي من العمق والأطراف ولكن تألق وليد عبدالله مرة أخرى يبعد كرتين عرضيتين خطيرتين، ومن كرة لم يتعامل معها مدافعونا بشكل جيد هيأ كاظمي كرة جميلة لمسعود شجاعي سددها قوية بجوار القائم، ومع قلة الهجمات السعودية اضطر لاعبونا للاعتماد على الكرات الطويلة لاستغلال بطء مدافعي إيران وتوغل هزازي خلف كرة نور الطويلة ولكن يتدخل جلال حسيني ويبعدها إلى ركينة.
هدف سعودي ملغي
في الدقيقة 37 ومن ضربة ركنية متقنة من عبده عطيف يرتقي لها نايف هزازي ويضعها بكل ثقة داخل الشباك إلا أن صافرة الحكم الياباني نيشيمورا يوشي أفسدت الفرحة السعودية بعد احتسابه لخطأ لم يقع على أسامة هوساوي وسط استغراب واحتجاج سعودي.
مرت بعدها الدقائق وسط سيطرة سعودية حين امتلك لاعبوه خط الوسط وتناقل لاعبوه الكرة لتصل إلى عبدالله الزوري من نور سددها الأول بجوار القائم الأيمن ومن كرة طويلة من محمد نور لناصر الشمراني الذي استغل تباطؤ المدافع الإيراني وتحصل على الكرة وتجاوز الحارس الذي أعاقه عن اللحاق بالكرة وضربة جزاء صريحة لم يعلن عنها الحكم الياباني وسط استغراب لاعبي منتخبنا!! وسدد بعدها نايف هزازي كرة قوية من على قوس الـ 18 اعتلت العارضة بقليل في الدقيقة 42 من عمر هذا الشوط سكنت بعدها المباراة في وسط الملعب بلا خطورة من الجانبين يطلق بعدها الحكم صافرته بالتعادل بلا أهداف.
بدأ الشوط الثاني بهدوء ومحاولة الإمساك بزمام المباراة ولم يغلب جانب على آخر إلى أن حانت الدقيقة 52 التي أخطأ فيها أسامة المولد في إبعاد الكرة برأسه تصل إلى أشجاري بقرب المرمى ولكن تدخل وليد عبدالله أنقذ الموقف، وواصل قائد المنتخب محمد نور تنظيمه للألعاب ومرر كرة ذكية للشمراني إلا أن عقيلي تدخل في اللحظة الأخيرة وأبعدها إلى ركنية، وزج بعدها المدرب الإيراني علي دائي بوحيد هاشم لزيادة الفاعلية الهجومية وبالفعل ضغط المنتخب الإيراني وامتلك زمام المباراة واعتلت رأسية شجاعي المرمى السعودي في المرة الأولى ولكن تسديدته القوية سكنت شباك وليد عبدالله كهدف أول في المباراة للمنتخب الإيراني وأحدث هذا الهدف صدمة سلبية على منتخبنا وكاد الإيرانيون تسجيل الهدف الثاني بعد مرتدة مهديفيكيا الذي توغل على الطرف الأيمن وعكسها قوية أبعدها وليد عبدالله وشكلت الكرات الرأسية خطراً حقيقياً على المرمى السعودي بعد أن اعتلت كرة نيكونام الرأسية العارضة السعودية ويبدو أن هذه الكرة قد كانت نقطة تحول في المباراة وأفاقت لاعبي منتخبنا وأدخلتهم في تحد مع النفس لقهر الضغط الكبير من جميع الأطراف واستعادوا حيويتهم وامتلكوا زمام المباراة ونظموا صفوفهم بعد أن زج المدرب السعودي بوسيرو بصالح بشير وتيسير الجاسم بدلاً عن ناصر الشمراني وصاحب العبدالله وكاد بشير أن يسجل مع أول كرة بعدما لحق بكرة نور ولكن تدخل الحارس الإيراني وأنقذ الموقف في اللحظات الأخيرة..
هدف سعودي يفتح باب الفوز
من كرة متناقلة بشكل سلس في الوسط السعودي في الدقيقة 79 بين عبده عطيف و نور وصالح بشير مررها الأخير بينية متقنة لنايف هزازي الذي أودعها المرمى الإيراني كهدف مستحق تجير أفضليته في هذا الشوط وأسكت 100 ألف متفرج إيراني..
بعد الهدف دفع المدرب الإيراني بورقة معدنجي لدعم الوسط الإيراني الذي خبا نجمه بحضور نور ورفاقه خصوصاً في العشرين دقيقة التي سبقت هدف منتخبنا الأول إلا أن هذا التغيير لم يثن عزيمة نجوم الأخضر عن البحث عن الفوز إلا أن المرمى السعودي كاد أن يستقبل هدفا ثانيا لإيران عندما لعب نيكونام كرة رأسية خطيرة اعتلت العارضة بقليل قابلها نايف هزازي برأسية وسط مضايقة ذهبت ضعيفة للحارس الإيراني.
الهدف الثاني والفرح الأخضر
مع التألق اللافت له خطف أحمد عطيف كرة من المدافع الإيراني ومررها جميلة لنايف هزازي الذي واجه المرمى الإيراني ولكن كرته طالت وأبعدها المدافع الإيراني هادي عقيلي إلى ركنية ومنها سجل أسامة المولد الهدف الثاني لمنتخبنا السعودي بعدما ارتقى فوق الكل ولعبها في زاوية ضيقة على الحارس الإيراني وانطلقت معها الصرخة السعودية فرحاً بالفوز في الدقيقة 86..
ومع دخول المباراة في دقائقها الأخيرة وضحت الثقة السعودية في إحكام القبضة على المباراة وإغلاق المنطقة الخلفية بوجود هوساوي والمولد والمحافظة على الفوز وسط خشونة إيرانية غير مبررة وسنحت للمنتخب الإيراني فرصة التعديل في الدقيقة 91 إلا أن المتألق وليد عبدالله كان حاضراً في المرمى وأنقذها ببراعة متناهية ومرت الدقائق الخمس المحتسبة بدل الوقت الضائع وسط تشنج إيراني وثقة سعودية أنهاها لاعبو منتخبنا بالفوز الذي حافظ على الأمل قائماً في التأهل للمرة الخامسة..
لقطات من المباراة:
* رهبة البداية وضحت على لاعبينا في الربع ساعة الأولى ولكن بعزيمة الصقور الخضر تجاوزها لاعبونا إلى أن تحقق الفوز ولله الحمد.
* حصل اللاعب محمد نامي على جائزة أفضل لاعب في المباراة بعد المستوى الكبير الذي قدمه في المباراة.
* ظهر قائد المنتخب الأخضر محمد نور بأفضل حالاته وشكل علامة فارقة في الوسط السعودي ومرر العديد من الكرات فيما كان أحمد عطيف متألقاً وساهم في تنظيم الألعاب السعودية.
* الدفاع السعودي في الشوط الثاني ظهر بشكل أفضل من الشوط الأول بعد الانسجام الكبير بين أسامة هوساوي وأسامة المولد فيما قدم نامي واحدة من أروع مبارياته دفاعاً وهجوماً وكذلك الزوري.
* حظوظ المنتخب أصبحت قوية بعد الانتصار الكبير على إيران في أرضه وبين جماهيره وتقدم للمركز الثالث برصيد 7 نقاط.
* وليد عبدالله واصل تألقه كالعادة وكان سداً منيعاً للهجمات الإيرانية.
* الفوز السعودي الذي قهر الإيرانيين أخرجهم عن جو المباراة واتجهوا للخشونة غير المبررة وتضرر منها لاعبو منتخبنا عامة.
* قدم المنتخب السعودي أفضل مبارياته في التصفيات وبحول الله يستمر على نفس النهج إلى أن يصل إلى جنوب إفريقيا ولخامس مرة.
* يكفي أن نقول أن الروح المعروفة عن لاعبينا قد عادت وأعادت الأمل بالتأهل وعادت معها الثقة الكبيرة بالرغم من النقص الذي ولّد قوة.
* بالرغم من أسماء المحترفين الإيرانيين في الدوريات الأوربية إلا أن نجوم المنتخب السعودي مسحوا كل ذلك بفوز مستحق.
* بالفوز السعودي في هذه المباراة يسجل المنتخب السعودي فوزه الأول على إيران في طهران وجاء في الوقت المناسب.
* أخيراً شكراً لكل نجوم منتخبنا الأخضر بلا استثناء هذا الانتصار الكبير.