اعترافات المطلوب أمنياً محمد العوفي الذي سلم نفسه تكشف عن أمور فكرية وأمنية واستخباراتية في غاية الأهمية.
فعلى المستوى الفكري توضح اعترافات العوفي أن المنتمين للفئة الضالة مبتلون بالجهل الديني المطبق؛ فهؤلاء تورطوا في شبهات شرعية، دفعت بعضهم إلى تكفير كل من حولهم ممن يختلفون معهم، بل إن بعضهم كفروا أنفسهم! فهم غارقون في مستنقع التكفير بسبب شبهات زينها لهم شياطين الجن والإنس!. ولو أنهم استمعوا جيدا للعلماء المشهود لهم بالصلاح، والتقى، وأخذوا العلم الشرعي من منهله لاكتشفوا مبكرا أنهم يسيرون في الطريق الخطأ، ولكنهم سمعوا لعناصر مشبوهة لبسوا عباءة الدين، وهم في الحقيقة لهم مآرب أخرى.
أما على المستوى الأمني فالعوفي يكشف عن استراتيجيات جديدة للفئة الضالة تعتمد أسلوب حرب العصابات والاغتيالات وعمليات الخطف من أجل استنزاف الدولة على حد تعبيره، وباستخدام أسلوب الرصد والضرب ثم العودة سريعا إلى المخابئ في اليمن من أجل الهروب من يد العدالة وإحراج الدولة وتبيين عجزها - على حد تعبيره - عن القبض عليهم.
أما الأمر الثالث فإن العوفي اعترف بأن ثمة دولاً تدعم الفئة الضالة من أجل زعزعة الأمن في المملكة. وهذه الدول تستعمل هذه الجماعات من أجل تحقيق مصالحها المشبوهة، ولا علاقة لها بأجندة هؤلاء المغرر بهم من السذج والجهلة والمندفعين. وما اعترف به العوفي من تورط دول في دعم الجماعات الضالة قد يكون معلوما لدى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في المملكة، ولكن الاعترافات أوضحت للمواطن العادي أن المملكة مستهدَفة من قِبل دول حاقدة لا تريد لهذا الوطن المعطاء خيراً.
ومن الأمور المهمة التي تم تأكيدها على يد العوفي أن كل من يسلم نفسه من المطلوبين إلى الجهات الأمنية سيلقى معاملة حسنة وعادلة وسيجد الباب مفتوحا من أجل إعادة تأهيله ليكون عضوا بناء وفعالا في مجتمعه وليس هداما كما كان!
***