منذ أن تسنّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سدّة الحكم في بلادنا العزيزة وهو يمضي - حفظه الله - قدماً على درب التطوير والإصلاح، حيث تتابع القرارات السامية تترى بهدف إحراز تقدم حقيقي على كافة المسارات الحيوية لإنجاز نقلة حضارية مستنيرة تستمد مقوّماتها من الثوابت، كما تأخذ من مستجدات العصر كل ما هو خير وبناء ومعزز.
ولعل ما يلفت النظر هو مسألة إسناد المهام التي تتسم بالتوجُّه السديد .. وذلك توفيق من الباري تبارك وتعالى .. ويأتي في هذا الإطار الماسي تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء الذي عبّر عن هذه الثقة السامية لوسائل الإعلام بقوله: (أتمنى أن أكون عند حسن ظن خادم الحرمين الشريفين، وأن أستطيع خدمة ديني ووطني من خلال هذا التكليف)، كلمة موجزة تعني الشيء الكثير، كما تدل على تواضع جم يأتي من رجل دولة من الطراز الرفيع .. فإذا تحدث عن الأمن فهو في المقدمة بما يعز نظيره وإن عرض للأمور السياسية والإعلامية فأنت أمام موسوعة تجد فيها كل ما يوضح ويرشد بدون نصب أو تعب، لأنّ كلماته موجزة ومفهومة، كما أنه لا يقول إلاّ صدقاً لا تأخذه فيما يعبر عنه لومة لائم، لأنّ رائده دائماً وأبداً تحقيق الصالح العام وهذا هو نهج المؤسِّس الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه -.. ولذلك فإني لا يسعني إلاّ أن أبارك لسموه راجياً من رب العزة والجلال أن يهبه مزيد الصحة للقيام بالمهام العظام التي هو أهل لها، والتي نستشف منها المثل العليا التي يسترشد بها كل من يرنو إلى الإبداع والتفوّق والقيام بالواجب على النحو الذي يحبه الله ويرضاه.