إن من نعم الله علينا أن هيأ لنا في بلادنا ولاة أمر قد وفقهم الله للرأي السديد والحكمة الصائبة، وهذا التوفيق الذي صاحب أئمة بلادنا وملوكها منذ الدور السعودي الأول إلى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وفقه الله ورعاه - وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، هو - بلا شك - توفيق ملحوظ ومشاهد، سواء في البناء الحضاري أو ما يتعلق بالبناء السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، وشعب المملكة - على مختلف أحوالهم وشرائحهم - يدركون جيداً أن هذا السر إنما يكمن في قوة إيمان ولاة أمرنا وتمسكهم بتطبيق الشريعة الإسلامية بعزم وصدق؛ ولذا فإن هذا الصدق في التطبيق قد أورثهم النصر المبين وأورث بلادنا رخاء العيش وجعلها في أمن وأمان، يقول الله - عز وجل - وهو أصدق القائلين: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، ويقول جل وعلا: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، ويقول جل وعلا: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ). وفي الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال ما معناه: (إن الله كتب العزة والنصر لمن أطاعني والذلة والصغار لمن خالف أمري)؛ فالعز والنصر لمَن كان الله معه، والله في محكم كتابه يقول: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}. وإن من علامات التوفيق ودلائل الحكمة الصائبة والرأي السديد لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - اجتهاده في أمور الرعية ومصالحها، ومن ذلك صدور أمره الكريم القاضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية نائباً ثانياً له؛ فلقد كان هذا الأمر الكريم محل الفرحة والاستبشار؛ فسمو الأمير نايف - وفقه الله - هو ذلك الأمير الذي يحمل مؤهلات وصفات الإنسان الحصيف والقيادي الناجح الممتلئ عقلاً وعلماً وحكمةً واتزاناً وخبرةً، بل إنه هو الرجل الذي يمتلك رصيداً غنياً في إدارة ما يتولاه من أعمال بكل جدارة ونجاح، ونحن وقد أسعدنا هذا الأمر الكريم وأثلج صدورنا لندعو الله من كل قلوبنا أن يديم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز التوفيق والسداد والنصر، وأن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ويسدد خطاه؛ فسموه نعم المعين والناصر والمؤيد لهما، هذا ونسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يديم عليها - في ظل هذه القيادة الرشيدة - ما تنعم به من الأمن والأمان ورخاء العيش، إنه - جل وعلا - نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الرئيس العام لتعليم البنات سابقاً