Al Jazirah NewsPaper Sunday  29/03/2009 G Issue 13331
الأحد 02 ربيع الثاني 1430   العدد  13331
وزير الأمن.. نايف بن عبدالعزيز
د. يوسف بن أحمد الرميح

 

لا شك أن القرار الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس0 مجلس الوزراء...

..... له العديد من الدلالات المهمة، لعل أهمها على الإطلاق بيان أهمية الأمن المجتمعي؛ فلا ينكر عاقل جهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في إدارة العملية الأمنية.

الأمن هو المحك الأول والأهم في ميزان الدول والمجتمعات، والأمن هو البُعد الاستراتيجي لأي دولة، ولا تقوم المجتمعات ولا تنمو دون نعمة الأمن. والدول مهما بلغت من نعمة التقنية إذا لم يصاحب ذلك أمن في الوطن فلا قيمة لذلك المجتمع ولا تلك التقنية.

كثير من الدول حول العالم التي تمتلك الثروات الهائلة، ولكن وبسبب ضياع نعمة الأمن أصبحت في فوضى عارمة لا مكان فيها للإنسان المسالم ولا بقاء فيها للحياة. وبالنظر إلى حال عدد من الدول والمجتمعات التي يحيط بعضها بنا، مثلاً كالعراق وأفغانستان والصومال ودول البلطيق ووسط آسيا ووسط القارة السمراء وغيرها كثير ممن فَقَد نعمة الأمن والاستقرار؛ نجد أنه قد انقلبت الحياة إلى معاناة والتنمية إلى دمار وفوضى.

لقد مارس الأمير نايف بن عبدالعزيز الأمن منذ نعومة أظفاره؛ فلقد عمل طوال حياته العملية في وزارة الداخلية وكيلاً لأمير الرياض منذ 17-6- 1371هـ إبان عهد المؤسس - طيّب الله ثراه - ثم عُيّن أميراً للرياض في 3-4- 1372هـ، ثم انتقل إلى وزارة الداخلية (الوزارة الأم لإمارات المناطق)؛ ليكون نائباً للوزير في 16-9-1394هـ، ثم صدر أمر سام بتعيين سموه وزير دولة للشؤون الداخلية في 17-3-1395هـ، وفي 8-10-1395هـ عُيّن سموه وزيراً للداخلية وما زال.

لا شك أن خبرة أربعين عاماً في العمل الأمني بين إمارة الرياض ووزارة الداخلية لكفيلة بصقل شخصية الأمير نايف الأمنية حتى أصبح الأمن هاجسه الأول، وهذا الأمن الذي يمثله نايف بن عبدالعزيز يعيشه كل مواطن ومقيم على ثرى هذه الأرض الطيبة.

للأسف لا يعرف البعض ولا يقدر آخرون ويحاول الحاقدون إغفال الصورة المشرقة التي يعيشها وطننا من أمن وأمان وهدوء وسكينة، وهذا بلا شك مربط الفرس للتنمية المستدامة والواجب توافرها للرقي بالوطن.

لا شك في أهمية عدد من القطاعات الحيوية في أي مجتمع كان، كقطاع التربية والتعليم أو الصحة أو الاتصالات أو الطرق أو الاقتصاد وغيرها، ولكن ما كان لأي من هذه القطاعات أن تعمل ولا أن تنتج إلا بوجود العنصر الأمني المنظم لحياة الإنسان وعلاقاته بالآخرين. لن ينهار مجتمع من المجتمعات فَقَد التعليم أو فَقَد الطرق أو الصحة أو غيرها؛ لأنه سيعوضه بطريقة أو بأخرى، ولكن الفقيدة والمصيبة العظمى هي فَقْد عنصر الأمن والاستقرار؛ حيث إن هذا العنصر هو المحك لباقي العناصر؛ فبدون الأمن لن يكون هناك تعليم ولا صحة ولا طرق ولا اقتصاد، وهذا مشاهد وواضح في عدد من المجتمعات التي فقدت الأمن والاستقرار.

وهذا يدلنا وبوضوح على أهمية واستراتيجية الأمن، وهو يتمثل في مجتمعنا السعودي بنايف بن عبدالعزيز؛ فهو مهندس ومصمم الأمن في مجتمعنا، وهو العين الساهرة فعلاً على تطبيق هذا المبدأ الحيوي والخطير الذي لا تنمو الحياة البشرية بفقده.

ولعل في تعيين سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء أيضاً تكريساً لنظرة الأمن وفكرة الأمن؛ حيث إننا يجب أن نعترف وبمرارة وحزن بأننا نعيش في وقت عصيب صعب فَرَضه علينا عدد من أبنائنا ممن باعوا دينهم ووطنهم ومبادئهم ومجتمعهم بثمن بخس، وأصبحوا للأسف آلات رخيصة في يد العدو، يلعبون لعبة خطرة ويطبقون خطة شيطانية فاسدة وخبيثة همها أمننا واستقرارنا ومجتمعنا واقتصادنا.

للأسف لقد أصبح عدد من أبنائنا لعبة في يد الأجنبي الغادر والحاقد الذي لا يريد خيراً بهذه الأرض ولا حباً لهذا المجتمع ولا تنمية لهذا الوطن، وإنما أعماهم الحقد والحسد والكره للأمن ورغد العيش والهدوء الذي تعيشه هذه البلاد.

للأسف الشديد لقد تحولت الجريمة سريعاً في بلادنا من جرائم فردية خاصة مثل الشرب للمسكر واستخدام المخدر وبعض الجرائم خاصة الأخلاقية والسرقات.. ومع أن هذه جرائم كبيرة بلا نقاش، ولكن تحولنا سريعاً للأسف لجرائم منظمة هدفها تدمير هذه البلاد وإخراجها من طريق التنمية والأمن والاستقرار ورغد العيش لتكون في مهب الريح ومكاناً ومرتعاً للفوضى والفساد والدمار.

لقد استُغل أولادنا للأسف من قِبل هيئات ومنظمات إجرامية خطيرة ليكونوا معاول هدم ودمار لوطنهم وأمتهم ومجتمعهم.

من هذه المنطلقات كلها فما أحوجنا اليوم لفكر وخبرة وعلم وإدارة نايف بن عبدالعزيز الأمنية لتستمر مسيرة سفينة النجاة وأمن الوطن وليعم الهدوء والاستقرار والتنمية ربوع بلادنا حرسها الله. نحن اليوم في هذا البحر الهائج من الجرائم المنظمة عالمياً نحتاج فعلاً لقبطان قادر على القيادة في وسط هذه الأمواج، ونحتاج لعلم وخبرة نايف بن عبدالعزيز. لا شك أن ما مرت به المملكة وتمر به من أفراخ الإرهاب والفكر الضال إنما هو مخطط كبير وعالمي يهدف لتدمير عدد من الدول والمجتمعات، لعل في مقدمتها وطننا هذا، ولكن ولله الحمد فلقد قطعت أجهزتنا الأمنية بقيادة القائد الفذ والمحنك نايف بن عبدالعزيز دابر هذه الفئة الضالة ودمرتها وأفسدت مخططاتها الجهنمية والشيطانية. ولكن لا يُستغرب أن تأتي أمواج خبيثة أخرى متطوعة لتدمير هذه البلاد، وهنا نحتاج - بعد توفيق الله سبحانه وتعالى - لخبرة ودراية وعلم وإدارة نايف بن عبدالعزيز للقيادة الأمنية للوصول إلى بر الأمان بعيداً عن المهاترات والدمار والفساد.

لقد طالعت السرور والبهجة والغبطة على وجوه من أعرفهم فرحاً وابتهاجاً بهذا القرار؛ لأنه الرجل المناسب لهذا المكان؛ وذلك لأن أكبر تحد يواجهنا هذه الأيام هو الإرهاب والفكر الضال، ويجب وجوباً تركيز الفكر والحماية للقضاء على هذا الدمار لنعود ولنعيش ولنستمتع بوطننا بعيداً عن هذه الثعابين السامة الخبيثة.

وكلمة شكر وتقدير وعرفان للوالد القائد، قائد المسيرة لوطننا وولي أمرنا (حفظه الله ورعاه) خادم الحرمين الشريفين لهذا القرار في هذا الوقت لهذه الشخصية، ولقد عودنا والد الجميع خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله ورعاه) على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.

أسأل الله تعالى أن يحمي وطن الخير والمحبة والعطاء والإنسانية (المملكة العربية السعودية)، ويحمي القيادة الراشدة ومواطني ومقيمي هذه البلاد المباركة (بلاد الحرمين وبلاد الإسلام والعزة) من كل شر ومكروه.

والحمد لله أولاً وآخراً..

* أستاذ علم الإجرام ومكافحة الجريمة المشارك - جامعة القصيم
مستشار إمارة منطقة القصيم



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد