الدوحة - موفد الجزيرة - سعد العجيبان

تشكل القمة العربية الـ21 المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة يوم الاثنين القادم تحدياً واضحاً للعرب بالأخذ بعين الاعتبار والنظر إلى القضايا والأزمات الراهنة التي تواجه الأمة العربية.

وإن جاز التعبير فليس هناك سبيل أمام القادة العرب إلا الخروج بقرارات شجاعة تؤكد أن قادة الدول العربية على قدر التحدي، باستجابتهم لنبض الشارع العربي الذي لن يقبل إلا بقرارات واضحة للخروج من الأزمات الراهنة.

مبادرة المليك.. مرحلة مفصلية

تتطلع الأمة العربية والإسلامية لمواقف إيجابية يتخذها القادة العرب في قمة الدوحة التي اكتملت استعداداتها، واجتهدت قطر لإنجاحها لتكون قمة قرارات وإنجازات واضحة تعيد أمجاد العرب، إثر الانفراج الواضح في الساحة العربية الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمبادرة تاريخية لطي صفحة الخلافات العربية - العربية ومصالحة شهدتها العاصمة الكويتية يناير الماضي، وذلك يعد عاملاً إيجابياً أساسياً بتطبيع العلاقات بين الدول المختلفة فيما بينها.

وشكلت مبادرة خادم الحرمين فاصلاً تاريخياً جديداً في العلاقات العربية - العربية بمواجهة القضايا الراهنة التي كانت تشكل عقبة في تطبيع هذه العلاقات.

إن أنظار العالم تتجه إلى العرب خلال الفترة المقبلة وتتطلع لمعرفة أين يسير القادة العرب بهذه الأزمات التي تتطلب مواقف عربية واضحة مهد لها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت الاقتصادية، وفي مرحلة مفصلية من تاريخ العرب.

تشعب التحديات.. وتطلعات الشارع العربي

إن تشعب التحديات الكثيرة التي تواجه العرب وهم مقبلون على قمتهم وفي مقدمتها قضية فلسطين والوضع في السودان بعد إصدار الجنائية الدولية مذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير والوضع في الصومال إضافة إلى تفعيل قرارات وتوصيات قمة الكويت الاقتصادية، يجعل القادة العرب مطالبون بقرارات حاسمة لا تقل عن (لاءات) الشارع العربي باعتبار أن الوضع يتطلب ذلك وأن الوقت قد حان لكي يكون للعرب كلمة قوية ومسموعة في قضاياهم وأزماتهم التي تولتها جهات خارجية لها أهداف خاصة تريد تمريرها على العرب.

تجاوز الأزمات بمواقف شجاعة

القادة العرب وهم مقبلون على قمة الدوحة سيتذكرون المآسي التي يتعرض لها الفلسطينيون، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من حصار وتجويع وسيتذكرون أيضاً الشعب الصومالي الذي أنهكه صراع رموز الحرب والمليشيات، إضافة إلى أزمة دارفور التي أدخلت السودان شعباً ورئيساً وحكومة في نفق العقوبات والمحاكم الدولية.

والتذكير بحجم تلك الأزمات والمآسي يجب ألا يكون من أجل التذكير فقط، وإنما ينبغي أن يواجه بقرارات عربية جماعية تؤكد قدرة العرب على التحدي الذي يتمثل في حل ناجع لهذه الأزمات.

لا بديل لنجاح قمة الدوحة

تؤكد الاستعدادات والترتيبات التي وضعتها قطر للقمة مدى حرصها على أن تكون قمة تحد وقرارات وأن ذلك لن يتم إلا بموقف عربي موحد وأن قطر ومن خلال مواقفها الإيجابية تجاه القضايا العربية المختلفة حريصة على إنجاح قمة الدوحة، لما في نجاحها نجاحاً لكل العرب، ولذلك فليس هناك بديل إلا إنجاح القمة.