أقل وصف يمكن أن نطلقه على مباراة منتخبنا في مواجهته اليوم أمام المنتخب الإيراني.. أنها موقعة الخروج من عنق الزجاجة.. فهي مباراة لا تقبل التفريط بنقاطها.. ولا التهاون بها.. ومباراة يتطلب فيها الحضور الذهني والبدني.. والبذل من أجل الخروج بنقاطها.. بأي طريقة كانت..!
ففوز المنتخب ستتوافر حظوظه في السير لجنوب إفريقيا بثقة.. وبمعنويات عالية.. أما الخسارة إن حدثت لا سمح الله فإن الأخضر سيجد نفسه في دائرة الحسابات المعقدة.. لذا على نجومنا أن يضعوا أمام ناظريهم هدفا واحدا.. وغاية واحدة.. لا رجعة عنها.. وهي النقاط الثلاث.. فكرة القدم لا تمنح سرها.. إلا لمن يخلص لها ويبذل الجهد والعرق..!
أدرك أن لاعبي منتخبنا يدخلون لقاء اليوم.. بروح معنوية جيدة.. بعد رحيل الجوهر.. فرحيله في رأيي أزال عن كاهلهم عبئا نفسيا رهيبا كان يعيشه على الأقل عدد غير قليل منهم.. بسبب الرؤية الفنية غير المقنعة التي كان يقود بها الجوهر المنتخب.. هذا غير أن مدربنا الوطني قضى على الكثير من المكتسبات.. كان أهمها سلب الثقة من العناصر البديلة.. وتركيزه على مجموعة واحدة.. والعناصر البديلة هي التي احتجناها في مباراة اليوم.. كما أن قدوم مدرب جديد.. يعني أن الكرة أصبحت في مرماهم أكثر من غيرهم..!
كما أن على اللاعبين أن يدركوا أيضا.. ألا يتوقعوا أن بوسيرو سيحقق لهم كل ما يحتاجه الفريق من خلال مباراة واحدة.. هامة جدا.. وصعبة جدا.. وأيضا مصيرية.. فالبرتغالي لا يحمل عصا سحرية تبدل أحوال المنتخب من حال إلى حال.. فرحيل مدرب وقدوم آخر ليس هو فقط العلاج الذي يبحث عنه المنتخب..!
بل إن عودة الروح للاعبي الفريق.. وتقديمهم للمستويات التي تتناسب وإمكاناتهم الفنية العالية.. إلى جانب الدور الإداري الفعال.. كلها مكملات أساسية للظهور المشرف.. فالمرحلة القادمة مرحلة لاعبين.. أكثر منها مرحلة مدرب.. فاللاعبون بيدهم مفاتيح كثيرة.. متى ما كانوا أكثر جدية.. وأكثر حماسا.. وروحا قتالية.. وصدقوني متى ما كان الأداء عامرا بالكفاح.. فإن النقاط ستؤول للفريق الأفضل.. ومنتخبنا هو الأفضل رغم النقص الكبير في صفوفه.. وسنجلس أمام شاشات التلفزيون متضرعين بأكفنا.. وبقلوبنا إلى الله ليوفق نجومنا إلى ما يليق بتاريخهم.. وتاريخ الكرة السعودية..!
مبروك البطولة للوحدة..!
لم أستغرب ذلك المستوى الكبير الذي ظهر به فريق الوحدة أمام الهلال.. ولا الروح القتالية التي كان عليها لاعبوه.. ولا حرصهم على الظفر بنقاط المباراة التي وكأنها ستجلب لهم بطولة الدوري.. فجميع فرق الدوري بما فيها الوحدة.. تستمد ثقة كبيرة.. واستمرارية مطلقة بعد أي فوز تحققه على الهلال.. وتعتبر الفرق جميعها الهلال (فحصها) الفني والنفسي.. ولاشك أن اجتياز هذا الاختبار الصعب يجلب الراحة والاطمئنان لهذه الفرق.. ويعوض إخفاقاتها.. ويحفظ ماء الوجه لها أمام جماهيرها..!
الهلاليون لاشك أنهم يحترمون هذه النظرة.. ويقدرونها.. ودائما يعدون العدة لمجابهتها.. ولذا استمر فريقهم الطرف الثابت بكافة البطولات.. وأعتقد بأن لاعبي الهلال نسوا في نهاية مباراتهم الأخيرة أن يباركوا للاعبي الوحدة.. ويهنئوهم على فوزهم بالبطولة..!
شخصيا أرى أن هذا حق مشروع للوحدة.. كما هو حق مشروع لكافة الفرق.. أن تلعب بحماس وتسعى للفوز.. وحق مشروع أيضا للاعبين أن يقدموا كل ما يملكون لفرقهم.. ويسعون لإسعاد جماهيرهم.. ولكن هذا الأمر ينبغي أن يكون طوال مسيرة فرقهم.. وليس أمام فرق معينة.. يظهر فيها الحماس.. وتظهر معها المكافآت المجزية.. ومع انتهاء تلك المباريات.. تغيب الروح وتعود الانهزامية من جديد.. وتختفي المكافآت.. وتعود كل هذه الأمور.. مع اقتراب موعد هذه المباريات في الموسم القادم..!
التحكيم يقتل الطموح..!
لو كلفت لجنة الحكام نفسها.. وشاهدت أشرطة المباريات الأخيرة في دوري المحترفين ودوري الأولى.. وشاهدت كيف كانت الأخطاء التحكيمية القاتلة.. لأدركت حجم أخطاء الحكام الفادحة التي وقعوا فيها.. وراحت ضحيتها تلك الفرق.. حيث تضاءلت آمال فرق بالبقاء بدوري المحترفين وأخرى ضاعت آمالها بالصعود من دوري الأولى.. وهذا يحدث في جولات الحسم.. ولايمكن أن يقتنع المتابعون بأن لجنة الحكام تنشد النجاح.. وتسعى لتحقيقه.. وهي تشاهد تلك الأخطاء القاتلة ولا تفعل إزاءها أي شيء.. بل هي تبارك هذه الصورة.. وتصر مع سبق الإصرار والترصد على إعادة عرضها..!
من وجهة نظر خاصة.. أرى أن حكام المباريات الحاسمة قد جانبهم التوفيق.. وأجزم أن هناك فرقا تضررت كثيرا.. ومن أبرزها فريق الوطني.. الذي تضاءلت حظوظه بسبب صافرة ظالمة في مباراته الأخيرة أمام الشباب.. بركلة الجزاء المحتسبة ضده وهي التي جاءت من موقف تسلل.. الوطني كان قريبا من تحقيق الفوز.. وكان بفضل ارتفاع مؤشر عطاء لاعبيه والفريق بشكل عام قادر على البقاء بدوري المحترفين لكن ماذا عساه أن يفعل وصافرة تقتل كل طموحاته..!
وإذا كان دوري المحترفين فيه أخطاء قاتلة.. فإن (البلاوي) تجدها في دوري الأولى.. فهناك أخطاء غير عادية ساهمت وبشكل كبير في تحويل مسار نتائج مهمة، ويسأل عنها الحكام في الجولة ماقبل الماضية.. هجر يحرمه ياسر مدني من ركلة جزاء أمام ألفيصلي.. والأنصار يحرمه من ركلة جزاء أمام القادسية.. وكلاهما كانتا في الوقت الضائع من المباراة والنتيجة كانت متعادلة.. أي عدم احتساب الركلتين غير نتيجتهما التي كانت ستبدل معهما مواقع الكثير من الفرق في سلم الترتيب.. كما أن العمري احتسب جزائية لأحد أمام التعاون كانت من خارج المنطقة.. ومع التعاون بالذات لن أتحدث كثيرا عن أخطاء الحكام.. لأن أخطاءهم تجاه التعاون أعتقد أنها تجاوزت الحدود.. ولا يمكن حصرها..!
نزف مخيف من الأخطاء التحكيمية القاتلة في ملاعبنا وفي مراحل مهمة من وقت الحسم.. التي ستؤدي بشكل أو بآخر على إثارة المشاعر.. وضياع نتائج الفرق.. وكسر أقدام وصدور اللاعبين.. نأمل فيما تبقى ألا يكمل الحكام على بقايا أمل الفرق.. وعلى اللجنة مراجعة أوراقها بشكل أكثر دقة.. حتى لا تهدر جهود هذه الأندية المسكينة..!
بقايا..
** إلى رغبة الفوز والأداء المميز فقد تميز الأداء الهلالي أمام الوحدة بلياقة بدنية عالية رغم الإرهاق لجل لاعبيه حيث وضح حيوية لاعبيه وسرعتهم في الانتشار.
**مداخلات بعض الإداريين غالبا ما تكون بطريقة المشجعين..!
** النادي الكبير دائما يكسر كل (القواعد) و(القناعات) ففاز في أهم مبارياته بدون مدربه وأبرز نجومه وخارج أرضه..!
** بعد الفوز على سدوس ليس هناك أفضل من الوقت الراهن للتعاون للعمل بهدوء بعيدا عن أية ضغوطات لبناء فريق يكون البقاء فيه للأصلح.. لا للأقرب..!
** ناشي العرماني نجم تعاوني (خذله) المدرب وتخلى عنه (الحظ)..!
** الأمير فهد بن محمد اسم ظل (وفيا) مع جميع الإدارات الهلالية المتعاقبة وبقي الإعلام بعيدا عن إنصافه..!
** لا جديد في (إبداع) الدعيع فهو النجم الحاضر في جميع المناسبات.
** الأخطاء (الفادحة) التي تحدث عنها الحسن اليامى في فريقه لم تحدث سوى في مباراة الاتحاد يالها من صدف عجيبة..!
** مازال صاحب (النوادر) يتحفنا بنوادره..!
** انطباعات الفوز الأخير سطرها رئيس النادي مدعمة بالختم والتوقيع وأرسلها لمكاتب الصحف..!
آخر الكلام..
لابد أن نسجل إعجابنا لبوسيرو في مؤتمره الصحفي الأخير بعدم الرد على المدرب الإيراني دائي وعدم مجاراته بتحديات لن نجني من ورائها أي فائدة..!
Yazid1_5@hotmail.com