«الجزيرة» - ندى الربيعة
أقيمت مساء الثلاثاء الماضي في قاعة مكارم بفندق الماريوت حفل الزي المغربي الشعبي والتراثي الذي أقامته (سند) لدعم الأطفال المرضى بالسرطان بالتعاون مع الفيدرالية المغربية وذلك على شرف الأميرة للا سلمى حرم ملك المملكة المغربية وصاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز وعدد غفير من صاحبات السمو الملكي وبحضور عدد من الجمعيات الخيرية والجالية المغربية وسيدات الأعمال السعوديات، وقد بدأت الأمسية بالسلام الملكي المغربي والسعودي ثم تلاها كلمة ترحيبية للأميرة عادلة بنت عبدالله رحبت فيها بالأميرة للا سلمى وبجميع الحضور ثم تلتها كلمة للأميرة للا سلمى حيث عبرت فيها عن شكرها للأميرة عادلة بدعوتها للمشاركة في هذه الأمسية وقد أبدت ارتياحها لهذه الزيارة حيث ترأس سموها جمعية للسرطان بالمغرب الشقيق، وأضافت أن هذه الزيارة سيعقبها زيارات متكررة لما فيه مصلحة الجميع، ثم تلاها عرض للأزياء الشعبية للمصممات نجية العبادي ومريم بن عمور وزينب الجندي والبير واكتين وفريدريك من دزلة المغرب..
وفي هذا الصدد عبرت الأميرة عادلة بنت عبدالله عن سعادتها باستضافة الفيدرالية المغربية لكبار مصممي الزي التقليدي المغربي وهي فكرة جميلة لإحياء الزي الشعبي بتكوين فيدرالية تجمع المصممين وتساعدهم وتدعمهم وتسعى إلى انتشاره وتطوره بين المجتمعات العربية والمجتمعات الأخرى فالقفطان المغربي يعتبره إخواننا في المغرب إرثا ثقافيا يجب المحافظة عليه.
وأضافت سموها بأن الفيدرالية المغربية كانت لها عدة أنشطة وعروض للقفطان المغربي خارج الدول العربية وأبدوا رغبتهم بالعرض داخل المملكة لتعزيز أهمية الزي التراثي وانعكاسه على العادات والتقاليد في المجتمعات وطريقة لتوثيق مراحل حياتنا العربية تاريخياً فما نراه بالخارج يحكي قصصا وأبعادا أخرى لهم وأملنا جميعاً كدول عربية أن تكون هناك جهة تجمع وتدعم مصممي الزي التراثي وربما يكون هناك متحف للزي التراثي السعودي..
وعن إمكانية تكرار مثل هذه المناسبات لدولة عربية أخرى كتونس والجزائر أو إحدى الدول العربية والأجنبية تقول سموها: نحن نتمنى أن تستمر مثل هذه الملتقيات العربية ولكن من الصعب علينا هنا في المملكة أن ننتقي المصممين المحافظين على الموروث لأن هناك معايير محددة تحدد مصممي الزي التقليدي فيجب أن يكون هناك جهة متخصصة بهذا المجال لتعطينا الرخصة لإقامة مثل هذه المناسبات لأننا نهدف أخيراً إلى تقديم عمل ثقافي يعكس الحضارة العربية والأجنبية.
وفي لقاء مع حرم سفير المملكة المغربية السيدة فايزة الرفاعي عبرت عن سعادتها بحضور الأميرة للا سلمى وتلبيتها دعوة سمو الأميرة عادلة بنت عبدالله الذي أعطى طابعاً مميزاً لحفل القفطان المغربي الذي أصبح مشهوراً عالمياً ولكن الآن لم يعد كما في السابق بصورته الأصلية بل أدخلت عليه بعض التغييرات لمحاولة مواكبة الأذواق العصرية، مضيفةً أن من ميزة القفطان المغربي هو أنه بإمكان أي امرأة في أنحاء الوطن العربي ارتداءه فهو مناسب لجميع الأذواق ويوحي بالأنوثة ويحظى بإعجاب المرأة السعودية لاقتنائه وارتدائه وأتوقع أنه اليوم سيشهد إقبالاً أكثر من قبل السيدات السعوديات.
من جانب آخر عبرت سمو الأميرة نوف بنت فيصل (رئيسة مجلس إدارة شركة نيارة) عن أهمية حفل اليوم قائلةً: ليس الهدف الأساسي من حفل اليوم القفطان المغربي رغم تميزه وأناقته بل هناك أهمية أعظم وهي اجتماعنا مع الأخوات المغربيات على صعيدين مهمين أولاهما دعم العمل الخيري والآخر تعزيز الجانب الاجتماعي وتبادل الثقافات والمعرفة وهذا أهم ما يميز هذه اللقاءات.. وعن مشاركة الدول العربية في معارض شركة نيارة واحتمال إقامتها لمثل هذا الملتقى، تقول سموها: إن هناك تعاوناً كبيراً بجميع معارض نيارة يجمعنا بعارضين من جميع الدول العربية ودول الخليج ومن دول العالم مثل أوروبا والهند وباكستان وأتمنى دائماً أن يكون المجتمع السعودي بأفراده ملتقى لجميع الثقافات والخبرات من العرب والعالم في كافة الدول.
فيما بينت رئيسة الفيدرالية المغربية المصممة نجية العبادي أن مشاركتهم في السعودية بحضور الأميرة للا سلمى والأميرة عادلة لهو شرف كبير وتشجيع للاستمرار في عمل مثل هذه المناسبات الخيرية لنشر ثقافة عمل الخير ولإبراز القفطان المغربي بصورة مشرفة تعكس صورة تراث وأصالة وعراقة البلد الذي نبع منه. وتضيف: تم إهداء قفطان من كل مصممة لجمعية سند الخيرية ليعود ريعه للأعمال الخيرية التي تقوم بها الجمعية وذلك إيماناً منا كمصممين بوجوب التعاون بين البلدان العربية في عمل خيري. وتستطرد المصممة نجية عن مشاركاتهم الخارجية قائلةً: كانت لنا مشاركات لعرض القفطان المغربي في عدة دول أوروبية وأمريكية وإسبانيا بهدف التعريف بالزي المغربي العريق والذي لابد أن يتعرف عليها العالم فكل دولة نلمس فيها إقبالاً بشكل مختلف ويقتبسون منه بعض اللمسات التي تناسب زيهم المعتاد ومما أعجبهم الخامات المستخدمة والتطريز اليدوي المتقن.
وعبرت كل من السيدة نادية مصلح والسيدة ثريا عباس وشريفة نجاة السباعي من الجالية المغربية عن سعادتهن بما رأينه ويشعرن بفخر حينما يرين القفطان المغربي ينتشر بين الأواسط العربية سواءً للتعرف عليه أو لاقتنائه فهو يعبر عن تراث وأصالة بلد المغرب. وتضيف السيدة أمل بن ناس: القفطان المغربي هو فستان المرأة المغربية تحافظ عليه كتراث مثلما المقتنيات الثمينة لديها فهو مهم جداً والقفطان المغربي بالنسبة للمرأة السعودية معروف لديها ولا تنقصها أي فكرة أو معلومة عنه وما رأيناه اليوم هو تجانس البلدين في أعمال خيرية وثقافية.
البروفيسورة هند الخثيلة: (جامعة الملك سعود كلية التربية - قسم إدارة التعليم الجامعي) تقول إنها مبادرة يتضح فيها التفاعل المتميز من حيث الالتقاء السامي الخيري فنحن نحتاج لمثل هذه الملتقيات العربية وأعتقد أن المرأة السعودية قادرة على تخطي كل الحواجز والقيود لتلتقي بأخواتها في العالم العربي ومثل هذه الاحتفالية شيء يثلج الصدر ونتباهى به من حيث الفكرة ففيها نوع من المبادرة المختلفة كوننا نلتقي بأخواتنا المغربيات بحضور حرم العاهل المغربي تحت مظلة عمل خيري يعود ريعه لشريحة مهمة في المجتمع وبحاجة للدعم.
الأستاذة العنود الخثيلة إحدى الحاضرات تقول: جميل جداً أن نرى حضور الجالية المغربية وبعض الجاليات العربية تجمعنا أمسية عربية لعرض القفطان المغربي ولكن الأجمل هو هدف جمعية سند الخيرية وهو باعتباري الهدف الأسمى واهتمامها بحفل اليوم بمشاركة جميع الجمعيات الخيرية التي تعنى بالسرطان والتي تهم شريحة كبيرة من المجتمع داخلياً وخارجياً وهذا ما شجعنا للحضور وأتمنى أن تنتشر فروع الجمعيات الخيرية في جميع مناطق المملكة لتعم فائدتها بين أوساط المجتمع.