من الصعب تعيين موظفين أكفاء، ومن الأصعب تعيين موظفين فعالين، لكن الأهم من اختيار الموظفين وتعيينهم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتوجيهه وإرشاده نحو النجاح والتقدم. ويرى الخبير (جاك ويلش) أنه ينبغي قبل التفكير في تقييم المؤهلات الوظيفية المطلوبة في الموظف أن يجتاز الموظف ثلاثة اختبارات أساسية، أولها اختبار الاستقامة والنزاهة؛ فالنزيهون يقولون الحق ولا يحنثون بكلمتهم، والاختبار الثاني هو اختبار الذكاء؛ فالأذكياء شغوفون بالمعرفة، ويتمتعون بدراية واسعة بطبيعة عملهم، فضلاً عن فن قيادة الآخرين نحو النجاح في عالم يشوبه اللبس والغموض، والاختبار الثالث هو اختبار النضج النفسي؛ حيث يتمكن الموظف من مواجهة ما يقابله من ضغوط وصدمات بنفس مستوى الصمود والتقبل والارتياح الذي يستقبل به مزايا النجاح ويستمتع بها. ولكي يتمكن المديرون التنفيذيون من تعيين أفضل الموظفين يوصي (ويلش) بالتحقق من حماس الموظفين للعمل وامتلاك كل موظف الحوافز الأربعة الذهبية التي من شأنها تفعيل وإنجاح أي مشروع، أولها هو الطاقة الإيجابية التي تدفع الإنسان نحو النجاح والتقدم، والثاني هو إمداد الآخرين بنفس الطاقة الإيجابية وإلهامهم واستنفارهم لبلوغ المستحيل، وثالث الحوافز الأربعة هو الشجاعة الكافية لاتخاذ القرارات التي تلقى القبول أو الرفض على حد سواء، أي اتخاذ القرارات الصحيحة سواء كانت تحظى بقبول الآخرين أو رفضهم، والحافز الرابع يتمثل في إنجاز المهام وإتمام الأعمال على أكمل وجه، يلي ذلك التأكد من الحماس المتأجج للإنجاز وإخلاصه في أداء واجباته.
وفي الوقت الذي يقوم فيه معظم المديرين حول العالم باختبار الموظفين الجدد إلا أن (وليش) يرى أن قليلا منهم يتمتع بتلك الموهبة الفريدة لاختيار الموظفين الموهوبين، ويقول: أولئك هم حقا من يجب الاعتماد عليهم في التعرُّف على الموظف الذي يبلي بلاء حسنا في أوقات الشدائد.