غزة - بلال أبو دقة:
اعترفت إسرائيل ضمنياً بشن غارة على قافلة شاحنات في الأراضي السودانية على بعد 1400 كيلومتر عن إسرائيل بادعاء أنها كانت محملة بأسلحة لحركة حماس في قطاع غزة..
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته, أيهود أولمرت الخميس: (إن إسرائيل توجه ضربات في أماكن بعيدة وقريبة)، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أولمرت خلال مؤتمر في أكاديمية هرتسيليا قوله: (إننا نعمل في أي مكان يمكننا فيه ضرب قواعد الإرهاب، ونوجه ضربات في أماكن قريبة وبعيدة تؤدي إلى تقوية وزيادة الردع).
وفي السياق ذاته قال الخبير العسكري الإسرائيلي (ألكس فيشمان): (إن بين الأسلحة التي كانت في الشاحنات صواريخ يصل مداها إلى 70 كيلومتراً وقادرة على ضرب تل أبيب.. وبعد تأكيد السودان وقوع غارتين على شاحنات تحمل أسلحة يعتقد أنها كانت في طريقها إلى قطاع غزة بإحدى مناطق شمال شرقي البلاد أواخر يناير وأوائل فبراير الماضيين، ونفي القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا ضلوعها في هذه الغارات، اتجهت أصابع الاتهام إلى وقوف إسرائيل خلف هذه الهجمات.
ويقول الخبراء العسكريون: إنه اتهام قابل للتحقق، باعتبار أن الطيران الحربي الإسرائيلي قادر لوجستياً على الوصول لمكان الغارة بسهولة، انطلاقاً من القاعدة الجوية الإسرائيلية المسماة (حتسريم) في مدينة بئر السبع.. مروراً بعرض البحر الأحمر، الذي يُعد منطقة دولية مسموحاً للطيران الإسرائيلي العبور فوقها، وصولاً إلى السودان، التي لا تمتلك تكنولوجيات لا لرصدها أو الاشتباك معها.
بدورها نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نفياً قاطعاً أن تكون القافلة التي قصفتها الطائرات الأمريكية في شهري كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) الماضيين لهما علاقة من قريب أو من بعيد بنقل الأسلحة إلى قطاع غزة، وأكدت أن ذلك ليس إلا مبررات كاذبة لبدء الحرب على السودان.
ووصف د. صلاح البردويل عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة (حماس) في تصريح صحافي الحديث عن سلاح مهرب من السودان إلى غزة بأنه كلام مثير للسخرية، وقال: هذه المعلومات التي تتحدث عن وجود أسلحة في قافلة السيارات التي استهدفتها الطائرات الأمريكية الإسرائيلية في السودان مثيرة للسخرية حقيقة، وهي ليست إلا مبرراً لاستهداف السودان.