حوار - عادل أبو هاشم:
عبر الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة عن تقدير وامتنان الشعب الفلسطيني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أعلن في قمة الكويت الاقتصادية عن تقديم مليار دولار لإعادة أعمار ما دمره الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة في دلالة واضحة على المواقف المبدئية للأشقاء في المملكة، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين.
وأكد الدكتور أحمد بحر أن موقف الملك عبد الله بن عبد العزيز والمملكة والشعب السعودي الشقيق هم خير سند للقضية الفلسطينية في كافة مراحلها على الصعيد السياسي أو المالي، وحرصها المستمر على وحدة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وقال الدكتور أحمد بحر في حوار خص به صحيفة (الجزيرة) خلال زيارته الرسمية للمملكة على رأس وفد برلماني فلسطيني يضم كلا من: النائب الدكتور مروان أبو راس والنائب أحمد أبو حلبية والنائب عبد الرحمن الجمل: إن المملكة العربية السعودية التي تحتضن القضية الفلسطينية قضية وشعبًا ومقدسات منذ بدايات هذه القضية في النصف الأول من القرن العشرين على عهد المغفور له الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وإلى اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لا تألو جهدًا في دعم مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ودعم الشعب الفلسطيني ماديًا وسياسيًا ومعنويا من أجل استرداد كامل الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ورفع الحصار الإسرائيلي الظالم على الشعب الفلسطيني.
وحول ما وصل إليه الحوار الفلسطيني في القاهرة قال الدكتور بحر: لا زالت بعض القضايا موضع خلاف ولم يتم التوصل لاتفاق حولها، وخاصة ما يتعلق ببرنامج أي حكومة فلسطينية قادمة وقد اتفق على شكلها العام أن تكون حكومة توافق فلسطيني وهنا الخلاف حول اعتراف الحكومة القادمة بإسرائيل وهذه القضية قلنا بوضوح إن اتفاق مكة يحل هذه الإشكالية، وقد أعلنت أن اتفاق مكة هو أساس وقاعدة أساسية لحل غالبية القضايا الخلافية في الحوار في القاهرة لأنه تضمن كافة القضايا.
وقد استهل الحوار بالسؤال التالي:
* كيف تقيمون زيارتكم للمملكة العربية السعودية؟
- لقد كانت زيارة موفقه بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الذي أعطى التوجيهات الكريمة باستضافة الوفد والالتقاء بالمسؤولين وعلى رأسهم رئيس مجلس الشورى الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ حيث جرت لقاءات عدة بأعضاء مجلس الشورى وقد نقلنا لهم واقع الأحداث في فلسطين والعدوان الصهيوني المتواصل ضد شعبنا المرابط على أرضه، وقد لمسنا لديهم الاهتمام الشديد بالزيارة والاطلاع ومعرفة حقيقة ما يحدث من عدوان وخاصة بعد الحرب على غزة.
* ما هي القضايا التي طرحت في هذه اللقاءات؟
- في الحقيقة طرحنا عدة قضايا وملفات أمام المسؤولين العرب والمسلمين الذين التقيناهم سواء في المملكة العربية السعودية الشقيقة أو الدول العربية والإسلامية التي زرناها وهي ملفات إعادة إعمار غزة وبأسرع ما يمكن والذي يرتبط ارتباطا شديدا باستمرار معاناة الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة؛ حيث لا زالت تعيش آلاف الأسر الفلسطينية في خيام في جو بارد وممطر في قطاع غزة وأكدنا رفضنا لتسييس هذا الملف باعتباره ملفا إنسانيا يرتبط باحتياجات المواطنين، وقد لمسنا تفهما لذلك، وهنا نعبر عن تقدير وامتنان الشعب الفلسطيني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أعلن في قمة الكويت الاقتصادية عن تقديم مليار دولار لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة في دلالة واضحة على المواقف البطولية والشجاعة للأشقاء في المملكة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، ونؤكد أن موقف جلالة الملك والمملكة والشعب السعودي الشقيق هم خير سند للقضية الفلسطينية في كافة مراحلها، على الصعيد السياسي أو المالي.
* متى ستتواصل جولتكم الخارجية وما هي نتائجها؟
- نؤكد أن هذه الجولة لوفد المجلس التشريعي الفلسطيني جاءت بعد الحرب الصهيونية على غزة وتهدف لحشد الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية من خلال نقل صورة وحجم الحرب القذرة التي شنها العدو الصهيوني وحجم الدمار الذي أحدثه ضد المدنيين ووضع الأشقاء في صورة ما حدث وقد لمسنا تأثرا كبيرا مما سمعوا عن الجرائم والمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال، وقد أكد الإعلام الصهيوني المجازر التي تحدثنا عنها، وطالبنا بتشكيل لوبي عربي ودولي للضغط لتشكيل محكمة دولية لمحاكمة قادة الإرهاب الصهاينة.
وتم شرح معاناة المواطنين الفلسطينيين بسبب استمرار الحصار ومنه إدخال المواد الأساسية من مواد بناء ووقود وكل مقومات الحياة، ومحاولة ابتزاز الشعب الفلسطيني في قضية الإعمار وفتح المعابر بعد أن فشل العدو في تحقيق أهدافه عسكريا.
وقدمنا شرحنا مفصلا للمسؤولين العرب والمسلمين عن ما يحدث في مدينة القدس المحتلة وخاصة مخططات العدو لهدم المسجد الأقصى المبارك وسياسة التهجير للمواطنين الفلسطينيين التي تمارسها الحكومة الصهيونية في القدس من خلال هدم المنازل وسحب الهويات وإحلال مهاجرين صهاينة من دول افريقية وأوروبا مكان المواطنين الفلسطينيين الأصليين إضافة لسياسة هدم المساجد ومقابر المسلمين وخاصة قبور الصحابة رضي الله عنهم.
* متي سيستأنف الحوار الفلسطيني؟ وكيف ترى مجريات الحوار؟
- تم التوافق في الفصائل الفلسطينية والأشقاء في جمهورية مصر العربية التي تستضيف وترعى الحوار على أن يستأنف في بداية شهر أبريل القادم كي تتمكن كافة الفصائل الفلسطينية من التشاور في القضايا التي لا زالت موضع خلاف، ولم يتم التوصل لاتفاق حولها وخاصة ما يتعلق ببرنامج أي حكومة فلسطينية قادمة، وقد اتفق على شكلها العام أن تكون حكومة توافق فلسطيني وهنا الخلاف حول اعتراف الحكومة القادمة بإسرائيل وهذه القضية قلنا بوضوح إن اتفاق مكة يحل هذه الإشكالية وقد أعلنت أن اتفاق مكة هو أساس وقاعدة أساسية لحل غالبية القضايا الخلافية في الحوار في القاهرة لأنه تضمن كافة القضايا وبينها تشكيل الحكومة والتي تم بموجبها تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الحادية عشرة برئاسة الأخ إسماعيل هنية، ونالت الثقة في المجلس التشريعي بأغلبية الأعضاء قد تكون أعلى ثقة لأي حكومة فلسطينية.
وأننا متفائل بمجريات الحوار، وما حدث للآن إيجابي بعد حالة من الجمود في العلاقات الفلسطينية الداخلية واستطاع أن يعيد الجميع إلى طاولة المفاوضات دون شروط لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني.
* لا زالت إسرئيل تتملص في قضية الجندي الصهيوني الأسير في غزة وتعتقل مزيدا من النواب الفلسطينيين؟
- منذ اللحظة الأولى لأسر الجندي الصهيوني أعلنت المقاومة الفلسطينية عن شروطها ولم تغير من معاييرها وقدمتها للعدو عبر الأشقاء المصريين، وقد وافق العدو في عدة مراحل على تلبية شروطها وهي إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني من أصل 11 ألف أسير فلسطيني يكون ضمن آلاف المرضى والأطفال والنساء و450 أسير قضوا عشرات السنوات في سجون الاحتلال ومحكومين بأحكام عالية تصل إلى الآلاف من السنين.
وحاول العدو في مراحل عدة ابتزاز المقاومة ومحاولة الوصول للجندي الأسير في غزة من خلال عمليات عسكرية واجتياحات متكررة ولكنه فشل في الوصول إليه أو إطلاق سراحه والذي يرجع ليقظة المقاومة الفلسطينية وخاصة أن صفقة الأسير جلعاد شاليط هي الأمل لمئات الأسر الفلسطينية التي لا زالت تنتظر أبناءها منذ عشرات السنوات وينهي معاناة ألف أسرة فلسطينية.
وحاول العدو ابتزاز القيادة الفلسطينية من خلال استهداف المجلس التشريعي المنتخب واعتقال ما يزيد عن أربعين نائباً بينهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دويك والعديد من الوزراء والمسؤولين لكن لم ولن يستطيعوا أن ينالوا ذلك.
* كيف تقيمون جولتكم الخارجية؟ ومتى ستستمر؟
- نرى أنها كانت ناجحة في إيصال صوت شعبنا الفلسطيني الذي يعاني في فلسطين واطلعنا الأشقاء العرب والمسلمين على حجم العدوان الصهيوني على قطاع غزة والاستيطان في الضفة الغربية وتهويد مدينة القدس، وشددنا على ضرورة الإسراع في إعادة الإعمار في قطاع غزة وحشد مزيد من الدعم السياسي والمالي لصالح شعبنا الفلسطيني.
وستتواصل الجولة والتي تم خلالها زيارة الأشقاء في سوريا وعمان وإيران والبحرين وإندونيسيا وقطر والآن في المملكة العربية السعودية وقريبا سنزور عددا من الدول تلقينا دعوات منها وهذا يظهر درجة الاهتمام لدى الأشقاء العرب والمسلمين للوقوف على حقيقة ما يحدث في فلسطين.
* كيف تقيمون دعم المملكة العربية السعودية للقضية الفلسطينية؟
- إن المملكة العربية السعودية التي تحتضن القضية الفلسطينية قضية وشعبًا ومقدسات منذ بدايات هذه القضية في النصف الأول من القرن العشرين على عهد المغفور له الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - والى اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لا تألو جهدًا في دعم مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ودعم الشعب الفلسطيني ماديًا وسياسيًا ومعنويا من أجل استرداد كامل الحقوق الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ورفع الحصار الإسرائيلي الظالم على الشعب الفلسطيني.
فمنذ أكثر من ستين عاما ظلت قضية حقوق الشعب الفلسطيني في صدارة استراتيجية العمل السياسي والدعم المادي والدبلوماسي من حكومة المملكة وشعبها، وظل الموقف السعودي دائمًا بجانب ما يريده الشعب الفلسطيني دون إملاء مواقف أو محاولات استيعاب أو متاجرة بالشعارات، ولم يتوان يوما عن تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني واسترجاع حقوقه المشروعة، وظلت المملكة وفية لمبادئها في دعم القضية الفلسطينية وجهاد الشعب الفلسطيني سياسيًا وماديًا ومعنويًا، وبقيت على الدوام عمقًا استراتيجيًا للمجاهد الفلسطيني ولا أدل على ذلك من الدور الذي تضطلع به المملكة هذه الأيام على الساحتين العربية والدولية في دعم ومؤازرة ومساندة صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وفي رفع الحصار الإسرائيلي الظالم على أهلنا في قطاع غزة.