الدوحة - موفد الجزيرة - سعد العجيبان
استحوذ موضوع المصالحة العربية على النصيب الأكبر من المداولات والنقاشات في الجلسة التشاورية الاستثنائية لوزراء الخارجية العرب عشية اجتماعهم التحضيري الذي يبدأ صباح اليوم السبت، حيث ستتطرق مناقشات وزراء الخارجية إلى ملفات أكثر سخونة تمهيداً لانطلاق أعمال القمة العربية الحادية والعشرين بعد غد الاثنين في الدوحة.
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي أكد قبيل الاجتماع التشاوري أن قمة الدوحة ستشدد في بيانها الختامي على موقف عربي موحد متضامن مع الرئيس السوداني عمر البشير وأنها ستناقش مجمل القضايا العربية المهمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والعراق. وقال إنه سيكون هناك قرار خاص فيما يتعلق بمذكرة اعتقال البشير.
وساد الجلسة التشاورية (المغلقة) مساء أمس بوادر ارتياح وضحت معالمه على وجوه معظم وزراء الخارجية إثر خروجهم من الاجتماع الذي دام قرابة ثلاثة ساعات متواصلة. وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى عقب الجلسة وجود تطابق ملحوظ في وجهات النظر على معظم القضايا المطروحة، مشيراً إلى غياب الحساسية بين الدول الأعضاء، على الرغم من وجود نقاط صغيرة - على حد تعبيره - لا بد أن يتم الاتفاق عليها.
وحول تناول المصالحة العربية خلال الاجتماع قال موسى: نحن لا نريد موضوع الشعارات.. وأود القول بأن المصالحة العربية موضوع أساسي، وهناك نقاط كثيرة تتطلب منا المصارحة والشفافية، وقد تم ذلك بناءً على ورقة عمل مقدمة.
وأكد عمرو موسى أن المشاكل القائمة على الساحة العربية في طريقها للزوال، داعياً إلى مناقشة تلك المشاكل بعمق وصراحة.
وأكد موسى أن الدول العربية تواجه تحديات ضخمة سواء في المشاكل التي تتعلق بعملية السلام أو الأمن أو التنمية أو غيرها، مشدداً على ضرورة ألا تكون المصالحة على طريق (عفا الله عما سلف) وقال: (فذلك لا يكفي بل يتعين الغوص في مضمون المشاكل والخلافات التي كانت السبب في ما وصل إليه الوضع الراهن، وأن نتفق على بعض الموضوعات وكيفية علاجها).
وأشار إلى أن هذا الوضع تسبب في الكثير من المشاكل والعقبات. وحول الورقة التي قدمها بشأن المصالحة والخلافات العربية، قال: نعم قدمت ورقة لكافة الحكومات العربية المسؤولة حول تلك الموضوعات وتم البحث ومناقشة ضرورة البحث في كيفية علاجها بعيداً عن المجاملات.
وأكد أنه تمت مناقشة الورقة بعمق وأنه قدم مقترحات محددة للقادة العرب حول كيفية التعامل مع هذه القضايا وتلقى ردوداً كثيرة عليها.. مجدداً تأكيده على أن الكل منشغل ورافض للحالة المتردية التي نحن عليها الآن.
وحول العلاقات العربية - الإيرانية وإذا كانت مطروحة على جدول أعمال القمة، بين أن موضوع العلاقات مع إيران مطروح فهو جزء من الواقع الموجود في المنطقة ومن الخلافات التي أعرب عن أمله بأن تتقلص وتختفي.. وقال موسى: إن هذه القمة عربية ومشاركة أي مسؤول إيرانى لن تنعكس بالسلب عليه.
واكتفى موسى بالصمت عندما سئل عن سبب غياب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن الجلسة التشاورية المنعقدة في الدوحة أمس، وربما عن الجلسة الرسمية للجلسة التحضيرية لوزراء الخارجية العرب والمقرر عقدها صباح اليوم السبت.
وحول احتمال عدم مشاركة الرئيس المصري وملك الأردن قال: لا أستطيع أن أجيب عن أية دولة عضو، وجدد أن الحضور في القمة سيكون كبيراً وأكد أنه مطمئن على مستوى التمثيل والمشاركة في القمة، مشيراً إلى أنه ليس من المطلوب حضور كل القادة وأن جميع الدول ستشارك في القمة وعلى مستويات مختلفة.
وحول إمكانية مشاركة الرئيس السوداني في القمة، قال: إن هذا القرار شأن للرئيس السوداني وحده وهو صاحب الحق فله أن يشارك بنفسه أو يكلف من يريد، وأرجو أن يكون لدى أي من يهدد رصانة، ولا أعتقد أن هذا التهديد قائم خصوصاً وأنها مجرد اتهامات ولا يوجد قرار بالتعرض للبشير كما لا يوجد أي التزام بهذا الشأن.