وصلتني كثير من الرسائل الإلكترونية (الإيميلات) من عدد من العواصم الأوروبية من مواطنين وعرب لاحظوا قيام أشخاص بالتظاهر أمام سفارات المملكة وخاصة في لندن والعواصم الأوروبية المهمة، وأن هؤلاء المتظاهرين تؤكد لهجاتهم أنهم من غير العرب، إذ تفضحهم لَكْنتهم ونطقهم للكلمات العربية، فحرف (الذال) يتحول إلى (زاي)، والحرية ينطقونها (هرية) وهكذا. وقد تتبع بعض الأخوة العرب الشرفاء الذين أرسلوا رسائل، تتبع هؤلاء المتظاهرين الملثمين بعد انتهاء المظاهرة وراقبوهم أياماً عدة سبقت إرسال الرسائل، ليكتشفوا أن هؤلاء المتظاهرين جلهم إنْ لم يكونوا جميعهم من موظفي السفارات الإيرانية العاملين في أوروبا، وبخاصة العاملون في السفارة الإيرانية في لندن، وقد أكد أصحاب الرسائل معلوماتهم هذه بصور بينت الهوية الحقيقية للمتظاهرين من خلال مقارنة الصور للمتظاهرين المتلثمين، والصور الحقيقية لهم بعد نزع اللثام حيث تم تصويرهم من قبل الذين راقبوهم وتتبعوهم من الأخوة العرب والمسلمين الذين ساءهم التشويه المتعمد الذي يقوم به هؤلاء الغوغائيون لسمعة دولة إسلامية عربية كبرى، يحفل سجلها بالأعمال الكبيرة لخدمة الأمة العربية والإسلامية، وتفانيها في رعاية المقدسات الإسلامية خاصة الحرمين الشريفين اللذين شهدا أكبر توسع لهما في عهد الدولة السعودية، كما حظي الحجاج والمعتمرون والزوار بعناية فائقة لا نجدها عند الدول الأخرى، فملايين الحجاج والمعتمرين والزوار المسلمين تقدم لهم الدولة السعودية كل رعاية وكل الإمكانات وتجند كل مؤسسات وأجهزة الدولة، بل إن كل سعودي يصبح مجنداً لخدمة ضيوف الوطن في موسم الحج، والمنصفون يعلمون أن الدولة السعودية تخصص مبالغ طائلة للصرف على المقدسات الإسلامية والصرف على راحة وأمن وخدمة الحجاج والمعتمرين والزوار دون أي مقابل مادي، ولا تنتظر مدحاً أو شكراً وإنما تقوم بعملها هذا تأدية لواجبها الشرعي.

ولكن أن تؤدي الدولة واجبها الشرعي ويتفانى مواطنوها لخدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين والزوار، وتظهر فئة ضالة ومشاغبة تتظاهر حول السفارات السعودية مدفوعة من دولة أخرى لأهداف سياسية وطائفية فهذا أمر مرفوض وغير مقبول إطلاقاً، وإن كنا ما زلنا نتحلى بالحكمة وضبط النفس، فإن للصبر حدودا.. وضبط النفس لن يستمر طويلاً خاصة مع تمادي المشاغبين في أفعالهم المشينة.