Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/03/2009 G Issue 13326
الثلاثاء 27 ربيع الأول 1430   العدد  13326
شيء من
الأحمد موقوف عن التدريس في جامعة الإمام
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

 

كنت قد كتبت الأحد ما قبل الماضي موضوعاً بعنوان: (التذرع بالمناصحة والإسفاف في الاتهام)، وكان عن تصريح مُسف للدكتور يوسف عبدالله الأحمد الذي كان يُعرّف بنفسه على أنه (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام)، حول معرض الكتاب، والعاملين في وزارة الثقافة والإعلام، الذين وصفهم فيه - هداه الله - بالنفاق والخيانة.

بعد نشر المقال اتصل بي هاتفياً أحد منسوبي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأكد لي أن الدكتور يوسف الأحمد لم يعد عضواً يمارس مهامه التدريسية كغيره من أعضاء هيئة التدريس، فقد جرى (إيقافه) عن التدريس في الجامعة منذ (سنوات)، ولا يمارس الآن أي مهام تدريسية أو إدارية في الجامعة، وأن وجوده كعضو في هيئة التدريس يعود لأسباب إجرائية متعلقة بالأنظمة، لأن الإقصاء من الوظيفة ليس من صلاحيات إدارة الجامعة. شكرت الأخ العزيز على تجاوبه، وحرصه على سمعة الجامعة المنتسب إليها.

إيقاف المذكور عن التدريس هو بلا شك يدل على أن الجامعة متنبهة إلى تجاوزاته الكثيرة. وقرار الإيقاف هذا لا بد أن يكون قراراً نظامياً وليس تعسفياً، مما يؤكد أمرين: أولهما: ان جامعة الإمام تمارس بالفعل مراقبة وتتبع نشاطات منسوبيها، وتتعامل معهم، ومع إسفافهم (بحزم)، وهو أمر يبعث على الاطمئنان. الأمر الآخر: اننا في حاجة ماسة إلى التنسيق بين الجهات والمؤسسات الحكومية. فعلى الرغم من أن الدكتور الأحمد (مبعد) عن ممارسة المهمة التعليمية في المؤسسة الأكاديمية التي ينتمي إليها، فإنه (ما زال) يقوم بنشاطات ومحاضرات خارج الجامعة، لعل آخرها إلقاؤه محاضرة مفتوحة في (المجمعة) قبل أسابيع، وأخرى في جامعة الملك سعود، فإذا كان موقوفاً من قِبل الجامعة -التي ينتسب إليها - من إلقاء المحاضرات، بسبب تجاوزاته، فإن إبعاده يجب أن يمتد إلى جميع نشاطاته الدعوية الأخرى، وإلا فإن إيقافه في الجامعة لا قيمة له.

الأمر الآخر أن المذكور على الرغم من إبعاده عن التدريس في الجامعة، سمح لنفسه أن يتولى مهمة أكبر وأعظم وهي (الإفتاء)، لتكون الفتوى أداة لتصفية حساباته مع المجتمع الذي منعه من ممارسة العمل الأكاديمي فعلياً. و(التصريح) الذي تحدثت عنه في المقال آنف الذكر ليس الوحيد، فموقعه على الشبكة العنكبوتية يزخر بمثل هذه الفتاوى المفرطة في تهورها، والتي لم يراع فيها المنهج المتزن، والسنة النبوية في التعامل مع المخالف - على افتراض أنه مخالف - مما جعل هذا الموقع أشبه ما يكون بموقع معارض سياسي، يتعامل مع خصومه من منطلقات سياسية تحكمها المصلحة الشخصية، أو الإساءة للخصوم، وليس قوله تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، ولا المنهج الرباني الذي رسخه وأكده الإسلام، في قوله تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ).

والسؤال: هل قرأ الدكتور الأحمد هذه الآيات؟ وإذا كان قد قرأها فهل تدبرها وسار على نهجها؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها!

إلى اللقاء.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد