أعجبني وصف مدير جامعة حائل الدكتور أحمد السيف لما تشهده المملكة من تقدم وتطور وتوسع كمي ونوعي في التعليم العالي بقوله: (هي إرادة ملك)، وهو برأيي عنوان معبّر ومختصر لواقع يعيشه ويتعايش معه الدكتور السيف وغيره من مسؤولي وقيادات ومنسوبي وطلاب وطالبات الجامعات السعودية، مثلما نلمحه نحن ونلمسه ونسعد به بحكم أنه المنطلق العلمي والحيوي والحضاري لبناء الوطن وتنمية تطلعاته وعقوله ومقدراته.. نعم نحن أمام مرحلة مدهشة، وتحولات معرفية وتعليمية سريعة وشاملة ذات جودة عالية وأفكار طموحة نابعة من رغبة وحرص واهتمام ملك بحجم وإخلاص وتفاني خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله، الأمر الذي يمنحنا الاطمئنان على مستقبل أجيالنا، ويدفعنا في ذات الوقت إلى اتساع آمالنا وزيادة مساحة أحلامنا وتطلعاتنا.
اليوم وفي زيارة معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري لمنطقة حائل، ووسط هكذا أجواء صحية وتفاعلات متنوعة ومتسارعة تهدف إلى الارتقاء بمفهوم ومضمون ومخرجات التعليم العالي، وبمقدار ثقتنا بأن زيارة معاليه ستكون ناجحة ومفيدة فإننا كذلك نتطلع إلى استثمارها لتكون متناغمة ومكملة لأفكار ورؤى وخطط الدكتور السيف فيما يتعلق بمستوى وعلمية وعالمية جامعة حائل، للأسباب والظروف المشار إليها، ولأن حائل بحسب ما تنفرد به من حيث البيئة والتاريخ والموقع مؤهلة لأن تكون في مصاف الجامعات السعودية المتميزة، ليس فقط في المجالين العلمي والأكاديمي، وإنما في دورها الوطني والثقافي والاجتماعي باتجاه المجتمع الحائلي، وفي إطار البحوث العلمية والدراسات المتخصصة القادرة على الفهم والتفاهم مع هموم الناس ومتطلبات الحياة بكل متغيراتها وتناقضاتها.
حائل اليوم موعودة بنقلة حضارية، وطفرة سخية وزاهية في التعليم العالي تجيز لنا بأن نحلم وننتظر المزيد، وأن ننصف ونثمن ونقدر ونشكر كل من أعطى وأخلص وضحى من أجل نبوغ الأجيال وازدهار الوطن.
