بعد تفشي ظاهرة الحروب واندلاع العنف في أكثر من منطقة في العالم، اهتم علماء الاجتماع بالآثار النفسية التي تنتشر في أوساط المجتمعات، وقد وجد علماء الاجتماع أن الإسرائيليين إلى جانب بعض الشعوب الإفريقية وفي آسيا الشعب العراقي والأفغاني قد اكتسبوا عادة وسلوكاً عدوانياً أصبح من كثرة التعايش معه جزءاً من شخصية تلك الشعوب على الأقل في المرحلة المعاصرة. فالإسرائيليون ونتيجة عسكرة المجتمع الإسرائيلي، وغرس نظرية الأمن في عقول ونفوس الإسرائيليين بمفهوم سلبي، حيث أُقنع الإسرائيليون من قبل السياسيين ونتيجة انسياق وسائل الإعلام الإسرائيلية خلف تلك الإدعاءات أنهم غير آمنين حيث يقيمون رغم كل ما يمتلكون من أسلحة وتفوق، وأنهم لا يمكن أن يحظوا بالأمان إلا بالتخلص من الفلسطينيين سواء بالإبعاد أو الإبادة أو سجنهم في معتقلات أصبحت الأكثر اتساعاً في العالم، وأطولها زمناً.
آخر ساسة الإسرائيليين الذي اعتمد لغة التخويف وترسيخ (فوبيا الإرهاب من الفلسطينيين) العنصري المهاجر من روسيا زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) أفكور ليبرلمان الذي يطالب بإبعاد الفلسطينيين من حدود فلسطين المحتلة عام 1948م إلى أراضي الدولة الفلسطينية المقرر إقامتها على بعض الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967م، والتي سيجري التفاوض عليها، والتي (زرعها الإسرائيليون) بالمستوطنات فأصبحت تضيق بأهلها فكيف يمكنها أن تستوعب قرابة مليوني فلسطيني ممن تشبثوا بأرضهم التي احتلت عام 1948م. زرع الخوف وفوبيا الإرهاب في نفوس الإسرائيليين خلق حالة من السعار عند جميع الإسرائيليين. وقد لاحظ علماء الاجتماع لدى متابعتهم لما ينشر في الإعلام الإسرائيلي أن حالة السعار جسدها الجنود الإسرائيليون في العمليات العسكرية أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، إذ نشرت صحيفة (هآرتس) العبرية في عددها الصادر يوم أمس الأول (الأحد) وثيقة عسكرية تفضح ممارسات الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في العدوان الأخير على غزة، تضمنت معلومات حول تقييم للوضع في الميدان وأوامر من الضباط للجنود أثناء المعركة..
وتضمنت الوثيقة أوامر تسمح بإطلاق النار على سيارات الإسعاف وكذلك على أي شخص يقطع الطريق الرئيسي (شارع صلاح الدين) متوجهاً إلى الشرق لأن الجنود كانوا موجودين في تلك المنطقة..
وجاء في شهادات الجنود أن الأوامر كانت تُفضي إلى إطلاق النار من أجل القتل وليست التحذير.
ويذكر أن هذه الوثيقة تؤكد الأخبار التي وردت من قطاع غزة وكذلك الشهادات الأخيرة التي كشفتها صحيفة هآرتس في وقت سابق لجنود ارتكبوا مجازر في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة التي كانت محصلتها أكثر من 1400 شهيد وستة آلاف مصاب الغالبية العظمي منهم مدنيون.
وكان جنود إسرائيليون شاركوا في معارك غزة الأخيرة قد كشفوا أنهم قاموا بقتل مدنيين فلسطينيين عزل خلال الهجوم على قطاع غزة في نهاية كانون الأول - ديسمبر ومنتصف كانون الثاني - يناير..
وبين الشهادات التي نقلتها صحيفة (هآرتس) والإذاعة العامة وإذاعة الجيش، قصة امرأة فلسطينية قتلت مع ولديها برصاص قناص إسرائيلي لأنها ضلت طريقها بعد خروجها من منزلها..
كذلك أفاد الجنود عن قتل مسنة فلسطينية كانت تسير على بعد مئة متر من منزلها..
وفي تأكيد على أن السعار الإسرائيلي لا يقتصر على الجنود بل يمتد ليشمل كل أفراد المجتمع الإسرائيلي، دعت إحدى زعيمات المستوطنين الإسرائيليين في خطاب لها أمام جمع من الأمريكيين في إحدى المعابد اليهودية بنيويورك إلى اغتيال الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت المدعوة (نادية مطر) وهي مستوطنة وزعيمة حركة (النساء الخضر) في إسرائيل: (لا بد لنا من تدمير جميع - المنظمات الإرهابية - يجب قتل كل قادة (الإرهاب) بدءاً من عباس)..
ودعت زعيمة حركة (النساء الخضر) وهي مهاجرة بلجيكية إلى (إسرائيل) منذ عشرين عاماً، إلى إلغاء اتفاق أوسلو، وقالت: (ليس هناك فرق بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس والجهاد الإسلامي، أياً كانت الأسماء فالجميع (إرهابيون) ونحن لا نستطيع عمل سلام معهم).
وتقوم هذه المستوطنة بجولة في الولايات المتحدة في حملة لجمع التبرعات - المعفاة ضرائبياً - لصندوق دعم إسرائيل وهو صندوق يدعم ميليشيات المتطرفين الصهاينة.
jaser@al-jazirah.com.sa