امتداد للموضوع السابق الخاص بالقنوات الشعرية للتوضيح أردت القول إنني لا أقصد التشكيك بولاء أصحاب هذه القنوات، وأنا ذكرت هذا الكلام بمقالي السابق؛ فأنا مواطن من أبناء هذه البلاد الطاهرة، وأعرف أيضا أنهم مواطنون محبون لبلدهم، ولكن من الواضح أن هذه القنوات جعلت التراث يقتصر على الشعر ومزاين الإبل فقط، وأخشى أن يتبلور في أذهان المشاهدين من أبناء هذا الجيل وغيرهم أن هذا هو التراث فقط؛ لأن هذا ما يشاهده.

ولأننا أمة لا تقرأ فبالطبع لن يعرفوا شيئاً عن تراثهم وما كان عليه آباؤهم وأجدادهم في الماضي؛ لأن الوسيلة الوحيدة التي يستسقون منها المعلومات هي التلفاز والإنترنت باعتبارهما الوسيلتين الأسهل والأقل جهداً.. فإنني أود توجيه نداء إلى وزارة الإعلام والثقافة من هذا المنبر بتوجيه سياسة هذه القنوات إلى التعمق بتراث هذا الوطن كافة على مختلف أقاليمه، والتأكيد على هذه القنوات بالبُعد عن تأجيج العنصرية بين أبناء هذا الوطن، وأن يخافوا الله في هذا النشء حيث تعمد بعض هذه القنوات إلى استثارة حماسه بهذه المرحلة العمرية من أجل الكسب المادي، وليعلموا أنهم مسؤولون عن ذلك أمام الله، وكذلك توسيع نشاطها الإعلامي؛ حيث تقدم برامج توعوية، وتعليمية، وتربوية، واجتماعية واستقطاب الكوادر المؤهلة لإدارة هذه البرامج للمساهمة مع قيادة هذا الوطن لبناء مجتمع مدني يتوافق مع النهضة الحضارية التي يعيشها العالم اليوم، وهذه هي الرسالة التي من المفترض أن يحملها كل مواطن، وتتحمل وسائل الإعلام إشعار كل مواطن بهذه الرسالة، وهذا لن يتأتى إلا بحرص وسائل الإعلام على استقطاب المؤهلين وتفعيل الدور الرقابي من قبل وزارة الإعلام، وهذا ما أردت إيضاحه، والله من وراء القصد.

إلى اللقاء مع موضوع آخر