تحذير سمو رئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز من (حرب إلكترونية محتملة) في محله، وقوله: إن الحروب القادمة ستتضمن (صواريخ إلكترونية تطلق على مواقع معينة لإعدامها تماماً) عين الصواب!. وسنناقش في هذا السياق نوعاً من هذه الحروب وهو المتعلق بما يمكن أن نسميه الإرهاب الإلكتروني.
ونسأل: ما الذي يحتاجه الإرهابي من أجل أن يقوم بعملية إرهابية إلكترونية؟ والإجابة ببساطة هي أن كل ما يحتاجه هو جهاز حاسب آلي واتصال هاتفي من أجل الدخول في شبكة الإنترنت؟! فإذا توفَّر له ذلك، مع خبرة ومقدرة في التعامل مع الشبكة العنكبوتية استطاع الإرهابي أن يهدد ليس مؤسسة فحسب وإنما دولة بأكملها!.
ولنتخيل ماذا يمكن للإرهاب الإلكتروني أن يقوم به من تخريب ودمار!. إذ يمكن على سبيل المثال أن يخترق جهاز معلومات حكومي ويسرق ملفات شديدة الخطورة، أو يقتحم أنظمة مصرفية إلكترونية أو مواقع بورصة عالمية ويهدد الاقتصاد العالمي!.
كذلك يمكن للإرهابي أن ينشئ موقعاً ليبث من خلاله رسائله إلى الملايين، والأخطر أن تحمل هذه الرسائل أوامر مرمزة للقيام بأعمال إرهابية في مكان ما، ولقد ذكر خبير الإرهاب الدولي الأمريكي جابريل ويمان أن عدد المواقع الإلكترونية التي أنشأتها الجماعات الإرهابية قفز من 12 موقعاً عام 1998م إلى 4800 موقع في الوقت الحالي!.
ولذلك، فلا غرابة من أن تنشئ الولايات المتحدة الأمريكية شرطة خاصة لتعقب الإرهابيين الإلكترونيين وقد سمتها الحكومة الأمريكية شرطة الإنترنت. كما أنشأت وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) مركزاً للتعاطي مع هذا النوع من الإرهاب وأطلقت عليه اسم (مركز حرب المعلومات) ويضم نحو ألف موظف يتناوبون في العمل على مدار الساعة.
أما المملكة فقد أقر مجلس الوزراء في مارس 2007 نظاماً جديداً يتضمن عقوبات صارمة على الاستخدام غير القانوني لوسائل نقل المعلومات مثل الإنترنت والجوال. ونتذكر بفخر إنجاز وزارة الداخلية التي أعلنت في سبتمبر 2008 القبض على منتمين لتنظيم القاعدة الإرهابي كانوا يستخدمون المواقع الإلكترونية لبث رسائلهم السامة!.
ولذلك، نؤكد أن الحرب الإلكترونية ربما تكون أشد خطراً من غيرها من الحروب، لأن العدو يضرب ضربته ثم يهرب ويختفي، وقد لا يترك خلفه أي أثر!.