كتبت في صيف العام الماضي تحت عنوان (رياضة بلا ضغينة) عن تنامي الإيذاء والكراهية في وسطنا الرياضي، وعن أهمية أن نختلف ونتنافس وننتمي لأنديتنا ونحب ونعجب بنجومنا ولكن بروح رياضية عالية، وبلغة حضارية راقية خالية من الأفكار الشريرة والمضامين المتعصبة المفسدة.. بين ذلك التاريخ واليوم رأينا الكثير من الأحداث المؤلمة وسمعنا المزيد من الملاسنات والشتائم الجارحة والمؤذية لأدمية ومشاعر وأبسط حقوق البشر.
تذكرت ما كتبت وأنا أشاهد برنامج (في المرمى) واستمع واستمتع بحوار الزميل بتال القوس مع سمو رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد، تذكّرت تلك المخاوف عندما قال: إن الندم تسرّب إلى نفسه في بعض الأوقات لتوليه منصب الرئاسة في ناديه بسبب أن هناك أموراً في الرياضة تحمّل أكثر مما تتحمل ويكون (الحقد) حاضراً.
إذا كان الأمير الشهم الكريم المبادر الحضاري في مواقفه وتعاملاته المحب لوطنه الوفي لأمته المتمسك بدينه والملتزم بمبادئه والمخلص لمسؤولياته والراقي في تصريحاته ومداخلاته، إذا كان شخص بهذه السمات الرائعة قد اكتشف وشعر وتألم من وجود (الحقد) في ممارسات وأجواء الرياضة فهذا يعني أن الوضع العام بات في مرحلة احتقان خطيرة، وأن العدوانية أصبحت تتحرّك بقوة وتتدخل بازدياد في فرض نفسها على كافة الأصعدة وفي كل الظروف ومعظم الآراء والقرارات والتصرفات.
حينما يعلن الأمير عبد الرحمن عن ندمه وربما إحباطه بسبب سيطرة وانتشار الأحقاد والضغائن فهذا لأنه يفهم ويعرف ويحذر من أن (الحقد) هو سر الفشل ومصدر التدمير والمعيق للنبوغ والتطور وخطوات الإصلاح.. وقاتل إبداع الإداري والمدرب واللاعب والحكم والإعلامي، والمخرّب لعقليات وآمال وأفكار وآهات وصيحات وكلمات وأيضاً أهازيج الجماهير.
أوقفوا أحقادكم كي لا نخسر المزيد، وحتى لا نجد أنفسنا أمام رياضة طاردة للمتميزين يسودها العبث والتهور والضياع!
بطولات النصر وفيصل الأبخص
انشغل الأعزاء في النصر وأشغلونا معهم في قضية تعداد بطولاتهم، وقد كلّفهم ذلك المزيد من الجهد والعناء والبحث والمناقشات الساخنة منذ سنوات وحتى اليوم، وعلى حساب القضايا الإدارية والفنية والمالية الأهم والأكثر تأثيراً على واقع النصر وحاضره ومستقبله.
حالياً وفي الوقت الذي تتطلع فيه الجماهير النصراوية والسعودية إلى أن يعيد النصر صياغة نفسه والبدء بجد واجتهاد في بناء مقدراته وإمكاناته وطموحاته عبر سياسة جديدة ومنهجية إدارية وإعلامية مختلفة، نجد للأسف أن هنالك من ينسف كل هذه الأفكار والتطلعات والتفرّغ تماماً لسجالات وصراعات غير مجدية، وبعيدة عن الهموم والآمال النصراوية الحقيقية، مثلما نرى ونسمع الآن حيال موضوع عدد البطولات، وكأن النصر لا ينقصه إلا هذا.. ومنتهى طموحه وغاية إنجازه هو تثبيت بطولات قديمة لن ينتهي الخلاف حولها بسهولة.
بدلاً من هذا الصخب التلاسني كنا نتمنى أن يحسم النصراويون الكثير من القضايا المعلّقة والملفات الصعبة والمهمة والمؤثّرة على مسيرة النادي وفي مقدمتها قضية (ماسا) التي انتقلت إلى المحاكم على الرغم من أن الطرف الرئيسي فيها هو الرئيس السابق الأمير ممدوح بن عبد الرحمن وهو المتحمس لحماية النصر والدفاع عن حقوقه فيما يتعلّق بملف البطولات، أي لماذا لا يتفق النصراويون فيما بينهم في شأن يهمهم ويخصهم ولو بقليل من اتفاقهم وحماسهم وتعاونهم على موضوع بطولات انتهت ولن تضيف لهم شيئاً ينفعهم..؟!
يتساءل البعض من النصراويين: لماذا لا تقوم الأندية الأخرى بتثبيت ورصد بطولاتها كما نفعل نحن؟! نقول هي لم تفعل لأنها لا تهتم بأمور معروفة ومحسوبة وانتهت في حينها ولأنها مشغولة في كيفية زيادة رصيدها.. كما أن التاريخ والوقائع والحقائق كفيلة بإنصاف الجميع وإعطاء كل ذي حق حقه بلا تشويش أو تهويل أو مجاملة لأحد دون آخر..
في هذا السياق شدني وأعجبني ولفت انتباهي ابتعاد الأمير فيصل بن عبد الرحمن عن الخوض في هكذا جدل لا طعم له ولا رائحة وضرره على النصر أكثر من نفعه، علماً بأنه الرئيس والمسؤول وأكثر الناس حباً واهتماماً ووفاءً للنصر، بيد أنه يدرك أن ناديه بحاجة للفعل وللبناء على أرض صلبة وفي أجواء صحية نقية تراعي مصلحة النصر ولا شيء غيره.
عالم آخر!
في خضم الحديث عن أخطاء لجان اتحاد الكرة، وعدم مسايرتها لأصول ومعاني الاحتراف، نسينا أو تناسينا حقيقة أن الجانب التقني هو من أسباب تعطيل وتأخير وفوضى الكثير من قراراتها.
لكم أن تتخيّلوا أن مراسلات الأمانة واللجان تتم حسب الطريقة القديمة وليس بواسطة البريد الإلكتروني كما في عموم المؤسسات الحكومية والأهلية، لا يوجد لها موقع على شبكة الإنترنت في الوقت الذي تتوفر فيه الخدمة للمؤسسات الصغيرة وحتى للأفراد، المعلومات والبيانات لديها معدومة تماماً.. بل الأسوأ من ذلك أن بطاقات اللاعبين (الكرنيه) هي ذاتها التي كانت قبل عشرات السنين، صورة فوتغرافية (4 \ 6) وختم وتوقيع يمكن تزويرها والتلاعب بها بسهولة، ولا ندري لماذا لا تستخدم آلة البطاقات الحديثة والمنتشرة بكثرة وبأسعار زهيدة لا أظن أن اتحاد الكرة عاجز عن تأمينها وتوزيعها على كافة مكاتب الرئاسة في المناطق!
الأكيد أن الأجهزة التابعة لاتحاد الكرة ستظل تعاني وغير قادرة على تحسين وضبط معاملاتها وإجراءاتها والتواصل مع غيرها طالما أنها تؤدي أعمالها بنفس فكر وتوقيت وظروف الملاعب الترابية..!
***
* يوماً بعد آخر يؤكِّد المهندس سعود الصقيه أنه العاشق بصدق للطائي والداعم الدائم بماله وجهده وكرمه وإسهاماته.
* ومعه أثبت أعضاء شرف الطائي أنهم الأكثر من غيرهم في الأندية الأخرى وفاءً وحباً وانتماءً لناديهم.
* بعد الذي رآه وسمعه في المباراة الأخيرة تأكد النجم الدولي عيسى المحياني أن اختياره للهلال كان صائباً.
* التحكيم أكبر خطر يواجه الفرق السعودية في دوري المحترفين الآسيوي.
* شيء عادي أن تشتم جماهيرهم لاعب الخصم الخلوق بأسوأ وأبشع العبارات.
* الناس تتطور في أفكارها وأطروحاتها وهو مع تقدّم العمر من انتكاسة إلى أخرى أسوأ منها..!