Al Jazirah NewsPaper Monday  23/03/2009 G Issue 13325
الأثنين 26 ربيع الأول 1430   العدد  13325
الأمير سطام افتتح المؤتمر الدولي للإعاقة
ولي العهد يؤكد حرص الدولة على مواجهة قضية الإعاقة ومواكبة أحدث المبتكرات في مجال رعاية المعوقين

 

الرياض - عبدالرحمن المصيبيح - طلال الحربي

نقل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، تمنيات وتحيات خادم الحرمين الشريفين لضيوف المؤتمر الدولي الثالث للإعاقة والتأهيل الذي تحتضنه الرياض خلال الفترة من 22 إلى 26 مارس الجاري، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الرياض إنتركونتيننتال، وقال سمو ولي العهد في حفل افتتاح المؤتمر مساء أمس والذي افتتحه بالإنابة عن سموه الكريم صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالإنابة، قال سموه الكريم: إن ما يسعدنا أن يشارك في أعمال المؤتمر هذا التجمع العلمي الخير، وأن نراه يضع لبنة جديدة في جدار التصدي للإعاقة.. هذه القضية الحيوية التي تمثل هاجساً إنسانياً واقتصادياً واجتماعياً للعالم أجمع.

وأضاف سموه قائلاً: أوصيكم بالاهتمام بهذه الفرصة لتكن مداولات المؤتمر وتوصياته عند مستوى الحدث، فالعالم اليوم يمر بمرحلة استثنائية في مجال العلوم والتقنية التي هيأت فرص التواصل والتكامل بين شعوب الأرض، وهذه الفرصة تمنحنا إمكانية اكتشاف علمية تساعد المعوقين على تجاوز إعاقتهم، ودعا سمو ولي العهد العلماء المشاركين لاستشراف المستقبل بطموح وإيمان وصدق يؤكد حرصنا جميعاً على المواجهة الجدية لقضية الإعاقة، واستثمار ومواكبة أحدث ما تم ابتكاره في مجال الرعاية والتأهيل للمعوقين.

وأوضح سموه الكريم في الكلمة التي ألقاها نيابة عن سموه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين رئيس مجلس إدارة جمعية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة أن المملكة العربية السعودية شهدت خلال العقدين الأخيرين تزايد إنشاء مراكز التأهيل والتعليم والأبحاث المتخصصة في مجال الإعاقة، مشيراً إلى أن المملكة تنبهت إلى أهمية البحث العلمي كنشاط مواز لما يقدم من خدمات تأهيلية وتعليمية للمعوقين. وفي الختام قال سموه الكريم: أتمنى للإخوة والأخوات ضيوف المملكة طيب الإقامة، ولكم جميعاً الدعوات بالتوفيق في الوصول إلى ما نتطلع إليه من توصيات عملية نلمس أثرها - بمشيئة الله- على أرض الواقع وفي أقرب وقت.

هذا وكانت وقائع حفل افتتاح المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة وجمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، قد بدأت فور وصول صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز إلى مقر انعقاد المؤتمر، حيث كان على رأس مستقبليه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز المشرف على المؤتمر، ولفيف من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة والمعالي وكبار المسؤولين بالدولة، حيث قام سمو أمير منطقة الرياض بالإنابة في بداية الفعاليات بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر، واطلع سموه خلال جولة على أجنحة المعرض التي تتضمن أحدث الكتب والمراجع العلمية المتخصصة، والأجهزة الطبية المتطورة في مختلف مجالات الإعاقة.

ثم بدئ الحفل بآيات من الذكر الحكيم من تلاوة أحد الأطفال المعوقين، ثم ألقى معالي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر كلمة قال في بدايتها: باسمي ونيابة عن اللجان المنظمة للمؤتمر أرحب بكم جميعاً أجمل ترحيب وأشكر لكم كريم تشريفكم وافتتاحكم أعمال المؤتمر نيابة عن سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز.

وأضاف قائلاً: تشريفكم افتتاح أعمال المؤتمر الثالث للإعاقة والتأهيل له أكثر من معنى، فهو تأكيد على رعاية الدولة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الذي وافق على إقامة المؤتمر، ولسمو ولي عهده الذي تشرف المؤتمر برعايته له، وهو تأكيد على اهتمامهم بقضايا الأمة ومنها قضية الإعاقة والمعاقين.

وأوضح الدكتور السويلم أن المؤتمر واجهة ترسم صورة التلاحم بين كل أطياف المجتمع ما بين قطاعات الدولة ومؤسساتها لإبراز الجهود المشتركة التي تقدمها المملكة لأبنائها المعاقين ولكل المعاقين في العالم، فقد شاركت إلى جانب مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وجمعية الأطفال المعوقين، وعدد من الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، كما تشارك في أعمال المؤتمر وفود من 30 دولة بأكثر من 180 ورقة علمية، وأكثر من 22 ورشة عمل، يشارك فيها أساتذة أفاضل من داخل المملكة ومن الدول العربية والأوروبية ومن الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن جميع البحوث تتسق مع محاور المؤتمر التي تركز على أهمية البحث العلمي والدراسات في دفع عملية العطاء في مجال الإعاقة والمعاقين، وقد شملت المحاور أربعة جوانب: الأولى عن التشريعات والأخلاقيات وحقوق المعاقين، والمحور الثاني عن الجانب الاجتماعي ودمج المعاقين، والمحور الثالث عن المستجدات في المجال الطبي خصوصاً بحوث الجينات وتقنية استعمال الخلايا الجذعية وهي آفاق جديدة سوف نستمع إلى تجارب الأطباء عنها، وآخر محور عن التعليم والتدريب والتأهيل ودمج المعاقين في مدارس التعليم العام.. ويركز المؤتمر على لغة الإشارة وإمكانية تطويرها.

وفي ختام كلمته أعرب رئيس اللجنة المنظمة عن شكره لكل الداعمين للمؤتمر، ولكل المؤسسات والوزارات المشاركة، والأجهزة الإعلامية، وإلى كل من بذلوا جهودهم للإعداد للمؤتمر.

عقب ذلك ألقيت كلمة المعوقين التي ألقاها كل من الدكتور مازن بن فؤاد خياط استشاري أمراض وسرطان الدم والأستاذ عمار هيثم بوقس. وقد بدأ الدكتور مازن بن فؤاد خياط كلمته مؤكداً على أن الإعاقة من أهم الموضوعات التي تثير اهتمام الباحثين والعلماء، حيث أكدوا أن العناية بالمعوقين تمثل أحد مؤشرات حضارة الأمم.

وقال الدكتور مازن الذي اختير مؤخراً عضواً في مجلس الشورى: بصفتي فرداً من هذه الفئة وطبيباً مهتماً بهذه القضية فإنني أريد أن أكون إضافة وأبرز لكم الوجه الآخر للإعاقة، وأضع بين أيديكم ما أتوقعه منكم كأفراد ومؤسسات وما أطمح إليه من آمال.

واختتم الدكتور مازن كلمته بأن دعا المعوقين لأن ينفضوا عنهم غبار الضعف والكسل وألا يجعلوا شماعة الفشل هي إحاطتهم بالظروف الصعبة. كما ألقى (عمار هيثم) كلمة أخرى بالنيابة عن المعوقين، بدأها بالشكر لله على نعمة الإسلام، كما أعرب عن شكره لانتمائه لهذا الوطن الغالي الذي يولي ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماماً كبيراً بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، أعاده الله إليها سالماً غانماً.

عقب ذلك ألقى معالي الأستاذ يوسف بن أحمد العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية كلمة الجهات المنظمة للمؤتمر وقد قال: يشرفني بالإنابة عن الجهات المنظمة للمؤتمر الدولي الثالث للإعالة والتأهيل أن أرحب في البداية بضيوف المملكة، هذه النخبة المتميزة من المتخصصين والمتخصصات وممثلي مؤسسات المجتمع المدني في عدد من دول العالم.

مشيراً معالي الوزير إلى أن احتضان المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر الثالث من نوعه يعكس ما توليه حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين من اهتمام ودعم لقضية الإعاقة ولتوفير حياة كريمة للمعوقين.

وأوضح العثيمين أن منظومة الخدمات والرعاية المقدمة للمعوقين في المملكة شهدت نقلة ملموسة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، حيث تناغمت أدوار المراكز الحكومية والأهلية والخيرية لتقدم مظلة من التأهيل والتعليم والعلاج والرعاية الاجتماعية والتوظيف لعشرات الآلاف من المعوقين. وتوجت تلك الجهود مؤخراً بصدور توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بمضاعفة الإعانات التي تصرف للمعوقين، واحتساب توظيف المعوق مقابل توظيف أربعة من غير المعوقين في نظام السعودية.

وأشار معالي وزير الشؤون الاجتماعية إلى أن مؤسسات المجتمع المدني في المملكة العربية السعودية من جهات ومؤسسات خيرية تساهم بدور رائد في رعاية المعوقين، وما هذا المؤتمر الذي نحتفي بافتتاحه اليوم إلا إحدى صور هذا الدور المتنامي الذي تزكيه الدولة وترعاه وتدعمه. مؤكداً معاليه أن كافة المهتمين بقضية الإعاقة في المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية يتطلعون إلى نتاج هذا المؤتمر، وما سيطرح خلاله من أفكار وبرامج وأبحاث ومشرعات تسهم -بمشيئة الله- في المزيد من الحراك في الاهتمام بقضية الإعاقة وبرامج رعاية المعوقين وحقوقهم وواجباتهم.

وفي ختام كلمته رفع العثيمين بالإنابة عن الجهات المنظمة للمؤتمر أسمى آيات الشكر والتقدير إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على دعمهما لهذا المؤتمر وللمعوقين. والشكر موصول للقائمين على المؤتمر، وأشيد بالجهد المميز للمشاركين، متمنياً أن يحقق مؤتمرنا هذا ما يواكب تطلعاتنا جميعاً.

ثم ألقى سمو الأمير رعد بن زيد، كبير أمناء جلالة الملك عبدالله، ورئيس المجلس الأعلى لشؤون المعوقين في المملكة الأردنية الهاشمية، كلمة الضيوف والمشاركين في المؤتمر.

وفي الختام تفضل صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير الرياض بالإنابة بتسليم الرعاة الداعمين للمؤتمر دروع التكريم وهم: المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، مؤسسة إبراهيم الإبراهيم الخيرية، وشركة الاتصالات السعودية، والخطوط الجوية العربية السعودية، ومصرف الراجحي، وراديو وتلفزيون الشرق الأوسط MBC، والسفارة الهولندية، والبنك الأهلي التجاري، والبنك الإسلامي للتنمية.

جدير بالذكر أن فعاليات المؤتمر التي ستمتد على مدى أربعة أيام ستناقش العديد من المحاور العلمية والتعليمية والتشريعية في مختلف مجالات الإعاقة، ففي اليوم الأول للمؤتمر الذي بدأت وقائعه صباح أمس (الأحد) تناولت أول جلسات المؤتمر وورش العمل التشريعات، والأخلاقيات، والبحث العلمي، وذلك من خلال إلقاء العديد من البحوث وأوراق العمل ذات العلاقة. كما تتناول فعاليات المؤتمر في اليوم الثاني بحوثاً حول تمويل قصير المدى، طريق من التأهيل النفسي والاقتصادي والاجتماعي للأشخاص المعاقين والتحديات في تأسيس وحدة الدعم الأكاديمي لمساعدة الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم في المملكة العربية السعودية، وتطوير أداة تقييم مراكز الرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة في الرياض، ومهارات التعرف على البيئة والتحرك الآمن للمكفوفين، ويستعرض أيضاً تجربة مجمع الأمير سلطان للتأهيل في تطبيق الخطة الفردية لأسر الأطفال من ذوي الشلل الدماغي بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا المساعدة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقات الإدراكية، التعليمية، البصرية، والتواصلية. أما في اليوم الثالث للمؤتمر فسيتناول العديد من البحوث وأوراق العمل حول نقص الانتباه وفرط الحركة تشخيص اضطراب الانتباه المصحوب بالنشاط الزائد لدى الأطفال الموهوبين، كما سيناقش المؤتمر في مجال الصدمات والجلطات الدماغية السكتة الدماغية لدى الأطفال في السعودية: مسبباتها، مسارها، حدوثها ونسبة تكرارها، واستخدام الواقع الافتراضي لعلاج الشلل الناجم عن الجلطة الدماغية. وفي اليوم الأخير للمؤتمر فإن التعليم سيكون محور مداولات المؤتمر من خلال العديد من البحوث منها مقدمة عن صعوبات التعلم باللغة العربية، والدراسة الوطنية لتقييم تجربة المملكة العربية السعودية في مجال دمج التلاميذ ذوي الاحتياجات التربوية في مدارس التعليم العام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد