اختتم المؤتمر الدولي الأول لتقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي، الذي نظمه قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة الملك سعود أعماله أمس وسط حضور كثيف ومشاركات واسعة من داخل المملكة وخارجها، واستمرت فعاليات المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة لمدة ثلاثة أيام، وقد تم افتتاحه يوم الأحد الماضي في حفل بهيج رعاه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض.
وظل مقر المؤتمر بقسم الإعلام بالجامعة في حركة دائبة منذ عدة أسابيع حينما كان المؤتمر في طور الإعداد والترتيب، وظلت الحركة متصلة والنشاط متواصلا حتى بدء أعمال المؤتمر الذي حضره عدد كبير من المشاركين والمهتمين والمتخصصين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وكثير من زملائهم من بقية الجامعات، واشتمل هذا المؤتمر العلمي على أربعة محاور رئيسة دارت حولها غالبية أوراق العمل البحثية، وتمثلت تلك المحاور في التعريف بتقنيات الاتصال الحديثة ودورها في تطور وسائل الإعلام، والتأثيرات الإعلامية والاجتماعية والتربوية والسياسية لهذه التقنيات، وتأثيرات البيئة الاجتماعية في استخداماتها، بالإضافة إلى العلاقة بين تقنيات الاتصال والهوية الثقافية والفجوة المعرفية.
ويعد هذا المؤتمر هو الأول من نوعه الذي يعقد بهذا المستوى ويغطي هذه الجوانب المتعددة التي تمثل جوهر التنمية الشاملة، وشهد العديد من المشاركات من الأكاديميين والمهنيين والمتخصصين من تربويين وإعلاميين وتقنيين وخبراء وغيرهم، كما أتيح المجال للعديد من الموضوعات البحثية التي تم طرحها ومُناقشتها ودراسة مدلولاتها التي تكونت بشأنها وجهات نظر عدة، والتي من خلالها تم وضع تصورات وتوجهات لتطوير الأثر الإيجابي لتقنيات الاتصال وتفعيله، والحد من أثرها السلبي والسعي إلى تطويقه.
وحظى المؤتمر باهتمام واسع من القيادة الرشيدة (أيدها الله) ومن إدارة الجامعة، وفي مقدمتها معالي الأستاذ الدكتور عبد الله العثمان مدير الجامعة الذي أولاه اهتمامه الشخصي وظل يوجه ويتابع خطوات ومراحل الاستعداد عن كثب، حتى لحظة الافتتاح وطيلة أيام الانعقاد، فضلاً عن الاهتمام الكبير الذي وجده المؤتمر من أعضاء هيئة التدريس ومن أساتذة قسم الإعلام بكلية الآداب وزملائهم من بقية أقسام والكليات، وقد لامس المؤتمر القضايا الجوهرية للتنمية الشاملة من خلال البحوث النادرة والمهمة التي ناقشها، وحقق نجاحاً ملحوظاً يعكسه حجم المشاركة والتجاوب والتفاعل الذي لقيه من مختلف القطاعات.
وشارك في هذا المؤتمر أكثر من 25 دولة من مختلف القارات، فيما عقدت خلال فترة المؤتمر أكثر من 16 جلسة ناقشت حوالي 75 ورقة بحثية تناولت أبرز عناصر ومحاور المؤتمر، وأثرت فعالياته بالمواضيع المهمة والمتعمقة التي تعالج قضايا واقعية سواء على الساحة السعودية أو في بيئات عربية أخرى عنيت بتلك الدراسة، وكانت مداولات المؤتمر فرصة ثمينة للحاضرين للتعرف على عدد من الخبراء في شتى المجالات الذين كانت لمشاركاتهم الأثر الواضح في إكساب المؤتمر المزيد من التألق والأهمية؛ حيث شارك فيه مختصون في عدد من المجالات ممن يعتبرون علماء نادرين في مجالاتهم، كما شارك في المؤتمر عدد من الجهات، منها أقسام الإعلام وأقسام الاجتماع بالجامعات العربية، ووزارة الثقافة والإعلام، ووزارة الشؤون الاجتماعية،والجمعيات الإعلامية والاجتماعية، والجهات الحكومية ذات الاهتمام بمجالي الإعلام والاجتماع، ووسائل الإعلام المحلية الحكومية والأهلية.