نشرت صحيفة الجزيرة خبر مفاده أن مجلس إدارة المؤسسة العامة للسكك الحديدية قد اتخذ قرارا بمنح مواطنة وابنتها التي قامت بولادتها أثناء رحلة أحد القطارات اركاباً مجانياً على قطارات المؤسسة مدى الحياة، فقد صرح مدير العلاقات العامة بالمؤسسة بأن إحدى المؤسسات قد ابلغت مشرف القطار بأن سيدة في حالة ولادة وانها تحتاج مساعدة، وان الولادة قد تمت بمساعدة عدد من النساء اللواتي تطوعن لتقديم الدعم اللازم لاتمام عملية الولادة بنجاح.
وحيث إنني قد لا اتفق مع هذا القرار الذي اتخذه مجلس إدارة الخطوط الحديدية بمنح الاركاب المجاني مدى الحياة لتلك السيدة ومولودتها، لذا اسمحوا لي أعزائي القراء بطرح بعض مسببات رفضي لهذا القرار:
ففي ظني أنه كان من المفترض على المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن تحذر كل من هو على وشك الولادة من السيدات بدلاً من تشجيعهم على ركوب القطارات في هذه المرحلة الحرجة من خلال مكافأتهم باركاب مجاني مدى الحياة.
فماذا لو لم يكن هناك نساء يساعدون تلك السيدة على الولادة داخل القطار، وماذا لو تعرضت تلك السيدة لمصاعب أثناء الولادة مما قد يتطلب منها أن تكون ولادتها قيصرية باستخدام الجراحة، وماذا لو توفت سيدة أثناء الولادة في القطار فهل ستتحمل المؤسسة تعويض ذويها ثم اليس من المفترض أن تضع المؤسسة من ضمن شروط السفر على قطاراتها، اخلاء مسؤولية المؤسسة فيما لو تعرضت سيدة لمخاطر عند الولادة بدلاً من تشجيع السيدات على الولادة داخل القطار من خلال منح اركاب مجاني مدى الحياة.
وأخيراً تعلم بأن هناك توجه لدى الدولة بخصخصة خدمات الخطوط الحديدية وتحويلهم ملكيتها للقطاع الخاص، فهل من حق مجلس إدارة المؤسسة أن يمنح سيدة ومولودتها اركاب مجاني مدى الحياة في حال تم تخصيص المؤسسة.