كتب - محرر الوراق:
عن دار الحبيب في الرياض وفي أكثر من (350 ص) أعاد الدكتور محمد بن ناصر الشثري طباعة كتابه الدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية.
أول ما يمر به القارئ في هذا الكتاب خطاب موجه من خادم الحرمين الشريفين (ولي العهد آنذاك) يتضمن الثناء على المؤلف وشكره بعد اطلاعه - حفظه الله - على الطبعة الأولى من الكتاب قبل عدة سنوات، ودعواته له بالتوفيق في عمله.
يقع هذا الكتاب في أحد عشر فصلا، تتضمن الكثير من المباحث والمطالب العلمية.
فالدعوة وتعاريفها أخذت فصلا، في حين أن الفصل الثاني من هذا الكتاب عن أحوال المسلمين قبل الدعوة الإصلاحية، وتضمن كتاب الشثري فصولا عن تاريخ الدعوة الإصلاحية مع حديث عن أبرز رموزها وأنصارها من الحكام والعلماء.
ثم وقف الملف في محطة مهمة للدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية، وهي جهود الملك عبد العزيز طيب الله ثراه في الدعوة وتصحيح المسار.
وتحدث عن جهوده في إنشاء هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعيين المفتين والقضاة، وإرسال العلماء للبوادي والهجر وإنشاء المدارس، وفي كل مرحلة يتحدث عنها الشثري يورد تراجم علماء ودعاة تلك الفترة.
كما تحدث الشثري في عمله الموسوعي هذا عن جهود الملوك من أنجال الملك عبد العزيز رحمهم الله جميعا: الملوك سعود وفيصل وخالد، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد في المجال الدعوي.
وامتاز هذا العمل بالتوثيق وكثرة النقول والاستشهادات، وهو يمثل مرجعا مهما للباحثين في تاريخ العمل الدعوي في السعودية بمراحلها الثلاث، كما أنه مصدر مهم للباحثين لتراجم الدعاة في مرحلة التأسيس السعودي.
الجدير بالذكر أن للدكتور محمد الشثري المولود في العام (1377هـ) قرابة العشرين مؤلفا وتحقيقا ناقشت الكثير من الموضوعات الدعوية والتاريخية والأدبية.