لندن - واس
بدأت مؤسسة الإغاثة الإسلامية من خلال التعاون مع البنك الإسلامي للتنمية أخيراً عملية توزيع (90) طناً من ذبائح أضاحي وهدي حج العام الماضي على شكل لحوم معلبة، فيما أعرب مسؤول في المؤسسة عن أمله في قيام مشروع مصنع للحوم المعلبة في مكة المكرمة يكون وقفاً خيرياً باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وقال رئيس مؤسسة الإغاثة الإسلامية الدكتور هاني البنا في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: (إن مشروع اللحوم المعلبة يأتي ضمن المشاريع الخيرية التي تتبناها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة الإسلام والمسلمين وإغاثة المحتاجين في العالم، فضلاً عن المشاريع الجليلة التي تقوم بها المملكة في المشاعر المقدسة ومنها مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي خلال مواسم الحج) مشيراً إلى أنه من خلال عملية التعليب سيعلم كل مستفيد أن هذا المشروع هو مشروع المملكة العربية السعودية من خلال البنك الإسلامي للتنمية ومن خلال الشعار واسم المملكة والبنك الإسلامي على كل علبة كأهم رمز من رموز العالم الإسلامي.
وأضاف: (يعتبر هذا المشروع ذا قيمة كبيرة تتعدى قيمته المادية الى البعد الإنساني والتواصل الأخوي والذي يسعى كثير من العاملين في الحقل الإغاثي إلى تحقيقه من خلال ميزانيات ذات تكلفة عالية جداً، وهذا المشروع يرسخ قيمة الدعم الإنساني والمعنوي بين المملكة العربية السعودية والتي بها قبلة المسلمين وباقي العالم الإسلامي.
وتابع قائلاً: (تسعى الإغاثة الإسلامية من تنفيذ مشروع اللحوم المعلبة إلى أن تتبنى قيادة المملكة العربية السعودية مشروع إنشاء مصنع في مكة المكرمة للحوم المعلبة يتيح الاستفادة من هذا الكم الهائل من ذبائح الهدي والأضاحي حتى تعم الفائدة لجميع الفقراء في العالم أجمع).
وقال (تأمل الإغاثة الإسلامية أن يكون هذا المشروع وقفاً باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يتم من خلاله مد جسور الخير ما دام يؤم الناس بيت الله الحرام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها).. موضحاً أن (مشروع اللحوم المعلبة يهدف إلى توفيرها للفئات المستفيدة التي يصعب توصيل اللحوم إليهم مجمَّدة، وستستمر عملية التوزيع على مدار العام).
وبيَّن رئيس مؤسسة الإغاثة الإسلامية الدكتور هاني البنا أن عملية تعليب لحوم الهدي والأضاحي جرت بناءً على تفاهم بين البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة الإغاثة الإسلامية، وذلك لرغبة البنك في توسيع رقعة المستفيدين من المشروع واختيار مؤسسة لها من الخبرة ما يمكنها من إنجاح المشروع، وكان للإغاثة الإسلامية شرف اختيارها للتنفيذ.
وقال: (تعتبر الإغاثة الإسلامية من أكبر المؤسسات الإنسانية الدولية حول العالم لما لها من انتشار قوي لأكثر من ثلاثين دولة حول العالم، وبلغت ميزانيتها للعام 2007 نحو 180 مليون دولار، ولها من الخبرة في مجال تعليب لحوم الأضاحي 13 عاماً).
وأشار إلى أن (المستفيدين من المسلمين حين يعلمون أن إخوانهم يدركون معاناتهم وينفقون من الأموال والجهد والوقت للوصول إليهم وتقديم أهم ما يحتاجونه هم وأطفالهم، يمثل هذا دفعة قوية كبيرة وتحقيق لقيم التكافل الإسلامية وامتثالاً لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادُّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وقال: (كم من الملايين من أموال المنظمات الإغاثية الإسلامية تدفع للمنظمات الدولية غير الإسلامية لتنفيذ برامجها الإغاثية، وتصل المساعدات من خلال هذه المنظمات الدولية باسمها وشعارها مما يدفع الكثير من المستفيدين للسؤال: أين إخواننا؟.. في حين أن هذه المساعدات جزء كبير من تمويلها من المنظمات الإسلامية، وقد لمسنا هذا السؤال في عديد من المناطق مثل جنوب السودان والصين والشيشان).
وعبر الدكتور البنا عن سعادته (بنجاح المشروع ودون التعرض لأي مشكلة فنية أو لوجستية)، وعن أمله (في استمراره سواء من خلال الإغاثة الإسلامية أو من غيرها لأن الغاية أكبر وأعظم وأجل من الوسيلة) كما عبر عن شكره لرئيس البنك الإسلامي للتنمية لدعمه المشروع ولكل من ساهم وساعد في تنفيذ الفكرة.
من جانبه أوضح لطفي السيد مدير قسم الشرق الأوسط في المؤسسة، أن المشروع بدأ بنقل الذبائح مجمدة ومقطعة في كراتين من مخازن البنك الإسلامي للتنمية في مكة المكرمة إلى ميناء جدة ومن ثم إلى ميناء بينانج في ماليزيا.
وقال يتم نقل الشحنة بعد وصولها ميناء بينانج إلى مصانع برتيما حيث تم تجهيز خط الإنتاج وتوفير جميع الشروط الفنية التي حددتها الإغاثة الإسلامية في مرحلة الطبخ والتعليب والتعقيم لضمان الحصول على معلبات لحم صافٍ به أدنى نسبة ممكنة من الدهن بدون أي إضافات أخرى.
وبيَّن أن فكرة توزيع أول دفعة من اللحوم المعلبة تمت من خلال توزيع عشرين طناً لفلسطين، وعشرين طناً للعراق، وعشرين طناً للنيجر، وهذه الأخيرة تعتبر من أفقر دول العالم ضمن تقرير الأمم المتحدة، وهناك عشرون طناً لمالي التي تقع في كثير من الأوقات تحت حزام الجفاف ونسبة الفقر بها عالية، بالإضافة إلى عشرة أطنان سيتم تخزينها بمخازن الإغاثة الإسلامية بجبل علي بدبي تحسباً لأي كارثة في أي من دول العالم، وذلك للدفع بهذه الكمية كعنصر تغذية يصعب على جميع المنظمات توفيره نظراً للتكلفة العالية لشراء البروتين الحيواني الصافي.
وأوضح لطفي السيد أن مشروع اللحوم المعلبة له مميزات عديدة أهمها: (الاستفادة من جميع مكونات الأضحية حيث يستخدم اللحم في التعليب، والعظم في إنتاج مادة الجيلاتين التي تدخل في العديد من الصناعات الغذائية في كثير من الدول الإسلامية).
وأضاف: (كما أن نقل اللحوم المعلبة أقل تكلفة وتأخذ حيزاً أقل في النقل والتخزين وإمكانية توصيل هذه اللحوم إلى أبعد مكان ممكن دون استخدام سيارات مجهَّزة، وتتيح عملية تعليب اللحوم للمنظمات والهيئات القائمة على التوزيع القدرة على عمل خطة توزيع على فترات زمنية كبيرة مما يحقق لها برنامج تغذية مستمراً على مدار العام لأهم سلعة وهي البروتين والذي يمثل نقصاً كبيراً في مجال العمل الإغاثي في معظم مناطق الدول الفقيرة والأخرى التي تتعرض للكوارث).