Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/03/2009 G Issue 13324
الأحد 25 ربيع الأول 1430   العدد  13324
جامعة الإمام تمتلك أكبر وأميز أقسام الإعلام في المملكة
د. أبا الخيل: كرسي «الجزيرة» لن يتوقف و1500 متدرب هذا العام

 

الجزيرة - أحمد الجاسر - تصوير - فتحي كالي

أوضح معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبالخيل أن جامعة الإمام تعد من أعرق وأكبر الجامعات السعودية التي لها إسهامات في مجالات متعددة شرعية وعربية واجتماعية وإنسانية وإعلامية، مؤكدا أن قسم الإعلام في كلية الدعوة والإعلام في جامعة الإمام يعد من أكبر وأميز أقسام الإعلام على مستوى المملكة، مشيرا إلى أنه يمتلك بين جنباته كفاءات متميزة وإعلاميين متخصصين في جوانب مختلفة سواء صحفية أو تلفزيونية أو غيرها من التخصصات الإعلامية، مضيفا من هنا نرى أن هذا القسم أدى أدوارا مهمة وحقق أشواطا بعيدة في الفترة السابقة.

وشدد في تصريح خاص ل(الجزيرة) خلال رعايته ورشة عمل (التطبيقات التلفزيونية المستحدثة في منظومة الإعلام الجديد) التي نظمها كرسي الجزيرة لدراسات الإعلام الجديد مساء يوم أمس في القاعة المستديرة في مبنى المؤتمرات والتعليم المستمر في رحاب جامعة الإمام، على أهمية نشاط قسم الإعلام في جامعة الإمام وأن يستثير الهمم ويستمد العون من الله عز وجل ثم من الدعم الذي يحظى به من الجامعة من أجل تطوير هذا القسم وتفعيله وجعله يعنى ويثري الجوانب الإعلامية في المملكة العربية السعودية، مبينا أن من أهم العوامل التي تفعل هذا الجانب هو عقد الدورات التدريبية المتخصصة لأعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدين سواء من الذكور أو الإناث المنتسبين لهذا القسم.

ولفت معاليه إلى أن الجامعة خطت خطوات قوية ورائدة في مجال التطوير والتدريب وتنمية المهارات، كما أنها هيأت لمنسوبيها على مختلف مستوياتهم وتنوع تخصصاتهم كل ما يلزم لهذا الجانب، وذلك بعد أن يأتي هذا الموضوع من القسم المتخصص والكلية ذات العلاقة ثم اللجنة الموكلة إليها الأمر (لجنة الابتعاث والتدريب).

وكشف أ.د. أبا الخيل عن أن الجامعة دربت في العام الماضي ما يزيد عن 1500 من منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة التدريس ومدرسي المعاهد، مؤكدا عزم الجامعة على الاستمرار في هذا النمط الحي الذي لمسنا آثاره وفوائده الإيجابية على كل من عمل فيه واستفاد منه.

وتابع من هنا أقول: إن هذه ورشة العمل التي حضرناها ورأينا هذا الحضور الكثيف لها والتي ينظمها كرسي صحيفة الجزيرة للإعلام الجديد (التطبيقات التطبيقات التلفزيونية المستحدثة في منظومة الإعلام الجديد) أنها نقطة خير وتفاعل مثمر ينبع من هذا القسم لأننا نعرف أن أغلب القائمين على هذا الكرسي هم من قسم الإعلام في كلية الدعوة والإعلام في جامعة الإمام، معتقدا أنها من الدورات ومن البرامج والفعاليات المهمة التي تثري المفاهيم المتعلقة بالإعلام الجديد وتضبط هذا الإعلام بضوابط تخدم الوطن والمواطن وتحقق المصلحة وتقدم المعلومة الصحيحة التي يحتاجها القارئ والمستفيد.

وأكد أ.د.أبالخيل على أن إسهام جامعة الإمام ممثلة في قسم الإعلام وكرسي صحيفة الجزيرة لدراسات الإعلام الجديد لن يتوقف عند هذا الحد بل سيتفاعل ويكثف ويعطى الاهتمام والعناية المطلوبة خدمة للدين والوطن وتحقيقا لتطلعات ولاة الأمر.

وكان الدكتور عباس مصطفى صادق مقدم الورقة الرئيسية في ورشة عمل (التطبيقات التلفزيونية المستحدثة في منظومة الإعلام الجديد) قد قال في محاضرته: إن أوجه التنظير للإعلام الجديد تطرح مجموعة من التساؤلات حول مفهوم الإعلام الجديد New Media فهل تعبر مرحلته هذه عن انتقال أدوات الاتصال وتطبيقاته المختلفة من قبضة المؤسسات إلى يد الجمهور؟ أو حتى قبل ذلك, كما يرى البعض بظهور أنماط جديدة من الأشكال الإعلامية في التلفزيون والإذاعة مثل برامج الحوار الحي في الراديو والتلفزيون Live Talk Show، وفي ظهور نمط الأخبار الحية المباشرة وظهور قناتي سي ان ان وام تي في.

وبيّن أنه ربما يتمثل الإعلام الجديد في انطلاقة تكنولوجيات الاتصال الجديدة والتلفزيون الفضائي بعد تداعيات زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى بولندا في نهاية السبعينات ونشوء نقابة التضامن العمالية وانهيار المعسكر الاشتراكي وخروج تكنولوجيات الاتصال الجديدة من قبضة الاستخدام العسكري إلى المدني وإحلال نظام إعلامي غير مسبوق، لتنتشر أطباق التلفزيون المنزلي وشبكات الكومبيوتر وتنطلق شبكة الإنترنت، وتتحول وسائل المعالجة والبث والالتقاط إلى التكنولوجيا الرقمية وتتنوع أجهزة الاتصال المحمولة وتحدث تغييرات سريعة الخطى وتحل حالة جديدة للنظام الاتصالي بوسائله ومفاهيمه وتطبيقاته وطرق تدريسه محل نظام اتصالي وسمه البعض بالتقليدي. أم أن الإعلام الجديد هو شيء يختلف عن كل ما تجيب عليه هذه التساؤلات المطروحة في الأفق الإعلامي, وانه التحول من الحالة الفيزيائية للمادة الإعلامية إلى تلك البيانات الرقمية التي يفهمها الكومبيوتر؟

وأوضح أن الأسماء المتعددة للتطبيقات الإعلامية المستحدثة، تدل على أرضية جديدة لهذا الإعلام، فهو الإعلام الرقمي Digital Media لوصف بعض تطبيقاته التي تقوم على التكنولوجيا الرقمية مثل التلفزيون الرقمي والراديو الرقمي وغيرهما، أو للإشارة إلى أي نظام أو وسيلة إعلامية تندمج مع الكومبيوتر. ويطلق عليه الإعلام التفاعلي Interactive Media طالما توفرت حالة العطاء والاستجابة بين المستخدمين لشبكة الإنترنت والتلفزيون والراديو التفاعليين وصحافة الإنترنت غيرها من النظم الإعلامية التفاعلية الجديدة. كما أنه أيضاً هو الإعلام الشبكي الحي على خطوط الاتصال Online Media بالتركيز على تطبيقاته في الإنترنت وغيرها من الشبكات. كما يطلق عليه تعبير الوسائط السيبرونية Cyber Media من تعبير الفضاء السيبروني Cyber Space الذي أطلقه كاتب روايات الخيال العلمي ويليام غبسون William Gibson في روايته التي أصدرها عام 1984 باسم Neuromancer والتعبير مأخوذ من علم السيبرنطيقا Cybernetics المعروف عربيا بعلم التحكم الآلي ويعني تعبير السايبرميديا العالم المصنوع من المعلومات الصرفة التي تأخذ - ليس فيزيائيا- شكل المادة، ويصف التعبير وسائل التحكم الإلكتروني التي حلت محل الأداء البشري ولكنه يستخدم هنا لوصف فضاء المعلومات في شبكة الإنترنت.

وتابع يطلق على الإعلام الجديد أيضا صفة إعلام المعلومات Info Media للدلالة على التزاوج داخله بين الكومبيوتر والاتصال وعلى ظهور نظام إعلامي جديد يستفيد من تطور تكنولوجيا المعلوماتية ويندمج فيها. كما يطلق عليه إعلام الوسائط التشعبية Hypermedia لطبيعته المتشابكة وإمكانية خلقه لشبكة من المعلومات المتصلة مع بعضها بوصلات تشعبية أو وصلات قاطرة Hyperlinks وهنا نحن معنيون بميزات خاصة بشبكة الإنترنت التي أعطت ميزة التشعبية والوصلات Links لما ينشر أو يبث داخلها، كما يطلق على بعض تطبيقات هذا الإعلام المستحدث، إعلام الوسائط المتعددة Multimedia لحالة الاندماج التي تحدث داخله بين النص والصورة والفيديو.

وأضاف: نلاحظ ارتباط بعض هذه الأسماء بتطبيقات الكومبيوتر، فبعضها خرج من طبيعة الوسيط الاتصالي وأخرى من خبرات ثقافية يصعب إيجاد تعبير مقابل لها خارج البيئة التي ولدت فيها، كما أن بعض الأسماء يشير إلى تطبيق جزئي من تطبيقات الإعلام الجديد أو إحدى ميزاته كما هو الحال بالنسبة للتسميات التي تنطلق من ميزات شبكة الإنترنت، وبعضها يلم بأطراف أخرى من الوسائل مما يوسع من قاعدة التعريف ومن قاعدة الوسائل والتطبيقات والخصائص والتأثير للإعلام الجديد بشكل عام.

وأشار إلى أن قاموس التكنولوجيا الرفيعة High- Tech Dictionary يعرف الإعلام الجديد بشكل مختصر ويصفه بأنه (اندماج الكومبيوتر وشبكات الكومبيوتر والوسائط المتعددة).

وبحسب ليستر Lester : (الإعلام الجديد باختصار هو مجموعة تكنولوجيات الاتصال التي تولدت من التزاوج بين الكومبيوتر والوسائل التقليدية للإعلام، الطباعة والتصوير الفوتوغرافي والصوت والفيديو).

وبيّن أنه بحسب موسوعة الويب المعروفة باسم ويبوبديا Webopedia فإن تعبير الإعلام الجديد يشير إلى العديد من الأشكال المستحدثة من نظم الاتصال الإلكتروني التي أصبحت ممكنة بفضل الكومبيوتر. والتعبير مرتبط أيضا بالنظم الإعلامية القديمة، فإذا ما قمنا بعقد مقارنة بين الصحافة الورقية التي تتصف بحالة سكون في نصوصها وصورها مع صحافة الإعلام الجديد نلمس الفرق في ديناميكيتها وفي حالة التغير المستمر الذي تتصف به. التعبير يشير أيضا إلى قابلية إجراء الاتصال بين الأجهزة الثابتة والمحمولة بأنواعها المختلفة, بما يمكن معه نقل المعلومات بين بعضها البعض.

وزاد بينما يقوم مبدأ وسائل الإعلام التقليدية على نظام ثابت ومعروف, إما بطريقة الاتصال من واحد إلى واحد Point-to- point ومثال على ذلك الاتصال بالهاتف, أو من واحد إلى الكثيرين Point-to-many ومثال على ذلك التلفزيون والراديو. أما في حالة الإعلام الجديد، وفي تطبيقاته المختلفة، خاصة المرتبطة الإنترنت، فإن هذا النمط تغير بشكل جذري. فقد مكنت الإنترنت من الوصول إلى كل الأشكال المحتملة من نقاط الاتصال.

وأوضح أن الإعلام الجديد يتميز عن القديم بخاصية الحوار بين الطرفين, صاحب الرسالة ومستقبلها, ومع ذلك فإن الفواصل بين الإعلام الجديد والقديم ذابت, لأن القديم نفسه أعيد تكوينه وتحسينه ومراجعته ليلتقي مع الجديد في بعض جوانبه، مشيرا إلى أن نيغروبونتي 8 Negroponte يحصر الميزات التي يتحلى بها الإعلام الجديد مقارنة بما سبقه في استبداله الوحدات المادية بالرقمية، أو البتات بدل الذرات Bits not Atoms كأدوات رئيسة في حمل المعلومات التي يتم توصيلها في شكل إلكتروني وليس في شكل فيزيائي.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد