Al Jazirah NewsPaper Sunday  22/03/2009 G Issue 13324
الأحد 25 ربيع الأول 1430   العدد  13324
لما هو آت
البطولة إلهامٌ..
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

لفتني خبر عن ورشة عمل أقامتها في غزة بفلسطين جمعية الدراسات النسوية التنموية الفلسطينية وجمعية المرأة المبدعة واختارت لها عنوان: (أدب الأسيرات المحررات... واقع وطموح), إذ تناولت وكالات الأنباء جزءاً مما أفضت به المبدعات الفلسطينيات المتحررات عن الأسر بما تركته أصابع الجلاد في صحائف نفوسهن من سطور دامية، وما بذرته بين ضلوعهن من نباتات قوة وعزيمة، وما شكلته جروحهن وصبرهن من صور الإبداع، وأصواته، فأعاد لي حديثهن رمزية جميلة بوحيرد، في حين دبجت عنها البحوث والدراسات، وصنعت لها الدراما والأغنيات، تبقى الأسيرة الفلسطينية تنكفئ على جروحها، ويدور صدى صوتها في محافل داخلية بينها ونفسها وبينها وثلة من أهلها.., قالت الأسيرة المحررة إنعام حجازي, نقلاً عن (سانا) في 19-3- 2009 : (منذ أيام احتفل العالم بالثامن من آذار (يوم المرأة العالمي)، وفي كل عام يحتفل وسيحتفل بالأعوام المقبلة والمرأة الفلسطينية تحتفل بطريقة خاصة تختلف عن كل شعوب العالم فهي تحتفل على أنقاض منزلها وجرح أبنائها بالمشافي وعلى ذكرى أبنائها الشهداء أو هي خلف القضبان تحتفل بكل عزيمة وثبات في الدفاع عن وطنها وحقها وحق شعبها في الحرية والمساواة) وأضاف المصدر: (من جهتها تساءلت الشاعرة والأديبة الفلسطينية الأسيرة المحررة غالية أبو ستة هل أحد عشر ألف أسير لا يستحقون وقف المفاوضات وعدم طرح يد السلام للاحتلال).

في حين أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية في خبرها المفصل عن الورشة ما قالته د. مريم أبو دقة رئيس مجلس الإدارة في كلمة جمعية الدراسات خلال الورشة: (إن المرأة الفلسطينية لعبت دوراً مميزاً في تغيير الثقافة البالية والتي تهمش دور المرأة وترسخ المفاهيم والأعراف التي لا تليق بالمرأة بشكل عام والمرأة الفلسطينية بشكل خاص التي تتميز بالنضال والصمود والبطولة، ولتكن صور البطولة والإبداعات ملهمة لكل الأجيال تفتخر بها وتربي النشء الجديد على صدى بطلات فلسطينيات)..

كذلك أورد المصدر ما أكدته السيدة دنيا الأمل إسماعيل رئيسة جمعية المرأة المبدعة في كلمتها على: (أن الحديث عن المرأة الفلسطينية أصبح موسمياً، وعلى سبيل المثال فقط في يوم المرأة أو يوم الإفراج عن أسيرة، وإن التعتيم الإعلامي الشديد خلال الفترة التي كانت الأسيرات فيها في البداية يضيع الكثير من جهدهن الأدبي وخاصة نساء الحركة الأسيرة، والتي كانت أكثر عنفواناً في عام 67 حتى عام 92 وكانت أشد فترات الزخم الثقافي لديهن).

وأضاف المصدر بأنها: (أشارت إلى أن إنتاج الأسيرات ينقسم لنوعين الأول يأخذ الشكل التوثيقي (أدب السيرة) والحديث عن التجربة الشخصية داخل السجون باعتبارها حالة عامة يمكن القياس عليها، والثاني يأخذ شكل المنتوج الأدبي كقصة أو خاطرة أو رواية أو عملاً فنياً). لافتة إلى إن التركيز دائماً كان على المنتوجات المادية لدى المؤسسات المهتمة بالشأن).

لمضمون إبداع المرأة الفلسطينية ذات الخبرات الكثيفة في أجواء الاحتلال، سيكون للإبداع الإنساني العربي والنسوي أدوار في صنع روافد للتأريخ، للتوثيق، لبقاء نبض لا نحسب أنه سيمرق دون من يشعر به.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد