قد يبدو عنوان المقال (موظفون بالخفاء) غريباً إلى حد ما. وما قصدته أن هناك موظفين يعملون لدى جهات ومؤسسات بوظائف رسمية ويقبضون رواتب حقيقية، ولا يعلم عنهم إلا بعض كبار المسئولين بالمنشأة. فهذا النوع من الموظفين لا يرتبط بدوام معين أو بساعات عمل محددة مثل بقية موظفي المنشأة، فهم في الغالب يعملون عن بعد ويتواصلون مع مديريهم من خلال بعض وسائل الاتصال الحديثة مثل البريد الإلكتروني والهاتف المتنقل وغيرها. هؤلاء ينتمون إلى ما يطلق عليهم أحياناً ب(المخابرات التسويقية Marketing Intelegence)، نظراً لطبيعة العمل الموكل لهم، الذي يتم تماماً في الخفاء.
والاستخبارات التسويقية أحد العناصر الرئيسة لنظام المعلومات التسويقية، وفيها نوع إيجابي ونوع سلبي، فالنوع الإيجابي هو الذي يهتم بتجميع وتحليل بيانات البيئات التسويقية الداخلية والخارجية واتجاهاتها المتوقعة لدعم وترشيد القرارات التسويقية للمنشأة، والمنشآت الناجحة أدركت واستفادت من أساليب ووسائل وتقنيات الاستخبارات التسويقية الإيجابية. أما النوع الآخر فهو السلبي والذي -للأسف- بدأ ينتشر في الآونة الأخيرة، وفيه تكون الاستخبارات التسويقية وظيفة غير أخلاقية، وهو ما قد يحدث أحياناً في بعض الممارسات التسويقية مثل التجسس على المنافسين وإثارة الأخبار السيئة عنهم.
نعود للموظفين بالخفاء ونؤكد أنهم في الوقت الحالي أصبحوا يلعبون دوراً كبيراً في توجيه الرأي العام خصوصاً من خلال بعض وسائل الإعلام المقروءة أو المرئية، وذلك بالإشادة بمنشأة ما ومنتجاتها، كما ينتشر وجودهم في المواقع الإلكترونية من خلال طرح آراء إيجابية عن منشآتهم وإثارة البلبلة لمنافسيهم. المبدع منهم من يستطيع أن يستمر في عمله من دون أن تنكشف هويته لكي يضمن وظيفته، وفي الغالب هم في المواقع الإلكترونية يوجدون بأسماء ومعرفات غير حقيقية ومتعددة.
السيئ في الأمر، أن خطر مثل هؤلاء الموظفين كبير على الشخص العادي، فقد يتم التأثير عليه في قراراته الشرائية من غير أن يعلم. نتمنى أن لا يسود الجانب السلبي للاستخبارات التسويقية على الجانب الإيجابي منها.
Fax2325320@ yahoo.com