في تاريخ الأمم العديد من الأشخاص الذين يثير ذكر اسمهم الاشمئزاز والنفور، إذ يُذكر ذلك الاسم بما قام به ذلك الشخص من أعمال أصبحت عنواناً للخسة والنذالة والخيانة، فالعرب لا يسمعون اسم (أبو رغال) إلا وتنهال اللعنات على رأس هذا الخائن الذي استعان به أبرهة الحبشي ليكون دليل جيشه المتجه إلى مكة لهدم بيت الله الحرام.
والعراقيون لا يزالون يتذكرون وبقرف (ابن العلقمي) الذي سلم بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية إلى (هولاكو) والذي ذبح أهلها وأغرق كتب مكتبتها العامرة فتلونت مياه دجلة الصافية باللون الأسود بعد أن حبر الحبر المياه.
واليوم العراقيون لا شك يتذكرون (ابن العلقمي) بعد أن أعاد لهم الذاكرة ابن الجلبي ذلك التاريخ الأسود، فالمدعو أحمد الجلبي الذي كان دليل الأمريكيين في احتلالهم للعراق، والوسيط الذي عقد صفقة الشيطان الأكبر مع ملالي طهران، فمهَّد غزو بلد عربي هو العراق لمصلحة إسرائيل، ولفائدة إيران ليحضر أبو رغال الجديد متدثراً بالعباءة الأمريكية وملتحفاً بالشال الفارسي.
هذا الجلبي الذي دخل العراق عن طريق الناصرية مرتدياً ال(شورت) الكاكي وال(تي شيرت) الأسود، ومعتمراً قبعة تكساسية على طريقة الكاوبوي الأمريكي، مُدشناً عهداً جديداً من الخيانة نسيه العراقيون، فأعاد الجلبي هذا الأسلوب الخبيث. وللأسف- قبل أهل الناصرية.. المدينة العريقة التي أقامها ناصر باشا السعدون، عاصمة المنتفق، أن يعود آفَّاق مثل أحمد الجلبي عن طريقها في محاولة منه لمنافقة أهل المحافظة باعتباره من أبناء مدينة الشطرة.. المدينة التي لفظته منذ أن كان طفلاً فقد قضى جل حياته خارج الشطرة.. والعراق، وما عرف عنه إسهاماً أو برَّاً لا بمدينة الشطرة ولا بمحافظة المنتفق، هذا إذا كان يقوم بأعمال البر، فالمعروف عنه عقد الصفقات المريبة والقيام بعمليات غسل الأموال وإدارة المصارف ومن ثم يسرقها كما فعل عندما كان يدير بنك البتراء في الأردن.. ثم يتوج أعماله الإجرامية بالتآمر لسرقة ونهب بلد عربي ويسلمه بخيانة أعادت كل أفعال ابن العلقمي وأبو رغال.. لأولياء نعمته الأمريكيين الذين ظلوا يصرفون عليه وعلى حزبه، ومع هذا باعهم لمحتضنته ملالي ظهران مجسداً البديهية السلوكية التي تؤكد بأن (الطبع يغلب التطبع)..!!